ندد وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه أمس بالاشتراطات التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية للحكومة الفلسطينية الجديدة معتبرا إياها «املاءات مرفوضة هدفها الإساءة للسلطة الفلسطينية».
وكان بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية قد طالبوا حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف أبومازن في تصريحات صحافية بالعمل على تفكيك الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية وجمع أسلحتها ومحاربة ما تسميه «بالإرهاب» ووقف الانتفاضة فضلا عن تهميش دور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
واعتبر عبدربه هذه الشروط «تعجيزية»، وقال «ان تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، يحرجهم (الإسرائيليين)، ولذلك يحاولون طرح مثل هذه المطالب التعجيزية للتنصل من التزاماتهم أمام العالم لجعل (خريطة الطريق) خطة أحادية الجانب فيها املاءات ومطالب تطرح على الجانب الفلسطيني فقط».
واتهم عبدربه رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع شاؤول موفاز في تصريحات للإذاعة الفلسطينية «بمحاولة كسب الوقت». وكان رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمود عباس، قد انتهى من تشكيل حكومته وسلم القائمة النهائية لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع. وسيجتمع المجلس الفلسطيني التشريعي في رام الله اليوم في جلسة خاصة للتصويت على الحكومة ويتوقع ان تكون الجلسة عاصفة إذ توجد معارضة كبيرة لحكومة أبومازن وتراوح المعارضة بين ظروف تشكيل الحكومة وأسبابها، بينما يعارض آخرون تضمن الحكومة بعض الوزراء الذين لهم علاقات بالفساد والتجاوزات الأخرى، في حين قال وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث ان اللجنة المركزية لحركة فتح قررت دعم الحكومة الفلسطينية الجديدة في المجلس التشريعي.
وقال بعض نواب المجلس التشريعي ان هذه الحكومة شكلت تحت ضغوطات أميركية وإسرائيلية ووفقا لاملاءات أجنبية، وانها تأتي في ظروف الاحتلال وفرض الحصار على الشعب الفلسطيني ورئيسه ياسر عرفات، وتضم الوزارة 12 وزيرا جديدا.
وعلى صعيد آخر قال رئيس حزب العمل عمرام متسناع، إن «إسرائيل» يجب ألا تضيع الفرصة السياسية التي تبلورت مع الفلسطينيين، وأن «خريطة الطريق» ليست هي الحلم الذي صلينا من أجله، وستواجهها الكثير من العراقيل لكنها الخطة الوحيدة التي تحظى بتأييد دولي.
وأضاف متسناع: «يجب أن يصغي حزب العمل لما يدور وإذا تحولت الكلمات إلى أفعال فسنضطر إلى اتخاذ قرار بدعم الحكومة، وإذا اقتضت الضرورة تشكيل ائتلاف للسلام فسيكون الحزب شريكـا للتفاوض. علينا ألا نعطي الفرصة لأحد لتضييع الفرصة التي سنحت الآن».
وعلى الصعيد الميداني أصيب جنديان إسرائيليان خلال تبادل لإطلاق النار في مخيم رأس العين للاجئين في نابلس، حين اقتحمت وحدة خاصة من جيش الاحتلال المخيم وحاصرت منزل أحد المواطنين بحجة البحث عن مطلوبين وتم تبادل إطلاق النار في المكان أصيب خلاله الجنديان بجروح متوسطة. وخلال العملية تم اعتقال الفلسطينيين أمير ذوقان وعمار الكعبي، بعد إصابتهما بالنيران الإسرائيلية وهما من كوادر شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وكتائب أبوعلي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية. وفي قلقيلية نسفت قوات الاحتلال منزل رفيق علي حماد منفذ العملية الاستشهادية في بار ايلان في شهر أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي والتي أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة 20 آخرين بجروح، إذ حاول حماد في العاشر من أكتوبر 2002 الصعود إلى حافلة إسرائيلية وهو مزود بحزام ناسف، إلا أنه سقط من الحافلة لحظة صعوده. وعندما تقدم منه السائق وعدد من المسافرين في محاولة لمساعدته لاحظوا وجود الحزام الناسف وتركوه ونجح في الوصول إلى محطة الباص القريبة وفجر نفسه بالقرب منها.
وفي القدس قامت مجموعة من اليهود المتطرفين بالاعتداء على مواطنين فلسطينيين في منطقة الشيخ جراح في القدس، إذ قام نحو 20 يهوديا بمحاولة الاستيلاء على ستة منازل في الشيخ، فتصدى لهم الفلسطينيون ووقع شجار بينهم وبين المجموعة اليهودية المتطرفة وتم جرح بعض منهم. وحمل عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن دائرة القدس حاتم عبدالقادر، سلطات الاحتلال مسئولية ما يترتب من نتائج على هذا العدوان أو إعادة محاولاتهم للاستيلاء على المنازل، وأشار إلى محاولة الجماعات الاستيطانية الاستيلاء على معظم المنازل في المنطقة المحيطة بما يسمي بقبر «الصديق شمعون»، وضمها إلى عدة منازل كان استولى عليها المستوطنون في فترات سابقة لإنشاء حي استيطاني كامل في قلب الأحياء الفلسطينية المقدسية.
وفي الخليل اعتقلت قوات الاحتلال 30 مواطنا من قرية خرسة جنوب المدينة، وأغلقت كل الطرق المؤدية إليها، وفي جنين، قالت مصادر طبية فلسطينية إن الفتى مصعب إبراهيم جبر (16 عاما) استشهد جراء إصابته بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المخيم تحت غطاء من نيران الرشاشات الثقيلة التي أطلقتها الطائرات المروحية والدبابات التي سحقت الكثير من السيارات على جانبي الطريق في المخيم خلال العملية.
غزة - د ب أ
توعدت الجماعات المسلحة الفلسطينية الرئيسية الثلاث، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى، أمس بمواصلة «الجهاد» ضد «إسرائيل» ورفض خطط رئيس الوزراء المكلف محمود عباس بنزع أسلحتها. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات، مسئوليتهما عن إصابة ضابط جيش إسرائيلي بجروح ليلة أمس الأول. وفي بيان مشترك، ذكرت كتائب القسام والأقصى أنه تم شن الهجوم لإثبات أن حماس وفتح ستواصلان «الجهاد والكفاح المسلح حتى دحر الاحتلال». وحذرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من أن تقدم أية حكومة فلسطينية على اتخاذ إجراءات ضد المسلحين الفلسطينيين من خلال نزع سلاحهم أو اعتقالهم. وقالت الجماعة في بيان إن مثل هذا الإجراء سيثبت مشاركة الحكومة الفلسطينية المقبلة في «خريطة الطريق الاميركية - الصهيونية».
وأضاف البيان أنه سواء طبقت خطة السلام المعروفة باسم «خريطة الطريق» أو لم تطبق، فإن سرايا القدس ستواصل هجماتها حتى إنهاء الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية. ودعا البيان جميع المسلحين الفلسطينيين إلى تشكيل جبهة موحدة. وسبق أن أعلنت حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى مسئوليتهم عن عشرات العمليات الاستشهادية وحوادث إطلاق النار في الأراضي المحتلة
العدد 235 - الإثنين 28 أبريل 2003م الموافق 25 صفر 1424هـ