كشف رئيس قسم التوعية المرورية والعلاقات العامة بإدارة المرور النقيب محمد بن دينة عن أهم الموضوعات التي ستطرحها الإدارة العامة للمرور خلال اجتماع مديري المرور في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الفترة ما بين 5 و7 مايو/آيار المقبل في الدوحة، وهي توحيد الإجراءات المرورية في دول مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر هدفا تسعى دول المجلس كافة إلى تحقيقه في أقرب وقت ممكن، على أن يشمل هذا التوحيد: الترخيص والتسجيل للسيارات، بالإضافة إلى إمكان نقل ملكية السيارات بين دول التعاون بسهولة وبما يخدم مصلحة المواطن الخليجي عموما، وتحصيل المخالفات بين دول مجلس التعاون، والسعي إلى الوصول إلى مقاييس موحدة لتحديد نسب حاجز الرؤية في السيارات (الرايبون)، والتصديق على الخطة الإعلامية المشتركة.
كما قال إن هناك توجها جديدا لتغيير الصورة النمطية السائدة عن رجل المرور في الشارع، وذلك من خلال جهود مكثفة ستسعى الإدارة العامة للمرور إلى تنفيذها.
وصرح النقيب بن دينة بأن وفد المملكة سيرأسه مدير إدارة الشئون والمرور المقدم خالد العبسي، ومدير تراخيص السواق الرائد الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وضابط مدرسة تعليم السياقة عبدالرحمن بن عبدالوهاب، ورئيس قسم التوعية المرورية والعلاقات العامة في إدارة المرور النقيب محمد بن دينة.
وأضاف أنه سيكون هناك اجتماع يسبق اجتماع مديري المرور يخص لجان التوعية في الفترة ما بين 3 و4 مايو المقبل والذي ستراجع فيه الاستراتيجية الإعلامية التوعوية لدول مجلس التعاون، والعمل على تفعيل الخطة الإعلامية المشتركة والتوعية المرورية وتبادل الخبرات وتحديد الخطة الفصلية للعام 2004 واختيار شعار أسبوع المرور لمجلس التعاون للعام المقبل.
جاء ذلك في اللقاء الصحافي الذي نظمه أمس قسم التوعية المرورية والعلاقات العامة في إدارة المرور، بمناسبة أسبوع المرور العربي والذي يمتد من 4 إلى 10 مايو المقبل.
وأشاد رئيس قسم التوعية المرورية والعلاقات العامة بإدارة بن دينة بالدور الإيجابي لمجلس وزراء الداخلية العرب في الاحتفاء بالفعاليات والمناسبات المرورية التي تسعى إلى بث ثقافة التوعية المرورية بين مواطني الدول العربية، مضيفا ان قسم التوعية في إدارة المرور في المملكة يسعى الآن إلى «تحسين الصورة الذهنية» لرجل المرور لدى الشارع البحريني من خلال انتهاج أساليب جديدة لمخاطبة الشارع، والابتعاد عن «أساليب إصدار الأوامر أو إلزام السائق بتنفيذ القانون وهو مجبر على ذلك من دون وعي بأهمية تنفيذ هذا القانون، وإنما توعية السائق بأهمية هذا القانون وتنفيذه لما له من فائدة على السائق نفسه وعلى مستخدمي الطريق».
وأشار بن دينة في حديثه إلى أهمية التوعية المرورية التي ستقوم بها الدائرة خلال أسبوع المرور العربي والتي اتخذت مِنْ «لا تنشغل بغير الطريق» شعارا بعد أن مثل انشغال السائق عن الطريق «هما كبيرا ومشكلة رئيسية تسببت في زيادة نسبة الحوادث التي يتدخل فيها العنصر البشري بشكل كبير من خلال الانشغال عن الطريق بنسبة 85 في المئة من إجمالي الحوادث»، مشيرا إلى أن هذا الشعار «استخدم من قبل في أسبوع المرور لمجلس التعاون».
وأضاف ان من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانشغال عن الطريق هي كثرة استخدام السائقين لجهاز الهاتف النقال خصوصا في السنوات الأخيرة التي انتشر فيها هذا الجهاز بشكل كبير بين صفوف السواق، وكذلك العبث بجهاز المذياع أو لعب الأطفال في السيارة بالإضافة إلى الأكل والشرب أثناء قيادة السيارة، معتبرا ان هذه الأنماط السلوكية ساهمت - بشكل كبير - في زيادة نسبة الحوادث بسبب «انشغال ذهن السائق وابتعاده عن التركيز لما يحدث أمامه على الطريق، إذ إن التركيز يعد من أساسيات القيادة».
وقال بن دينة «إن اكتشاف الشارع لمسافة مناسبة (قدرها بـ 50 مترا) يساعد السائق على تفادي الكثير من الحوادث، ويمنع حدوث أية مفاجأة على الطريق لا يعلم بها السائق إذا لم يكن منتبها إلى الشارع».
وتطرق بن دينة إلى الفعاليات التي ستقوم بها الإدارة خلال هذا الأسبوع من حملات تفتشيه على مختلف الشوارع عبر التركيز على السرعة والتقيد بحزام السلامة، بالإضافة إلى حملات التوعية التي ستقام في متخلف مدارس المملكة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكذلك حملة توعوية في جامعة البحرين، وإعداد برنامج تلفزيوني لتوضيح مدى وضع السلامة المرورية في البحرين وتعريف الجمهور بذلك، ولقاءات إذاعية يومية من خلال برنامج «صباح الخير يا بحرين».
كما تم عرض الرسالة التي وجهها الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان إلى الشعوب العربية بمناسبة أسبوع المرور العربي التي أشار فيها إلى معاناة الدول والمجتمعات العربية كغيرها من دول ومجتمعات العالم من مشكلات كثيرة تطول بعض جوانب حياتها وتؤثر في معدلات نموها وتنعكس على ثروتها البشرية والمادية، وقال: «إن مشكلة المرور تؤرقنا جميعنا لأنها تطول كل الفئات وتمس سائر الناس ومصالحهم وممتلكاتهم، كما تلحق أفدح الأضرار بالدول والمجتمعات لأنها تصيب ثروتها البشرية والمادية في الصميم، ومن هنا تأتي ضرورة وأهمية الوعي بهذه المشكلة، والتعاون الجاد والفعال من قبل الجميع لمواجهتها بصورة جذرية وحاسمة».
وقال كومان: «إن ما يزيد المشكلة تفاقما أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بتطور المجتمعات وتقدمها، وهو ما يلقي تبعات إضافية على الجهات والهيئات المعنية في مواجهتها والتخفيف من آثارها وأضرارها، ذلك أن هذا التطور يتطلب - في بعض جوانبه - الزيادة في استخدام السيارات ووسائل النقل المختلفة، وهو ما يساهم بالضرورة في وقوع المزيد من الحوادث، وبالتالي المزيد من الضحايا والأضرار». مشيرا إلى أن مشكلة المرور لا ترجع إلى «فراغ تشريعي»، وان هناك مجموعة كبيرة من القواعد القانونية «الآمرة والناهية» في هذا المجال، والتي من شأنها أن تكفل السلامة من الحوادث المرورية، إلا انه أعرب عن شديد أسفه «لعدم تقيد مستعملي الطريق بقواعد وآداب المرور بسبب غياب الوعي الكافي مما يؤدي إلى عواقب وخيمة».
وقال: «إننا ندرك تماما أن العنصر البشري هو العامل الأساسي في وقوع الحوادث المرورية، وإن الكثير من الحوادث يمكن تجنبها بقليل من الانتباه والحكمة، والتعامل مع السيارة باعتبارها وسيلة للنقل، وإدراك أن أي شطط في استعمالها بأي شكل من الأشكال قد يحولها بسرعة فائقة إلى أداة قتل فتاكة».
كما تطرق كومان إلى مسألة انشغال السائق أثناء قيادة السيارة وعدم تركيزه على ما يحيط به في الطريق، وعدم اكتراثه بما قد يتعرض له من مفاجآت، خصوصا عندما تتطلب بعض الأحاديث الجانبية، مثل الهاتف أو مع شخص آخر، من المتحدث كل التركيز والاهتمام «بحيث لا يستطيع أن يركز على القيادة وينسى ابسط قواعد السلامة».
في ختام اللقاء الذي جرى أمس، قام الصحافيون بالسحب على أسماء الفائزين في المسابقة المرورية والتي نظمتها لجنة السلامة على الطريق كأحد أنواع التوعية المرورية وذلك بالتعاون مع المؤسسات والشركات الخاصة في البحرين، والفائزون هم:
الجائزة الأولى: عبارة عن غرفة نوم فازت بها هدية علي عبدالله، الجائزة الثانية: مبلغ نقدي 300 دينار فاز بها علي حميد ميرزا، الجائزة الثالثة: تذكرة سفر (البحرين بانكوك البحرين) فاز بها يوسف محمد علي، الجائزة الرابعة: تذكرة سفر (البحرين القاهرة البحرين) فاز بها السيد عدنان السيد شبر، الجائزة الخامسة: مبلغ نقدي 200 دينار فاز بها عادل حمد راشد. والجوائز من السادسة إلى العاشرة عبارة عن جوائز نقدية قيمتها 50 دينارا، فاز بها كل من: ليلى عبدالله علي حاجي، سامي مهدي سلمان، فاطمة علي إبراهيم، هدى سلطان سعد، أحمد محمود.
وعلق بن دينة على ان هذه المسابقة لا تهدف فقط إلى زيادة توعية الجمهور من خلال المسابقة، وإنما التعرف على المعلومات المرورية الخاطئة التي اكتسبها الجمهور من أية جهة كانت، والعمل على تغيير هذه المعلومة من خلال التركيز عليها في حملات التوعية».
أقام مركز دراسات الطرق والمواصلات صباح أمس في جامعة البحرين بمدينة عيسى حلقة نقاشية عن كيفية تأهيل رجال المرور، حاضر فيها مساعد رئيس قسم التحقيق المروري الرائد محمد إبراهيم الغتم، واستعرض عددا من أساسيات التحقيق المروري، وأهمها: كيفية اختيار شرطي المرور المكلف بالتحقيق المروري، وشروط إعداده لمثل هذه الوظيفة والخطوات المتخذة في حال وقوع حادث ذي تلفيات بسيطة أو بليغة أو حادث إصابات أو حادث وفيات. واستعرض نماذج من تلك الحوادث، كما استعرض عددا من الإحصاءات السنوية التي تظهر نسبة الحوادث ومقارنتها بالأعوام الأخرى.
كما تحدث رئيس قسم التوعية المرورية والعلاقات العامة بإدارة المرور النقيب محمد بن دينة عن أهمية التوعية المرورية ومساعيها إلى تخفيض نسب الحوادث الخطيرة التي قد تؤدي إلى أضرار إنسانية جسيمة.
وطالب عدد من الأطباء الذين حضروا الحلقة النقاشية، إعطاء رجال المرور الذين يباشرون التحقيق في الحوادث المرورية دورات في الإسعافات الأولية من اجل مساعدة المصابين في الحوادث في حال تأخر سيارات الإسعاف، كما طالب ممثلو شركات التأمين تنمية مهارات المحققين في الحوادث المرورية للوصول إلى معلومات أدق في التقرير الذي يصدره من موقع الحادث
العدد 236 - الثلثاء 29 أبريل 2003م الموافق 26 صفر 1424هـ