تواصل قوات الاحتلال أعمالها القسرية ضد العراقيين، وقتلت أمس ثلاثة عراقيين و جرح آخرون في مدينة الفلوجة. وتزامن هذا الحدث مع زيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إلى بغداد قادما من البصرة في أول زيارة لمسئول أميركي على هذا المستوى إلى العراق مكررا القول ان الولايات المتحدة «لا تريد حكم العراق»، في وقت اجتمع قادة المعارضة العراقية في بغداد أمس وذلك لتبني مشروع إنشاء حكومة عراقية مؤقتة تلتزم بالعبور بالبلاد من أزمتها الجارية إلى مرحلة جديدة من الحرية.

لقي ثلاثة مدنيين عراقيين مصرعهم وأصيب ثلاثة آخرون، عندما أطلقت القوات الأميركية النار على مواطنين تجمعوا عند مفترق طرق رئيسي وسط مدينة الفلوجة للاحتجاج على حوادث أمس الأول ولمطالبة القوات الأميركية بالخروج من المدينة والعراق.

وأفاد شهود ان الرصاص أطلق على تظاهرة ضمت بضعة آلاف شخص كانوا يعبرون عن احتجاجهم على الحادث الذي أدى إلى مقتل 13 عراقيا برصاص الأميركيين بينما كانوا يشاركون أيضا في تظاهرة في المدينة نفسها.

وقال العراقي صفا رسول: «التظاهرة كانت سلمية وقد طلب منا رجال الدين عدم حمل السلاح، وهذا ما فعلناه، ولم يحصل تبادل لإطلاق النار» وإن جنودا أميركيين يستقلون سيارات جيب وناقلات جند مجهزة برشاشات ثقيلة فتحوا النار على المتظاهرين بعد ان قام عدد من الصبية برشقهم بالحجارة وبالأحذية».

من جهة ثانية أعلن عدد من رجال الدين في المدينة إنهم قابلوا عددا من الضباط الأميركيين وطلبوا منهم مغادرة المدينة.

وقال الشيخ علي المحمدي: «لقد قابلنا الأميركيين وقلنا لهم ان عليهم الانسحاب على الأقل إلى أطراف المدينة لان تأثيرهم سيئ على السكان»، كما قال الشيخ عبد الحميد جدو الذي شارك أيضا في الاجتماع «لقد اخترنا طريق الحوار حتى الآن إلا إننا نعلم انه سيكون من الصعب تهدئة السكان في حال تواصل الوضع على هذا المنوال».

هذا ووصل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد إلى بغداد قادما من البصرة في أول زيارة لمسئول أميركي على هذا المستوى إلى العراق مكررا القول إن الولايات المتحدة «لا تريد حكم العراق».

وألقى رامسفيلد خطابا قصيرا وجه فيه تحية إلى القوات الأميركية على الجهود التي قامت بها للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

وقال رامسفيلد «جئتم إلى هنا لا للسيطرة ولا للاحتلال بل للتحرير، والشعب العراقي يعرف ذلك»، وقال رامسفيلد فور نزوله من الطائرة في بغداد ان قوات التحالف الأميركية البريطانية لن تبقى في العراق أكثر مما هو ضروري.

من جانبه أعلن أحد قادة المعارضة العراقية عبدالعزيز الحكيم أن الهدف من عقد اجتماع بغداد بين فصائل المعارضة أمس هو تبني مشروع إنشاء حكومة عراقية مؤقتة تلتزم بالعبور في البلاد من أزمتها الجارية إلى مرحلة جديدة من الحرية، مضيفا في تصريح لقناة «العربية» الفضائية أن هذا الاجتماع يأتي من أجل التفكير بشكل جدي لتحقيق ما تم الاتفاق عليه من تصورات بشأن ملء الفراغ السيادي والسياسي في هذه المرحلة إذ أن الناس في أمس الحاجة إلى حكومة عراقية تنبثق من بين العراقيين، مشيرا إلى أن الجميع يتحمل المسئولية من أجل مساعدة الشعب العراقي في محنته الحالية.

من جانبه قال مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني ان الاجتماع الذي عقد أمس في بغداد يهدف إلى إيجاد إدارة حكومية جديدة تملأ الفراغ الأمني والإداري للبلاد بعد إسقاط حكومة صدام حسين السابقة.

كما أعلن مسئول في المؤتمر الوطني العراقي ان اللجنة القيادية للمعارضة العراقية المنبثقة عن مؤتمر لندن ستعقد اجتماعا اليوم الخميس في بغداد.

ونقل راديو طهران عن «نزار شوكت» عضو قيادة المؤتمر قوله ان القيادة الجماعية للمعارضة العراقية ستجتمع بمشاركة احمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي وجلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ومسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وعبدالعزيز الحكيم المسئول في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وإياد علوي من الوفاق الوطني، فضلا عن شخص سادس ستحدده اللجنة، مضيفا إن الجلبي رفض عرضا أميركيا بتولي منصب رئيس الوزراء في حكومة ما بعد صدام حسين. وأشار الراديو إلى ان جميع الشخصيات التي ستشارك في الاجتماع موجودة في العاصمة العراقية.

كما عقد مسئولون أكراد بزعامة الطالباني وبرزاني اجتماعا مع مسئولين عسكريين أميركيين بالمدينة استمر أربع ساعات وتركز بشأن مسألة نزع أسلحة الفصائل الكردية ومقاتلي البشمركة في الموصل.

وأوضح فؤاد معصوم عضو قيادة الاتحاد ان «الحكومة العراقية التي تتشكل لابد ان تكون عراقية وبقرار عراقي ولكن في الوقت نفسه لابد ان يكون هناك تنسيق مع ممثلي الولايات المتحدة»، و«هناك الكثير من القضايا لا بد من التعاون بشأنها مع الأميركيين مثل الديون والتعويضات وإعادة الاعمار وغيرها التي يصعب إنجازها من دون التعاون مع الأميركيين»، مضيفا ان «الهيئة القيادية لمؤتمر المعارضة الذي عقد في لندن في ديسمبر/كانون الأول الماضي وكذلك لجنة المتابعة ستجتمع خلال اقل من عشرة أيام للاتفاق على دعوة ممثلي الأحزاب والحركات التي لم تشارك في مؤتمر لندن وللاتصال مع الحركات والشخصيات السياسية والمهنية والأكاديمية والنسائية والعشائرية لعقد مؤتمر عام في بغداد للاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية». وأضاف ان «الهيئة القيادية هي التي ستتولى الإشراف على هذا الاجتماع»، وانه «ستتم إضافة شخصية سادسة للهيئة لأن عدنان الباجه جي اعتذر لدى إعلان اسمه ضمن الهيئة ولا ندري ان كان مازال على موقفه أو انه غيره».

على صعيد آخر قالت وزارة الدفاع البريطانية ان ضباط جيش من «نحو 12 دولة» اجتمعوا في لندن للإعداد لقوة امن دولية في العراق.

وأعلن عن القليل من التفاصيل قبيل انعقاد الاجتماع وهو أول خطوة مهمة في اتجاه التحول من قوة احتلال أميركي بريطاني عسكري للعراق إلى قوة متعددة الجنسيات أوسع «لتحالف المستعدين». وأكدت الدنمرك وبولندا مشاركتهما.

عالم عراقي يؤكد تدمير الأسلحة الكيماوية

واشنطن - رويترز

قال عالم عراقي كان من رواد برنامج الأسلحة الجرثومية لمحطة «ايه.بي.سي» التلفزيونية ان هذه الأسلحة دمرت على حد علمه وان ترسانة العراق لم تضم مثل هذه الأسلحة في الفترة الأخيرة. واعترف ناصر هنداوي بدوره في تصميم وإنتاج الأسلحة البيولوجية لكنه أكد انه لم يكن لديه فرصة للاختيار عندما سعى صدام حسين للاستفادة من خبرته في الثمانينات أثناء الحرب العراقية الإيرانية. وقالت المحطة ان هنداوي الآن في حماية زعيم المؤتمر الوطني العراقي الموالي لواشنطن احمد جلبي وأمضى بضعة أيام في مقر جلبي في بغداد اجتمع خلالها مع خبراء أسلحة أميركيين. واعتقل هنداوي الذي له ابنان يقيمان في الولايات المتحدة في العام 1998 عندما حاول الفرار من البلاد وفقا لما قاله مصدر عراقي في ذلك الوقت. وقال المصدر ان العالم خالف قوانين السفر واتهم بحمل تقارير عن برنامج الأسلحة البيولوجية العراقية. وتابع المصدر ان خبراء الأسلحة التابعين للأمم المتحدة التقوا بهنداوي «عشرات المرات». وترك هنداوي برنامج الأسلحة في العام 1989 لكن صدام استدعاه للعمل كمستشار لدى وصول خبراء الأمم المتحدة بعد حرب الخليج في العام 1991