وقال الشيخ ان المطلب الرئيسي للطلبة يتمثل في تعديل جداول الامتحانات النهائية لتتاح الفرصة للطلبة لمراجعة المواد العلمية «الصعبة».
الوسط - هاني الفردان
وصف طلبة 11 مدرسة ثانوية - أعلنت استياءها من جداول الامتحانات النهائية - النقاشات التي دارت بينهم وبين رئيس جهاز الامتحانات في وزارة التربية والتعليم إبراهيم الحسن بأنها «عقيمة»، وذلك على إثر الاجتماع الذي عقد صباح أمس الأول في مدرسة أحمد العمران الثانوية، الذي حضره ممثلو الطلبة من هذه المدارس.
وعقد هذا الاجتماع بعد احتجاجات كثيرة قام بها الطلبة من أجل إيصال صوتهم الرافض لمواعيد الامتحانات والتي يرون أنهم تفاجأوا بجداولها النهائية المزدحمة إلى «أقصى درجة» للمستويات الثلاثة للمسار العلمي، معتبرين أن هذا الجدول «لم يسبق له مثيل من قبل وقد بلغ درجة عالية من السوء، إذ لا مجال لمراجعة المواد التي تحتاج إلى مراجعة مكثفة وحفظ، وقد اشتكى جميع الطلبة من الجدول وكذلك المدرسون الذين أبدوا استياءهم من الجدول» بحسب قولهم.
وتمثلت مطالب الطلبة - التي ضمنوها في العريضة التي رفعوها إلى مدير إدارة التعليم الإعدادي والثانوي ناصر الشيخ - في إيجاد حل لازدحام وتقارب المواد العلمية التي وصفوها بـ «المواد الصعبة» حتى يتمكنوا من الاستعداد لها بشكل جيد، ولكي لا ينعكس تقارب امتحانات هذه المواد على نتائجهم النهائية.
وقال القائم على مشروع العريضة الطلابية مجتبى الشيخ: «كان الطلبة يعقدون بعض الأمل على أن يخرج هذا الاجتماع بفائدة، وأن يتم تغيير الجدول بما يناسب المواد، لكن كما توقعت شخصيا وتوقع غيري فإن مسئولي الوزارة لم يكن ذلك هدفهم».
وأضاف الشيخ انه سمع المسئول (الحسن) وهو يتحدث مع موظف قسم الإعلام والعلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم قائلا له: «طبعا الجدول هذا ثابت ولن يتغير، وهذا الاجتماع مجرد لنوضح كيفية وضع جداول الامتحانات، وسيكون بياننا وافيا وشافيا».
وتساءل الشيخ «كيف يمكن الوصول إلى نتيجة إذا كان هذا هو رأي مسئول الوزارة قبل بدء الاجتماع؟ وكيف سنصل إلى حل يرضي الجميع»؟!
وقال إن «التصلب» في الموقف هو العامل الأساسي وراء «فشل الاجتماع» بالإضافة إلى عدم التنسيق المسبق بين الطلبة الممثلين لمدارسهم، إذ حضر طالب واحد نيابة عن مدرسته، وتركيز معظم الطلبة الحاضرين على اقتراح تعديلات على الجدول «هنا أو هناك» بما يناسب طلبة كل مدرسة بدلا من التركيز على توضيح المواد الصعبة، وطلب تغيير الجدول بما يناسب عدم تتالي المواد الصعبة في الجدول وبما لا يتعارض مع الشروط الأخرى للوزارة، وهذا ما سهل على ممثل الوزارة انتقاد التعديلات وبيان أنها ستسبب تعارضات.
ووضح الشيخ أهم النقاط التي دار حولها الاجتماع والتي طرحها رئيس جهاز الامتحانات ومنسقو جداول الامتحانات، وهي التي دارت حول قيام وزارة التربية والتعليم بطرح مسودة جدول الامتحانات في الفصل الدراسي الأول، وإرسالها إلى المدارس لأخذ ملاحظاتها وآرائها وعرض الجدول على لجان الطلبة، وقد شكك الطلبة في ذلك وتساءلوا عن إمكانهم الحكم على صلاحية جدول «فصل لاحق» لم يطلعوا على مقرراته ليعرفوا مدى صعوبتها، كما إنه من غير المعقول أن يبدي «طلبة المستوى الثاني رأيهم في جدول المستوى الأول، لأنه من حق طلبة كل مستوى أن يروا بأنفسهم ما يناسب المواد التي درسوها».
وأكد الشيخ «إن إدارة مدرسته تؤكد انه لم تصلها أية مسودة للجدول، بل وصلها الجدول الثابت الذي لم تخضعه الوزارة للنقاش وهو مصدر الخلاف الآن، وكذلك معلمو المدرسة لم يعلموا بالجدول إلا بعد تثبيته».
وأضاف أن بعض المنسقين من المعلمين قاموا بالاعتراض على الجدول أمام مدير إدارة التعليم الإعدادي والثانوي ناصر الشيخ الذي وافق بدوره على تعديل ملاحظاتهم، «ولكن هؤلاء المنسقين لم يأخذوا في الاعتبار إلا المواد التي هم يدرسونها».
كما تطرق مسئول الوزارة إلى النقطة الثانية التي دارت حول إعداد جداول الامتحانات باعتبارها عملية معقدة، وتتم وفقا لمعايير وأسس أهمها مراعاة ألا يمتحن الطالب العادي في أكثر من مساق واحد في اليوم. وأما الطالب المتعثر فقد يلحقه مساقان في اليوم الواحد، ولكن بإمكانه تقديم الامتحان في مساق واحد باختياره لو شاء، على أن يؤجل المساق الآخر إلى فصل آخر، ومراعاة توزيع المقررات قدر الإمكان حسب صعوبتها تجنبا الضغط على الطالب، كما يجب النظر إلى جميع فئات الطلبة وليس إلى فئة واحدة أو مستوى واحد، وأن تجرى الامتحانات في فترة لا تتجاوز أسبوعي عمل، مع العلم أن بعض الفصول الدراسية يدرس فيها الطلبة عشرة مساقات يختلفون في نظرتهم إليها من حيث الصعوبة والسهولة.
وبينما أبدى الطلبة حسب ما أورده الشيخ تفهمهم لكل تلك التعقيدات، ولكنهم يطالبون فقط بالموازنة بين هذه المعايير وبين احتياجات الطلبة، «فليس من المعقول إهمال آراء الطلبة نهائيا بسبب هذه المعايير».
كما طرح المسئول النقطة الثالثة التي تركزت على صعوبة إعادة ترتيب الجدول بأكمله بسبب إعلام طلبة المنازل بالجدول القديم، وبالتالي صعوبة إعلام جميع الطلبة بتعديل الجدول، إذ ان عددا من طلبة المنازل يوجد خارج البحرين الآن.
وجاء رد الطلبة بأن جميع الطلبة سيتسلمون الجداول النهائية مع أرقام الجلوس في نهاية شهر مايو/أيار الجاري، وبالتالي سيعلمون بأي تغيير يطرأ عليها، وقال الشيخ إنه بإمكان الوزارة تسليم الجدول الحالي بالطريقة أو الآلية نفسها التي تم فيها تسليمهم الجدول الأول، إذ إن الجدول يعرض لأول مرة منذ بداية الفصل وبالتالي فإنه حتما اتبعت الوزارة والمدارس آلية معينة لإعلام طلبة المنازل بأن «الجداول تم طرحها ويمكنكم استلامها».
وأبدى الحسن ارتياحه بأن هذه السنة تم طرح الجدول منذ بداية الفصل الدراسي على عكس كل سنة وهذه خطوة يجب أن يثمّنها الطلبة، خصوصا أن هذا يمكّنهم من المراجعة منذ بداية الفصل. وقد أكد الطلبة أنه هذه النقطة تحسب ضد الوزارة، لأن طرح الجدول منذ بداية الفصل تعني وجود متسع من الوقت لإعادة النظر في الجدول وتعديله بعد أخذ آراء الطلبة. وقال الحسن: «إنه من غير المعقول أن تقتصر دراسة الطالب على ليلة الامتحان فقط. بل من المفترض أن يراجع منذ بداية الفصل الدراسي ويحضر نفسه منذ فترة لهذه الامتحانات».
أما الطلبة فقد كانوا يرون أنه على رغم المراجعة طوال الفصل الدراسي فإن المراجعة النهائية هي «المهمة والحاسمة والمكثفة»، كما أن هذا الفصل الدراسي مضغوط إلى أقصى درجة، وتخللته إجازات متعددة بما لا يتيح للطالب أي وقت للمراجعة للامتحانات النهائية.
ووضح الحسن أنه عندما تعمد الوزارة إلى وضع الجدول «يكون الطالب هو الهدف الأول، وعلى رغم أنه لا يمكن إيجاد جدول مناسب لجميع الطلبة فإن هذا الجدول مناسب إلى حوالي 90 في المئة من الحالات».
وقال الحسن: «إن المعدل التراكمي هو حصيلة ستة فصول، وليس فقط هذا الفصل، لذلك فإن المعدل لن يتأثر بهذا الفصل».
ولكن الطلبة أكدوا أن كل فصل يؤثر وأنهم بحاجة إلى حتى الأعشار والكسور في الدرجات لضمان القبول في الجامعة والحصول على الأولوية.
وفي ختام اللقاء قال مجتبى الشيخ: «لم نخرج بشيء يرضينا أو حتى يعطينا الأمل في إمكان تعديل جدول مواعيد الامتحانات»، وقال: إن الحسنة الوحيدة في هذا الاجتماع هي الاستماع إلى وجهة نظر الوزارة بشكل مباشر من قبل رئيس جهاز الامتحانات بوزارة التربية الذي استمع إلى المطالب، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع جاء بعد «مناوشات طويلة ادعت فيها وزارة التربية والتعليم تسلم العريضة الموقعة من طلبة وطالبات إحدى عشرة مدرسة»
العدد 237 - الأربعاء 30 أبريل 2003م الموافق 27 صفر 1424هـ