العدد 2531 - الإثنين 10 أغسطس 2009م الموافق 18 شعبان 1430هـ

نوادر عبود

كان كبير البنية، شعره أجعد كبير، عيناه شهلاوتان وحادتان، ما عرف الخوف طريقا إلى قلبه، يدعونه في حارتنا بـ«سنور الليل» لكثرة خروجه تحت جنح الظلام إلى «السمائد» والسهر في المقابر.

نساء القرية إذا ما أرادوا لأولادهم أن يرتدعوا عن شيء ما أخافوهم «بعبود»، أضحى اسمه على كل لسان وجنان لما يصدر عنه من قصص ونوادر تعجب القاصي والداني، يحكى عنه ذات مرة أنه دخل البحر وامتهن حرفة الصيد إذ كل أسبوع يبدل من عمل إلى عمل وهذه المرة «ليباري» «حظور» أهل القرية ويسرق السمك من مصائدهم والمسكين «عبود» لا يدري أنه اصطيد قبل أن يصطاد إذ إنه لما دخل في «فك الحظرة» وموضع اصطياد السمك فوجئ بوجود «لخمة» رأسية على السطح ومذ رآها فر هاربا إلى «السيف» ينفخ من التعب...

«عبود» لا تنتهي مغامراته وفتوحاته وهذه المرة امتهن حرفة الفلاحة عند «حجي منصور» في مزرعة «نصر» وقال له من غد يا ولدي يا «عبود» تأتي لتحرث وتزرع الأرض وتسقي الأشجار وقبل أن يصحصح الديك من نومه فر «عبود» من نومه إلى «نصر» ومعه «منجل» يتمايل مع يده ويلوح وباشر «عبود» عمله وسقى الزرع من «الكوكب» ونظف الأرض وحرق الأوساخ كالسافانا إلى الضحى وهو يكدح ويشتغل في الزراعة و»حجي منصور» متعجب من نشاط «عبود» اللامعهود وساءله بأن يريح نفسه قليلا من العمل فأجابه «عبود»: اسكت يا حجي منصور إلى الحين ما حصلت ولا عنجوش واحد».

ميثم مسعود

العدد 2531 - الإثنين 10 أغسطس 2009م الموافق 18 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً