قال وزير الصناعة والتجارة حسن عبدالله فخرو إن الوزارة تتعاون مع القطاع الخاص وغرفة التجارة في تقنين عدد المعارض التي تقوم بالبيع المباشر حتى لا ينتج عن ذلك ضرر على التاجر البحريني وعلى السوق وعلى التقاط بعض السيولة الموجودة في السوق.
وذكر فخرو عقب افتتاحه معرض الخريف 2007 صباح أمس بمركز البحرين الدولي للمعارض ان معرضين في البحرين فقط يقومان بالبيع المباشر، احدهما هو معرض الخريف والآخر هو معرض الجواهر العربية.
وذكر ان معرض الخريف من المعارض الكبيرة وقد برمج على اساس ان يقام بعد الاعياد حتى لا يكون له تأثير على السوق المحلية. منوها إلى انه يتوقع ان يزور المعرض الحالي 180 ألف زائر والذي يستمر حتى 13 يناير الجاري.
559 جهة مشاركة
وأضاف فخرو ان 559 شركة تشارك في المعرض من 52 دولة. وهو من المعارض الكبيرة، والحكومة تشجع هذا المعرض نظرا الى الفوائد التي تُجنى من اقامته من خلال تعريف المنتجين في المنطقة مثل سورية التي تشارك سنويا وبفعالية إذ يتعدى 250 شركة سورية بالإضافة إلى دول من آسيا مثل إيران والهند وباكستان وغيرها.
وقال إن المعارض تلعب دورا كبيرا في تنشيط الاقتصاد واستقطاب الكثير من الزوار والدول وهي في ازدياد ما يرسخ ويعزز دور البحرين كموقع تجاري كبير في المنطقة وخارجها.
وأشار ان عدد المعارض في البلاد في تنامٍ وتزايد مستمر، منوها إلى انه في العام الجاري 2007 سيقام نحو 40 معرضا مختلفا. وفي العام المقبل سيفوق عدد المعارض التي ستقام هنا على 45 معرضا.
وقال إن وزارة الصناعة والتجارة تسعى إلى ألا تسبب هذه المعارض إشكالا لتجار البلاد. موضحا ان احد الأهداف الأساسية ألا يتعارض توقيت هذه المعارض مع الأعياد الرسمية الكبيرة والمواسم التي يعول عليها التجار كثيرا.
وأشار فخرو الى ان تفاهما قد تم مع الشركة المنظمة وهي إدارة المعارض العربية من اجل ألا يقام المعرض خلال العيد حتى لا تكون له آثار سلبية على التجار وانما بعد العيد بفترة بسيطة وهذا ما تم الآن في هذا التوقيت.
وردّا على سؤال بشأن المعرض السوري الذي يقام سنويا، اجاب فخرو انه وفق الاتفاق الذي تم ان يقام هذا المعرض بشرط ألا يتم فيه بيع مباشر لوجود اعتراض كبير من التجار البحرينيين وغرفة التجارة. مشيرا إلى انه تمت دعوة التجار السوريين للمشاركة في معرض الخريف الحالي حتى يفي الحاجة.
وبشأن زيادة أسعار تذاكر دخول المعرض قال ان هذا الجانب ليس من اختصاص الوزارة. اذ توجد جهة منظمة تقوم بتسعير أسعار الدخول وفق التطورات التي تجدها مناسبة.
معرض سوبر ماركت
وعن اعتراض غرفة التجارة والصناعة على اقامة هذا المعرض قال عضو مجلس الإدارة إبراهيم شريف: «إن ما نشاهده في المعرض لا يزيد عن اقامة سوبر ماركت ليس أكثر. اذ نجد كل الاشياء وضعت تحت سقف واحد». مشيرا إلى انه قد تأتي شريحة من المواطنين الى المعرض للحصول على بضائع غير متوافرة في السوق. إلا أنه من الضروري على الجهات المعنية العمل على تقنين المعارض وهو أمر في غاية الأهمية مع وضع ضوابط وشروط ونظام معين لهذه المعارض وهو بالدرجة الأولى يجب التأكيد عليه. وقال ان معرض المجوهرات الذي اقيم أخيرا سحب من السوق المحلية نحو 7 ملايين دينار.
ودعا شريف الجهات المنظمة للمعارض الى ان تلجأ إلى اقامة معارض متخصصة يستفيد منها التجار وليست معارض بيع مباشر يتضرر منه التجار مثل المعرض الخريف الحالي.
وذكر ان تجارا بحرينيين كانوا يشاركون في معرض الخريف في السنوات الماضية الا ان العدد تقلص كثيرا نظرا إلى ان الكُلف التي تترتب عليه هي كُلف إضافية. وبالتالي لن يتمكن هؤلاء التجار البحرينيين من منافسة غيرهم القادمين من الخارج.
وأشار الى ان بعض الشركات الأجنبية تجوب دول الخليج وتنتقل من بلد خليجي إلى آخر من دون ان تُلزَم بدفع أية رسوم سوى تأجير المكان وتدخل البضاعة وتبيعها ومن ثم الخروج إلى بلد آخر وكأنهم تجار شنطة وهكذا يتنقلون طوال العام بين البحرين ودبي وعمان وقطر وأبوظبي والكويت.
وقال شريف: «نحن في غرفة التجارة وعند اقامة أي معرض تتم فيه عملية البيع المباشر نقوم بمراسلة وزارة التجارة وابداء اعتراض الغرفة على مثل هذه المعارض». منوها الى وجود تقلص في عدد المعارض التي تقام بعد إلحاح مستمر من الغرفة على النتائج السلبية التي تتحقق من معارض البيع المباشر.
نخدم 150 ألف بحريني
من جانبة قال رئيس مجلس شركة إدارة المعارض العربية الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة: «إن المعرض يضم 150 عارضا بحرينيا.
وهناك المستفيد والخاسر. الا انه في معرض الخريف نجد ان المستهلك البحريني هو المستفيد بالدرجة الأولى من اقامة هذا المعرض».
مشيرا إلى اعترض 250 تاجرا بحرينيا ولكن توجد مطالبة وتأكيد من 150 ألف عائلة تزور المعرض وتستفيد بشكل كبير منه ولذلك يجب تحكيم العقل ووضع مصلحة آلاف العائلات البحرينية ومراعاة ظروفهم وحياتهم في المقام الأول.
وأشار الى ان التاجر الذي يريد ان يفتح مكانه صباحا ويغلق ظهرا هذا لا يجد له مكانا في السوق. هؤلاء لم يمر عليهم الزمن ويريدون الاشياء، كما هي منذ سنوات مضت ولذلك يعترضون على اقامة معرض الخريف.
واشار الى وجود قوى للسوق، والسوق هي تتحكم في هذه القوى. اذ ان حاجة السوق في نوعيات معينة تجعل من هذه الحاجة خروج شركات تطرح بضائعها. من هنا فإن قوى السوق هي التي تتحكم في حركته.
وقال ان الشركات العارضة جاءت ببضائعها من الخارج وحملت بضائعها واستخدمت وسائل المواصلات، والاتصالات المختلفة والمطاعم والسكن وغيرها، وهي جميعها جهات بحرينية من اجل عرض ما تصنعه، ولذلك هي في نهاية الأمر تصب في استفادة الاقتصاد الوطني البحريني.
وأشار الى ان غالبية التجار البحرينيين يتسلمون بضائع قبل نهاية المعرض بثمن زهيد نظرا إلى ان العارضين يريدون التخلص من بضائعم ولا يمكن اخذها معهم مرة أخرى. وهي استفادة للتجار.
إضافة إلى ذلك هناك أعداد كبيرة من زوار المعرض يأتون من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
وأكد ان الشيء المطلوب اليوم هو العمل سريعا على إنشاء مركز معارض ذي حجم وإمكانات اكبر مما هو موجود حاليا، نظرا إلى ازدياد الطلب واتساع حركة ونشاط وحجم المعارض التي تقام في البحرين.
وذكر ان جميع دول الخليج لديها معارض كبيرة ومتطورة، أو في طور انشائها لمراكز فخمة ما يستدعي من الجهات المعنية في البحرين التحرك سريعا لتنفيذ مشروع كبير لإقامة مركز معارض اكبر وذي إمكانات أوسع.
يذكر ان معرض الخريف يعتبر من اقدم المعارض السنوية التي تقام بالبلاد ويشتمل على منتجات المواد الغدائية المتخصصة ولعب الأطفال والأعمال الفنية والتحف ومنتجات السفر والملابس والبضائع الرياضية ولوازم الترفيه والمجوهرات المقلدة ومجوهرات الأزياء والعطور ومنتجات التجميل والأثاث والسجاد والأجهزة الكهربائية.
العدد 1582 - الخميس 04 يناير 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1427هـ