العدد 1593 - الإثنين 15 يناير 2007م الموافق 25 ذي الحجة 1427هـ

العراق يسعى إلى محو آثار مشاركته السابقة واستعادة أمجاده

متسلحا بإنجازات غرب آسيا وأثينا والآسياد

يأمل منتخب العراق لكرة القدم مشاركة لافتة في «خليجي 18» في أبوظبي من 17 إلى 30 الجاري والظهور بصورة جديدة مغايرة عن تلك التي ظهر بها في النسخة السابقة في قطر ومتطلعا إلى إزالة آثارها والعودة بقوة إلى أجواء البطولة التي أحرز لقبها ثلاث مرات.

وأحرز المنتخب العراقي آخر ألقابه البطولة في النسخة التاسعة التي استضافتها السعودية العام 1988 بقيادة المدرب العراقي الشهير عمو بابا، الذي كان قاد المنتخب أيضا إلى اللقبين الأولين في الدورة الخامسة التي أقيمت في بغداد العام 1979، والسابعة التي استضافتها سلطنة عمان العام 1984.

وقد تسببت المشاركة الأخيرة في «خليجي 17» في حل المنتخب العراقي، ودفعت المدرب السابق عدنان حمد إلى تقديم استقالته وترك منصبه اثر الخروج من الدور الأول بنتائج هزيلة، فبعد ان تعرض لخسارة ثقيلة أمام عمان 1/3، تعادل بصعوبة مع قطر 3/3، ومع الإمارات 1/1.

وفي «خليجي 18»، يظهر المدير الفني العراقي أكرم سلمان للمرة الأولى مع منتخب بلاده الذي قاده في العام 1985 إلى مونديال المكسيك 1986، ويرغب سلمان أن ينسج مهمته على منوال مواطنه شيخ المدربين العراقيين عمو بابا حامل الرقم القياسي في قيادة المنتخب العراقي إذ اشرف على تدريبه في 105 مباريات رسمية وودية.

ويعول سلمان الذي قاد منتخب بلاده إلى ذهبية غرب آسيا في الدوحة نهاية 2005، على روح الإصرار والاندفاع لدى لاعبيه في مجاراة المصاعب والمشكلات التي يواجهها المنتخب، وعلى قدرتهم على تخطي الحواجز والعراقيل التي اعترضنهم في الفترة الماضية.

ويراهن أيضا على تجارب سابقة اثبت فيها منتخبه إمكاناته على تحقيق الانجاز، ويعد وصول المنتخب العراقي إلى نهائيات كأس أمم آسيا 2007 اثر تصدره المجموعة الآسيوية الخامسة مؤشرا لمعطيات ايجابية بدأت تظهر على مشوار المنتخب.

وذكر سلمان في تصريح إلى وكالة «فرانس برس» أن: «المنتخب العراقي لم يمض فترة استعدادية مناسبة وتحضيراته الأخيرة لم ترتق إلى جاهزية كاملة لكن هذا ليس مستحيلا أمامنا للمنافسة على اللقب أو مركز متقدم في البطولة الخليجية على اقل تقدير».

وأضاف: «إن التجارب السابقة التي مر بها المنتخب العراقي أثبتت كفاءته على مقارعة خصومه وانتزاع الفوز والنتائج الطيبة، ووصولنا إلى نهائيات أمم آسيا خير دليل على ذلك».

وبدأ المنتخب العراقي استعداداته مطلع الشهر الجاري عبر معسكر محلي في مدينة اربيل (365 شمال بغداد) استمر ستة أيام قبل أن يغادر إلى الإمارات في التاسع منه للانتظام بمعسكر جديد.

واعتبر الجهاز الفني للمنتخب العراقي معسكر الإمارات فرصة لتعويض نقص الإعداد وخصوصا بعد التحاق 10 محترفين إلى التشكيلة واكتمال قائمته التي تضم 26 لاعبا والتي ستخوض المنافسات، وضمت أربعة من لاعبي المنتخب الاولمبي الحائز على فضية آسياد الدوحة في مسابقة كرة القدم الشهر الماضي.

تفاؤل حذر

تطابقت وجهات نظر المسئولين في الاتحاد العراقي لكرة القدم إذ يعتقدون بأن منتخبهم الذي يملك تاريخا مشرفا في بطولات الخليج قادر هذه المرة على المنافسة على رغم تباين الظروف والإمكانات المادية والفنية.

رئيس الاتحاد العراقي ونجمه السابق حسين سعيد يرى ان مهمة منتخب بلاده: «ستكون مختلفة عن المهمة السابقة»، مضيفا: «منتخبنا قادم للبحث عن لقب البطولة، ولدينا لاعبون قادرون على صوغ مثل هذا الانجاز».

وتابع: «لقد تخطينا حواجز صعبة وتغلبنا على مشكلات كبيرة خلال الفترة القريبة الماضية على رغم الظرف الراهن الذي ما زلنا نعانيه، ووجود حامل اللقب المنتخب القطري وكذلك السعودي في مجموعتنا لا يعني استسلام منتخبنا بوجه هذه التحديات».

أمين العام الاتحاد العراقي للعبة احمد عباس قال: «الصورة التي سيظهر فيها المنتخب العراقي في «خليجي 18» ستختلف تماما عن تلك التي كان عليها في النسخة السابقة في الدوحة».

وأضاف: «صحيح ان فترة الإعداد لم تكن بالمستوى المطلوب لكن ثقتنا عالية باللاعبين والجهاز الفني لتحقيق أفضل النتائج، ولا أبالغ إذا قلت إننا نلعب على صدارة المجموعة الثانية على رغم قوتها».

وتضم المجموعة فضلا عن العراق، منتخبات قطر حاملة اللقب والسعودية والبحرين.

وأشار عباس إلى أن بلوغ العراق نهائيات أمم آسيا 2007 بجدارة واضحة وحصول العراق على فضية دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة في الدوحة «سيمنح المنتخب العراقي عاملا معنويا لإظهار المزيد من القوة والرغبة في الأداء المميز».

بداية طيبة

تعتبر بداية مشاركة المنتخب العراقي في بطولات الخليج طيبة ومشجعة، فقد أحرز المركز الثاني في النسخة الرابعة التي شارك فيها للمرة الأولى العام 1976 في قطر التي توج بلقبها المنتخب الكويتي بعد مباراة فاصلة أمام العراق انتهت لمصلحة الكويت 4/2.

وقاد المدرب الاسكتلندي داني ماكلنن المنتخب العراقي في هذه البطولة وساعده عمو بابا، وحصل فيها نجم المنتخب العراقي السابق علي كاظم على لقب أفضل لاعب.

يشار إلى أن العراق انضم إلى بطولة الخليج بعد جهود مميزة لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم السابق مؤيد البدري الذي نجح في إقناع المسولين في الاتحادات الخليجية بضم العراق إلى المسابقة، واعتبرت الأوساط الخليجية وجود العراق في البطولة عاملا مهما للمنافسة. وحقق العراق أول ألقابه بقيادة عمو بابا في البطولة الخامسة التي استضافتها بغداد العام 1979، واختير هدافه فلاح حسن الذي يطلق عليه ثعلب الكرة العراقية أفضل لاعب في الدورة.

وفي النسخة السادسة التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبوظبي العام 1982 وفازت بلقبها الكويت، انسحب العراق من البطولة بقرار سياسي.

واظهر المنتخب العراقي سطوته على البطولة مجددا في النسخة السابعة التي استضافتها سلطنة عمان العام 1984، وكانت المشاركة الثالثة للعراق مثيرة ولافتة أيضا بعد أن توج باللقب للمرة الثانية بقيادة عمو بابا بعد مباراة فاصلة مع قطر.

وفي تلك المباراة ابتسمت ركلات الترجيح للمنتخب العراقي بنتيجة 3/2.

وحصل في هذه البطولة حسين سعيد (رئيس الاتحاد الحالي) على لقب أفضل لاعب في البطولة.

وتخلى المنتخب العراقي عن مشواره الناجح في البطولة في النسخة الثامنة التي احتضنتها البحرين في مارس/ آذار 1986 بعد نتائج متواضعة وضعته في المركز السادس ما أدى إلى إقالة مدربه البرازيلي زاماريو.

اللقب الثالث

لم ينتظر المنتخب العراقي طويلا ليستعيد تألقه في بطولة الخليج عندما أحرز لقبه الثالث في الدورة التاسعة العام 1988 في السعودية وبقيادة عمو بابا أيضا.

وخاض العراق في هذه الدورة أفضل مبارياته وأكد مجددا علو كعبه بين المنتخبات الخليجية على رغم انه استهلها بتعادل ايجابي مع عمان 1/1 قبل أن يتغلب على الكويت 1/صفر وقطر 3/صفر ويتعادل مع الإمارات 1/1 ويتخطى السعودية 2/صفر والبحرين 1/صفر.

وكانت الدورة العاشرة في الكويت 1990 آخر محطات المنتخب العراقي في بطولات الخليج على رغم ان مشواره في هذه البطولة لم يكتمل اثر انسحابه بقرار من الاتحاد العراقي لكرة القدم بسبب طرد نجم المنتخب وصخرة دفاعه عدنان درجال.

وفي هذه الدورة استهل المنتخب العراقي مشواره بالفوز على البحرين 1/صفر ثم تعادل مع الكويت 1/1 ومع الإمارات 2/2 قبل أن يعلن انسحابه لأسباب وصفها الاتحاد العراقي في حينها بالمدبرة ضد منتخبه.

وغاب المنتخب العراقي عن أجواء بطولات الخليج 14 عاما بسبب العقوبات التي طالت العراق نتيجة غزوه الكويت في أغسطس/ آب 1990، وعاد إليها في «خليجي 17» في الدوحة العام 2005 بعد ان تكللت جهود الاتحاد العراقي الحالي ورئيس اللجنة الاولمبية العراقية المخطوف منذ يوليو/ تموز الماضي احمد عبدالغفور السامرائي بالنجاح.

وشهدت منافسات «خليجي 17» انتكاسة كروية للمنتخب العراقي الذي خرج من الدور الأول فيها بنتائج متواضعة بدأها بخسارة أمام عمان 1/3، ثم تعادل بصعوبة أمام قطر 3/3، وأنهى مشواره بتعادل أيضا مع الإمارات 1/1.

العراق في سطور

المساحة: 437 ألف كلم مربع.

- عدد السكان: 26 مليون نسمة.

- العاصمة: بغداد.

- الاتحاد العراقي: تأسس في العام 1948.

- انضم إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) العام 1950.

- عدد الأندية: نحو 50 ناديا من الدرجتين الممتازة والأولى.

- الاستاد الوطني: استاد الشعب الدولي ويتسع لـ50 ألف متفرج.

- الألوان: فانيلة خضراء وسروال اخضر وجوارب خضراء.

- فاز باللقب الخليجي 3 مرات في الدورة الخامسة العام 1979 والسابعة العام 1984 والتاسعة العام 1988.

- شارك في نهائيات كأس العالم مرة واحدة في مونديال المكسيك 1986، وفي دورات الألعاب الاولمبية 4 مرات في موسكو 1980 ولوس انجليس 1984 وسيئول 1988 وأثينا 2004، وحقق في مشاركته الأخيرة أفضل النتائج بحصوله على المركز الرابع.

- شارك في نهائيات كأس الأمم الآسيوية 5 مرات أعوام 1972 في بانكوك و1976 في طهران و1996 في أبوظبي و2000 في لبنان و2004 في الصين، وتأهل للنهائيات المقبلة في صيف 2007.

- شارك في دورة الألعاب الآسيوية 5 مرات، في طهران العام 1974، وبانكوك 1978، ونيودلهي 1982 وحصل فيها على الميدالية الذهبية، وسيئول 1986، والدوحة 2006 وحصل فيها على الميدالية الفضية بخسارته أمام قطر في النهائي.

العدد 1593 - الإثنين 15 يناير 2007م الموافق 25 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً