العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ

80 ألف دينار لـ «تموين المعزين» في المنامة

أظهر استطلاع أجرته صحيفة «الوسط» بشأن مصاريف المواد التموينية والمأكولات لموسم عاشوراء في العاصمة (المنامة)، أن أكثر من 80 ألف دينار إجمالي المبلغ الذي من المتوقع أن يصرف خلال العشرة الأول من شهر المحرم على المواد التموينية، التي تقدم إلى أكثر من 150 ألفا من المعزين. ويتوزع المبلغ المذكور على أكثر من 25 موقعا لتوفير المواد كافة التي يحتاج إليها المعزون من: مياه شرب ومأكولات خفيفة ووجبات عشاء وغيرها، والذين ينتشرون على طول خط سير مواكب العزاء خلال عشرة محرم في المنطقة. ومن المتوقع أن يزداد المبلغ نظرا إلى ازدياد أعداد المعزين الذين يتوافدون إلى المنامة للتعزية أكثر من كل عام.

نهاية عشرة محرم أكثر صرفا

كما تتوزع أيضا المبالغ المذكورة تدريجيا من اليوم الأول من شهر محرم حتى اليوم العاشر، إذ تكون المبالغ والمصروفات خلال الأيام الخمسة الأولى شبه منخفضة، وهي تمثل نحو 25 في المئة من إجمالي المبلغ الضخم، وبطبيعة الحال تزداد في الأيام الأواخر من الأيام العشرة الأول من محرم التي تصرف فيها باقي النسبة التي تتمثل في 75 في المئة من النسبة الإجمالية.

يذكر أن مواقع توفير المواد التموينية غالبيتها غير منضوية تحت مآتم معينة، وإنما تكون من خلال مجموعة من الشباب وأهالي المنطقة الذين ينتمون في الوقت ذاته إلى مآتم المنطقة عموما. كما تختلف هذه المواقع فيما بينها بخصوص نسبة المصاريف التي تصرفها، وذلك اعتمادا على مدى قدرة الجهة أو الأشخاص القائمين على توفيرها.

المبالغ المصروفة معقولة

وتطرقا إلى الموضوع من الجانب الاقتصادي، قال أحد المحللين الاقتصاديين: «إن إجمالي المبالغ التي تصرف خلال موسم عاشوراء الذي يستمر 10 أيام، يعتبر متوسطا ومعقولا لتغطية الكم الهائل من الحضور، في الوقت الذي يصعب تحديد حصة كل فرد من المعزين من ذلك»، موضحا أن المبلغ المذكور يمثل صفرا على الشمال بالنسبة إلى المحافل الأخرى التي تنظم بمبالغ خيالية ولفترات محدودة، إضافة إلى أن المبالغ التي تصرف خلال الموسم تكون كلها لصالح المواطنين عموما؛ لأن غالبية الأمور التي توفر تكون مشتراة وموفرة من السوق المحلية، وبالتالي فإن تلك المبالغ لا تسبب خللا في المجال الاقتصادي للبلد؛ لأن المبالغ تتداول في داخلها.

وعلى الصعيد نفسه، التقت «الوسط» عددا من القائمين على تنظيم مواقع توفير المواد التموينية الذين أجمعوا على أن «مسألة توفير الأمور التي تتعلق بخدمة المعزين لا تنضوي فقط تحت المواد التموينية والمأكولات لأن هناك الكثير من الأمور التي تخص خدمة المعزين أيضا»، مؤكدين أن إقبال الناس والاعتقاد بالثواب والغفران الكبيرين من عنده عز وجل، يهيئ لصرف المبالغ الضخمة في كل عام في مختلف الأمور التي قد لا تظهر للعيان، مشيرين إلى أن «مسألة جمع المبالغ والتبرعات وتوفيرها لتغطية الأمور التنظيمية كافة لا يشكل عبئا على القائمين على رغم أن المدة التي يتم فيها التهيؤ لتوفير المبالغ الكافية محدودة؛ لأن هناك الكثير من التبرعات التي يأتي بها المعزون حتى آخر يوم من الموسم».

ليس ضروريا اختزالها في «التموين»

إلى ذلك، ذكر عدد من المعزين في تعليقهم على الموضوع أن «كل ما يتم توفيره خلال موسم عاشوراء يظل قليلا في خدمة الإمام الحسين (ع)، إلا أنه من المفترض أن يكون هناك تنظيم وتعقل أكثر في صرف مبالغ ضخمة في الوقت نفسه؛ لأن هناك الكثير من المواد التموينية الموفرة متشابهة ومتكررة وقريبة من بعضها، ما يجعل المعزين يطمعون في التنويع، ما يؤدي بالتالي إلى الإسراف». موضحين أنه «ليس من الضروري أن تصرف المبالغ كافة في أمور التموين والمأكولات، وأن هناك الكثير من الأمور الأخرى التي تصبح أحيانا أهم لصرف تلك المبالغ فيها، مثل صرفها على المحتاجين وفي الأعمال الخيرية؛ لأنها كلها تصب في مكان واحد وهو عمل يرضي الله سبحانه وتعالى».

العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً