خسر منتخبنا الوطني لكرة اليد مباراته الثالثة أمام الكويت بنتيجة 32/29 وأنهى المنتخب الكويتي الشوط الأول لصالحه بنتيجة 17/12، ولم يقدم أفراد منتخبنا أي شي يذكر خلال المباراة، ويبدو أن أفراد المنتخب تأثروا بالوعكة الصحية التي لازمت الفريق خلال ثلاثة أيام.
وبذلك تبعثرت أوراق الأحمر أمام المنتخب الكويتي ويحتاج ربما الى معاجز ليحافظ على لقبه الخليجي الذي تحصل عليه في دورة الخليج السابعة عشرة.
وجاء الشوط الأول جيدا لمنتخبنا الذي فرض إيقاعه على الفترات الأولى للشوط الذي تقدم فيه بفضل الهجوم السريع والخاطف وكانت أعلى نتيجة 7/3 في الثالثة عشرة، وتوقف الأحمر عن التسجيل لقرابة ثماني دقائق ما أعطى المنتخب الكويتي تقليص النتيجة والتعادل 7/7 في الدقيقة ثم وسع الفارق إلى 11/7 كان خلالها الأحمر امتنع عن التسجيل، وتعتبر الأخطاء الهجومية المتكررة هو الجانب المؤثر على أداء لاعبي منتخبنا ما سهل المهمة للكويتيين لإنهاء الشوط الأول بنتيجة تعتبر قاسية على حامل اللقب الخليجي والمرشح رقم واحد وبنتيجة 17/12.
وخاض منتخبنا بتشكيلة مغايرة، إذ زج بمحسن حبيب بدلا من المصاب مهدي مدن بيد أن اللاعبين جاسم محمد عبدالرحمن محمد بقيا على دكة الاحتياط، إلى ذلك لم توفق الحراسة التي مثلت بتيسير محسن كبداية وأحمد منصور، أما دفاع 6/صفر خلال الشوط الأول كان جيدا وما جاء به الكويت لا يعد إلا استثمار الأخطاء الهجومية التي شق طريقه نحو توسيع الفارق.
وفي الشوط الثاني حاول نبيل طه تجديد الفريق بدخول عبدالرحمن محمد وأحمد التاجر وأحمد محمد يوسف ومجيد هاشم وعباس مال الله وجعفر. واعتمد الجانب الهجومي بتشكيلة مغايرة إلا أن وضع المباراة يسير للكويتي وذلك للاستعجال وعدم التركيز في عدد الفرص المهدرة والانفرادات الضائعة ما شجع المنتخب الكويتي على زيادة الفارق إلى أعلى نسبة في المباراة بفارق 7 أهداف بواقع نتيجة 23/17 للمنتخب الكويتي وتحديدا الدقيقة 20 من زمن الشوط الثاني، وحاول طه تصحيح الوضع بعد تقلص الفارق إلى أربعة أهداف 27/25 بدفاع ضاغط من منتصف الملعب لإرباك المنتخب الكويتي، ولاحت فرص التعديل في أكثر من مناسبة إلا ان طابع التسرع والاستعجال أفشل جميع هذه المحاولات والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ما يذكر في هذا الشوط أن منتخبنا تعرض لإيقافات عدة أبرزها الإيقاف الذي تعرض له مجيد هاشم لمدة أربع دقائق لا يعرف لها أسباب وكذلك أحمد التاجر، ولم يكن هذا مبررا للخسارة، إذ إن المنتخب لم يقدم ما يشفع له للفوز، غير ان الكويتيين استأنسوا بالانتصار على حامل اللقب في مساء لم يكن مقنعا.
ماذا قالوا عن هدف مجيد الخرافي؟
شهدت مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الإماراتي لمحات فنية راقية وخصوصا من جانب منتخبنا الوطني وهي تعتبر من اللقطات التقليدية وخصوصا الهدف الذي سجله اللاعب عباس مال لله وتسمى هذه الخطة «الرياض بالمسبة لمنتخبنا الوطني»، إذ استطاع مال الله العبور إلى العمق الدفاعي عن طريق تمرير الكرة لصانع الألعاب أحمد طرادة وحجز موفق لاعب أحمد التاجر الذي مهدا الطريق لهز الشباك الإماراتية في نقطة التحول للمنتخب الوطني والسير نحو إنهاء المباراة.
ولفت هدف الحسم الخرافي للاعب مجيد هاشم انتباه الجميع وأطلقوا عليه هدف التتويج أو الهدف الخرافي وآخر وصفه الهدف العالمي لطريقة والقرار الذي اتخذه اللاعب لتنفيذه من زاوية الصفر، التي تمنح هذه الزاوية التمرير للاعب الدائرة وهو ما اعتقده اللاعبون الإماراتيون أنفسهم.
فواد محمد: الهدف لا يصدر إلاّ من لاعب مميز
أشاد المسئول عن المنتخبات القطرية لكرة اليد السوري فواد محمد بلاعب منتخبنا الوطني السيدمجيد هاشم لأدائه المميز في لقاء المنتخب الإماراتي، واصفا اللاعب بالذكي المهاري صاحب القرار السريع ،وذلك عن الهدف الذي سجله في مرمى المنتخب الإماراتي في ثوانيها الأخيرة تحديدا الدقيقة 29و42 ثانية، وخصوصا أن هذا الهدف جاء من زاوية لا يستطيع التسجيل منها إلا اللاعبون المميزون والقادرون على التعاطي مع هذه الزاوية الصفرية.
وقال: «لا أعتبر أن هذا الهدف جاء عن طريق الحظ وهي مغالطة لمن يقول مثل هذا الكلام، الهدف من وجهة نظري يعد من جانب إمكانات اللاعب وهو بالتأكيد كان هدف ترجيح المنتخب البحريني بالإضافة للطريقة التي مرر بها الكرة إلى الهدف تعتبر من الطرق التي يتميز بها اللاعبون العالميون وهو أحدهم بهذا الهدف، ولا يمكننا أن نتجاهل قرار اللاعب فهو جريء وحكيم في هذا الجانب».
أما بالنسبة عن ترشحاته قال محمد: «المنطق دائما ما يفرض نفسه للخبرة التي يتمتع بها المنتخبان السعودي والبحريني مع مراعاة بعض الأمور التي تصب في جانب المنتحب السعودي فهو الفريق غير متجدد مشارك في نهائيات كأس العالم لأربع مرات ويتملك عناصر مؤثرة ولاسيما الحارس مناف آل سعيد بالإضافة لأسلوبه الذي يعتمد عليه التسديد من الخطوط الخلفية لوجود بندر الحاربي ولا يمكن استغفال الجناحين فلاتة وحسين خوان إلا أن هذه البطولة لم يستغل الجناحان بالطريقة المثلى وظل الاعتماد فقط على الخط الخلفي ولاحظنا أن هداف الفريق حتى الآن هو بندر الحاربي».
أما في ما يخص منتخبنا الوطني، فقال محمد: «البحرين من المنتخبات الحديثة المتجددة وعناصره تعتبر أصغر المنتخبات الخليجية سنا بالمقارنة مع المنتخبات الأخرى، وهو يجيد تطبيق كرة اليد الحديثة التي تعتمد على الأداء السريع في الشقين الهجومي والدفاعي، بالإضافة لوجود لاعب مميز وقادر على تغيير النتيجة كجعفر عبدالقادر ومجيد هاشم وطرادة صاحب المهارات الفنية الراقية وحراسة أيضا هي الأخرى مميزة، إلى جانب ذلك وجود مدرب ملم ومعاصر لكرة اليد في الخليج».
مسألة تحديد اللقب لن يكون من باب الأفضلية لمن بل من يستثمر أخطاء الآخر في الملعب هناك نقاط تتميز بها السعودية وكذلك للبحرين، لكنني لا استبعد البحرين فهو فريق قاتل بشراسة ولا ييأس مهما يكن الفارق ويستطيع العودة متى ما أراد.
بجاوي قطر: الهدف من لاعب مهاري ومتمكن
قال مدرب قطر رضا بجاوي بعيدا عن المهاترات وما يقال عن هذا الهدف باختصار: «إن هذا الهدف لا يعبر إلا عن لاعب مهاري وفنان وصحاب قرار، الهدف لا يحتاج للكلام بل ما يحتاج إليه المنفذ له بكل احترام هذه الأهداف للمحترفين الكبار وأكد هذا اللاعب قدرته وفنياته الراقية».
طه يشيد بروح اللاعبين اثناء مرضهم
خضع أفراد منتخبنا الوطني لكرة اليد تدريبا صباحيا على الملاعب الخارجية لفندق إنتركونتنتال العين أجرى خلالها تدريبات خفيفة وبمعنويات عالية وخصوصا بعدما تأكد بلوغ منتخبنا الوطني إلى منصة التتويج بعد أن تغلب على أصحاب الأرض والجمهور يوم أمس في مباراة ماراثونية وغير طبيعة نظرا إلى تعرض لاعبي منتخبنا الوطني إلى عارض صحي.
كما طلب من اللاعبين الذين خضعوا لعلاج مكثف بعد مباراة الإمارات حتى منتصف الليل للخلود للراحة الإجبارية ؛وذلك ليتسنى للعلاج أن يأخذ مفعوله والتعافي بشكل تام.
وتابع طه حكاية مباراة الكويت، مشيدا بروح اللاعبين الذين فضلوا لعب اللقاء بحالتهم الصحية الصعبة وهو قرار قوي ويحتاج أن يترجم هذا القرار إلى فوز، ويقول: تعرفت على عزيمتهم وإصرارهم، بالإضافة للتكاتف الكبير، كما أكد أن الاستراحة بين شوطي المباراة عبر عن رجولتهم وهو في مواجهة منتخب يملك من الخبرة ما يكفيه لاستغلال هذه الظروف والقوة مع الإرادة التي تحلي اللاعبين تغلبت في الأساس على أنفسهم ومن ثم على الخصم.
وعن تعليقه على مباراة الإمارات قال طه: «مع هذه الظروف التي واكبت المنتخب أعتقد أن ما جاءت به المباراة إلى حد ما،منطقي خصوصا الخيارات أصبحت محدودة وحاولنا التغلب عليها بطرق عدة ،خروج اللاعبين من الملعب في فترات متقاربة لخبطة الاستراتيجية الموضوعة وهي اللعب السريع، ويتابع طه أن التشكيلة كانت من أجل السرعة ومواكبة اللعب الحديث الذي يمتثل إليه الأحمر لكن إرادة الله فوق رغبتنا».
ويضيف مشاركة أحمد التاجر عبدالرحمن محمد في العمق الدفاعي هي استراتيجة اعتمد عليها في حالات استثنائية وما فعلته كان تحت وطأة الخيارات القليلة فأنا لا أجازف في مثل هذه الأمور واعتمادي على اللاعب السريع ولديّ ما يكفيني من لاعبين لهذه المهمة وهم مميزون أمثال مجيد هاشم وعباس مال الله ومهدي مدن وأحمد يوسف ومحمد عبدالهادي يؤدون وجباتهم بشكل صحيح في الشق الهجومي الخاطف، نعم كانت القوة الدفاعية خصوصا في العمق لوجود التاجر وعبدالرحمن وأحمد طرادة إلا أنه كان دائما على حسب السرعة.
ويضيف طه أن الحالات التي تعرض لها اللاعبون كانت في ظروفها مؤلمة على الفريق والنتيجة ظلت غائبة وكان بإمكان أي فريق إنهاء المباراة لصالحه، بالإضافة للإصابة التي تعرض لها لاعب كان موفقا مهدي مدن في منتصف الشوط الثاني أثرت كثيرا على أداء الفريق ككل.
بوعلي: متابعة حثيثة وتحفيز مستمر
عبر رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد عبدالرحمن بوعلي عن ارتياحه لما آلت إليها نتيجة لقاء الإمارات بالظروف الصحية التي ألمت باللاعبين طوال المباراة، مؤكدا أن الخوف القلق على النتيجة كان يراوده غير أن سلامة اللاعبين كانت قد أخذت جلّ اهتمامه، ويتابع بوعلي قائلا: «أراقب اللاعبين المصابين بالوعكة الصحية وأشاهدهم يخرجون من الملعب أثناء سير المباراة ،ومن ثم يختفون على دكة الاحتياط أعرف وجهتهم كانت دائما إلى دورة المياه وسرعان ما يعودون إلى الملعب»، مؤكدا أن تقلب نتيجة المباراة لهذه الأسباب وليس غيرها، وسلم إداري المنتخب حسن السماهيجي مكافأة الفوز الثاني للاعبين نظير فوزهم على المنتخب الإماراتي.
أفراد منتخب اليد يخضعون لعلاج مكثف
خضع أفراد منتخبنا الوطني لكرة اليد لعلاج مكثف أثر تعرض الوفد إلى مرض معوي قبل ثلاثة أيام وخاض اللاعبون مباراتهم أمام الإمارات بوضعية صحية صعبة حدت من إمكاناتهم وعطائهم في الملعب وارتفعت نسبة المعاناة بعد عودتهم من مباراة الإمارات، ما استدعى الجهاز الإداري ؛الأمر لطلب طبيب زار الوفد في محل الإقامة بفندق إنتركنتنتال العين لإجراء الفحوصات والبدء مباشرة في علاجهم، ووصف الطبيب المعالج وصفات طبية استدعت المغذي «سيلان» للاعب جعفر عبدالقادر أكثر اللاعبين تضررا من الآلام، كما استدعت حال كل من جاسم محمد وعلي يوسف وعبدالرحمن محمد إلى «أبر» مضادة، وشعر جميع اللاعبين بالتحسن وهم الآن يتماثلون بالشفاء ولوحظ وجودهم في التدريب الصباحي الخفيف، علما أن العلاج استغرق حتى فجر أمس.
كما تأكدت الإصابة التي تعرض لها اللاعب مهدي مدن في منتصف الشوط الثاني أمام المنتخب الإماراتي التي غادر على إثرها الملعب متأثرا منها أن الإصابة وبعد الأشعة رض خفيف فقط هو قادر على متابعة مشواره للحفاظ على اللقب.
الجنود المجهولون في يد الأحمر
إجحافا في حق هؤلاء الجنود الذين دائما ما نطلق عليهم عبارة «الجنود المجهولون» أو من هم خلف الكواليس يعملون بصمت من دون ذكر أسمائهم، فهم ووظائفهم لا يقلون أهمية عمن هم وسط الملعب يؤدون ويبدعون وتتحقق من خلفهم النتائج الإيجابية، فالإداريون المعنيون بكل واجباتهم هم المحرك الحقيقي لوفد كرة اليد البحرينية في الألعاب المصاحبة لكأس الخليج الثامنة عشرة الإمارات 2007.
ولعب الجهازان الفني والإداري دورا كبيرا في البطولة المصاحبة وقام بدور فعال في كل الأعمال التي أنيطت بهم ولاسيما العارض المرضي الذي تعرض له بعض من لاعبي منتخبنا الوطني قبل مباراة المنتخب الإماراتي وخصوصا في أول ليلة شعر بها اللاعبون، وسهر الجهازان الفني والإداري حتى خيوط الفجر الأولى على راحة اللاعبين وحتى نقلهم للمستشفى والتعرف إلى أسباب المشكلة، واللاعبون بدورهم شكروا الجهازين الفني والإداري ووعدوهم بأن يتحقق كل ما هو منشود ،ومطلوب منهم في هذه البطولة.
أبوحمود: وضع منتخبنا الصحي صعب
أكد المدرب المساعد لمنتخبنا الوطني جاسم بوحمود أن مباراة أمس مع المنتخب الإماراتي لها ظروف خاصة وهي صحية ألمت بجميع اللاعبين منذ ثلاثة أيام على الأقل ما أثر على الأداء العام، وخصوصا أن أربعة لاعبين عانوا مشكلات معوية معظمهم إمساك ،والآخر تكررت زيارته لدورة المياه لأكثر من مرة أثناء سير المباراة.
مشيرا إلى وضع اللاعب جعفر عبدالقادر ،وهو أكثر اللاعبين تضررا من العارض الصحي، بالإضافة للإمساك الذي أصاب اللاعب جاسم محمد وعلي يوسف والحارس أحمد منصور الذي تماثل للشفاء قبل انطلاقة المباراة.
مؤكدا أن تقلب المباراة أمام المنتخب الإماراتي خصوصا في اللحظات التي يكسبها الأحمر ناتجة عن الحماس والتغلب على العارض الصحي، مشيرا إلى أن مثل هذه الأمراض تمتص الطاقة وتسبب الشد العضلي على رغم الإحماء والتدريبات.
كما أشاد بالمباراة عامة واصفا إياها من أجمل مباريات البطولة حتى الآن بالنسبة إلى ظروف اللاعبين الصحية إلا أنهم استطاعوا تعديل النتيجة وخصوصا بعدما تكرر سيناريو الشوط الأول الذي كسبه الإماراتيون بعد سيطرة ميدانية كانت تفاصيله تشير للأحمر، والأجمل أن هدف الحسم للمنتخب الوطني هو الأبرز في مشوار المباراة من زاوية صعبة لا يحالفها النجاح إلا من رميات لاعب بارع.
العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ