سبي وليس كمثلهم سارِ
كأنما خلقوا من فضل أقمارِ
أو أنهم كشموس حان مطلعها
فأسفرت كمصابيح أنوارِ
حلت عليهم مقادير فما حزنوا
وكان أن قوتلوا بالسيف والنارِ
وجرعوهم غصاصا مالها عدد
كأنما قتلهم للأخذ بالثارِ
ثأر لدى بدر أو أحد وخندقهم
أو كسر أصنامهم في بيت جبارِ
لم تكسف الشمس حتى قيل قد قتلوا
سبط الرسول ببراق وخطارِ
وكسر أضلاعه والخيل تركبها
وما اكتفيتم برفع الرأس في الصاري
أما سمعتم بأن الحشر موعدكم
أم أن صاحبكم بالله كفار
وإنه السبط فلا عذر يقيلكم
فكيف عذرا من الرحمن والباري
وكيف زهراء تحمل رأس غاليها
وتحملون من الآثام أوزار
أين السبيل وهل يشفع لكم أحد
وأنتم قد قتلتم نسل كرار
وما أردتم سوى ردا لمجهلة
بلى عكفوا على صنم وأحجار
فإن أتى أحمد والله يرفده
بحيدر وبمقداد وعمار
وكل أصحابه الأخيار قد برزوا
في يوم بدر وفي الهجرات في الغار
وحيدر وأبا ذر وكلهم
من النبي كسياف وبتار
فأدرك الشرك أن الفتح حاط به
فطأطأ الرأس من جرم ومن عار
وما تغير كفر الأمن في مهج
بل ساير الناس في صبر وإصرار
حتى أتت كربلاء فاستوى فرحا
وقال إني ببدر هذه شاري
فأنبت الشر نابا كله شرر
وأعمل السيف في آل وأنصار
شيوخ أبطها في الترب قد نشرت
فهنا كف قد قدت ببتار
وها هنا جسد لا كف يحملها
ومعرس قد قضى من دون أسمار
وتلك زينب في تل لها وقفت
وقوف عز كمثل الضرغم الضاري
وأين عباس منها كيف فارقها
وكيف يتركها في كنف أشرار
وأين منها حسين بعدما شهدت
السهم في القلب والأسياف أكثار
وذاك منهم جزاء في هدايتهم
وإن ذاك جزى يكني بسنمار
محمد حسن باقر
العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ