في هذه الزاوية اليومية نتذكر مع نجوم الكرة البحرينية السابقين دورات الخليج على مدى 37 عاما.
ونرصد اليوم أحد النجوم الذين كانت لهم البصمة الواضحة في تاريخ الكرة والذي يمتلك القدرة على اللعب في الصفوف الثلاثة (الدفاع - الوسط - الهجوم) وأيضا يمتلك الحس التهديفي؛ ما أعطاه القابلية للبروز. إنه المايسترو نجم الكرة البحرينية السابق والنجمة فياض محمود الذي شارك في 6 دورات خليجية بدءا من التاسعة (1988) وحتى الرابعة عشر في البحرين (1998)، (1988، 1990، 1992، 1994، 1996 و1998».
كيف تم اختيارك للمنتخب الوطني الأول؟
- عندما كنت في منتخب الناشئين في العام 1984 في بطولة نهائيات كأس آسيا في الدوحة وبعد العروض التي قدمها الفريق كمجموعة تم اختياري لمنتخب الشباب والذي تأهلنا به لنهائيات كأس العالم في تشيلي، وفي العام 1987 تم اختياري للمنتخب الوطني الأول عن طريق مدرب الفريق عبدالمجيد شتالي في كأس الخليج التاسعة.
من خلال البطولات الست التي شاركت فيها ما الانطباع العام الذي خرجت به؟
- في الحقيقة إن بطولات الخليج على مداها الزمني تختلف في عنوانها اختلافا جوهريا عن باقي البطولات الأخرى من خلال الانطباع وأجوائها التنافسية وجماليتها التنظيمية وأيضا التقارب الكبير مع نجوم المنتخبات الوطنية الأخرى والالتقاء المباشر مع شعب الخليج، وهذا بحد ذاته يعتبر انطباعا جيدا يترسخ في الذاكرة مع مرور الزمن.
ما الفرق بين دورات الخليج في عصركم واليوم؟
- أنا أعتقد أن اللاعب آنذاك يحمل في نفسه هم الوطن وتمثيله المشرف له ويلعب حبا للبلد من دون أن ينتظر رد المكافآت و الحوافز ونحن آنذاك لم نحصل على ربع الإمكانات التي يمتلكها الفريق الحالي.
أنا هنا أريد أن أسال ما الذي ينقص المنتخب الآن لكي يفوز ببطولة الخليج، وانتم مع بعضكم بعضا لفترة تزيد على 6 سنوات تقريبا وتملكون الفنيات والإمكانات في المهارات تفوق الدول الأخرى، فأقول أين الروح والغيرة وحب البلد لماذا لا تلعبون لتمثيل الوطن تمثيلا مشرفا من غير أن تأتوا بشيء جديد، فإذا كان كذلك لا يعني التجمع أي شيء وليس لديه سبب، فهذه الإمارات أقل بكثير من منتخبنا باستثناء إسماعيل مطر، ولكن نحن نمتلك النجوم الذين لا يحتاجون إلى المدرب وبإمكانهم اللعب بمهاراتهم الفنية وأجزم أنهم سيستحقون النتائج الطيبة.
وأضاف «الجميع مستاء من أداء سالمين الذي لم يكن في حاله الطبيعي وحتى عبدالله عمر صاحب الـ 20 عاما أفضل منه في المستوى الفني الرائع، وأوصل الفريق بجهده الكبير مساهما مع زملائه إلى الدور قبل النهائي وحتى طلال كان مجتهدا في مستواه، ولكن سالمين لا أدري لماذا هذا الإنذار والهبوط المريع الفني».
والمسئولين وفروا لكم كل الذي يجب توفيره، فالمفروض من الفريق ان يكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقكم ونحن نريد ولو مرة واحدة تفوزون بالبطولة مقابل الإمكانات المادية والمعنوية المتاحة للفريق بعكس المنتخب في ذلك الوقت السابق والذي واجه فرقا صعبة وقوية، والفريق الحالي خلال 3 بطولات ماضية كانت الفرصة مؤاتية له للتحقيق الانجاز ولكن؟!
حدثنا عن البطولة الخليجية العاشرة في الكويت (1990) والذي لم يحرز فيها منتخبنا سوى هدف ومن ركلة جزاء وأنت أحرزتها؟
- هذه البطولة وقبل أن نذهب إليها حدثت بعض المشكلات بين اللاعبين والمدرب الألماني ماسلو ولم نكن كلاعبين مرتاحين من المدرب الذي أبعد بعض اللاعبين الجيدين وأبدلهم بلاعبين أقل منهم مستوى، ولذلك الفريق لم يقدم أي شيء في هذه البطولة وكنا خجلين من ذلك الوضع الصعب ولم نحصل سوى على هدف من ركلة جزاء، وأنا أعتقد تعتبر هذه الدورة من أسوأ الدورات التي شاركت فيها، ولم أكن أتمنى أن يكون الفريق بهذه الصورة ومتأسف جدا على هذه المشاركة.
حدثنا عن ذكرياتك في هذه البطولات الخليجية؟
- الذكريات بالنسبة لي كانت جيدة إلا العاشرة (1990) فمن هذه الذكريات أحرزت في كل بطولة شاركت فيها هدفا وهذا الأمر أعتز به كثيرا.
ولكن في البطولة (11) في العام 1992 كان بالإمكان أن نفعل شيئا جيدا وخصوصا عندما لعبنا أمام قطر صاحبة الأرض و الجماهير واضعنا أهدافا سهلة وخصوصا كرة سامي الحايكي الذي كان منفردا بالمرمى في الدقائق الأخيرة ولكنه أطاح بها إلى الخارج فخرجنا مهزومين بهدف؛ لتسوء بعدها نتائجنا وتؤثر على نفسياتنا، وأنا هنا أؤكد أننا لو تقدمنا بهدف واحد على قطر لخرجنا بعد المباراة فائزين ولكن!
هل هناك موقف طريف ما مر بك خلال مشوارك في دورات الخليج؟
- في الحقيقة هناك الكثير من المواقف من هذا النوع ولكن قد لا أتذكرها الآن، ولكن هناك موقف طريف مازلت أتذكرة جيدا، ففي إحدى البطولات الخليجية كانت صداقتنا مع نجوم السعودية مترابطة وأكثر من جيدة أمثال أحمد جميل ومحمد الخليوي وخالد سعد، ففي هذه الدورة منعت إدارة السعودية نجومها الخروج من الفندق بغرض التسوق فصاروا فقط من المطعم إلى الملعب ومن ثم إلى الغرف للنوم وهم يتحسرون عندما يرونا نخرج من دون قيود.
وفي إحدى المرات طلبوا منا أن نشتري لهم بعض الاحتياجات الخاصة بهم، وخرجنا أنا وجمعة هلال وإبراهيم عيسى وعدنا إلى الفندق ولاحظنا أنهم ينتظروننا من خلال «البلكونة»، إذ نحن في الطابق العلوي فقمنا بإنزال الحاجات الخاصة بهم بحبال من دون أن يرانا أحد من البعثة السعودية وسط ضحكات منا ومنهم، وهذا الموقف لن أنساه ومازلت أتذكره.
ما أفضل مدرب مرّ على المنتخب الوطني من خلال مشوارك مع المنتخب؟
- كنت أتمنى أن يكون معنا المدرب التونسي عبدالمجيد الشتالي في دورات خليجية كثيرة لما له من بصمات فنية واضحة ويعد من أفضل المدربين الذين دربوا المنتخب.
أي المدارس التدريبية تناسب قدرات منتخبنا الوطني؟
- من الطبيعي أن تكون البرازيلية هي المناسبة التي تعيش الأجواء نفسها، أضف إلى ذلك حب كثير من البحرينيين هذه المدرسة وهي مناسبة لأجسامنا ولذلك أرى الكرة البرازيلية هي الأنسب.
في بطولة (14) في العام 1998 في البحرين لم تحقق النتائج الجيدة بل كان مركزنا متأخرا؟ وما الأسباب في ذلك؟
- في هذه الدورة كانت العلاقة مع المدرب البرازيلي آنذاك غير جيدة ولم أكن أحبه وهو لا يريد أن نتدخل حتى وإن كان على خطأ وهو كان يريد إبعادنا عن الفريق لولا أن فرضنا أنفسنا عليه.
وأنا صريح في الحديث وتحدثت إلى خميس عيد قبل البطولة بأن نلحق على الفريق قبل أن نهوي في الأسفل.
هذا المدرب في المباريات كان يضع القائمة الأساسية المكونة من 11 لاعبا قبل يوم من المباراة ويخبر كل لاعب، ولكن عندما نكون في الملعب لشرح طريقة اللعب في الغرفة نراه وبصورة مفاجئة يغير بعض اللاعبين بآخرين من دون أن تكون لديه رؤية سليمة في الأمور الفنية.
حتى المسئولين لم يتحركوا لتغيير الواقع بحجة عدم التدخل في شئون المدرب، ولذلك كانت النتيجة مخجلة في المركز الرابع أو الخامس.
متى سنحقق بطولة الخليج؟
- أعتقد أن هناك 3 بطولات (16، 17 و18) كانت الفرصة متاحة لإحراز الكأس فيها، ونحن الأفضل دائما من خلال التجانس والانسجام بين اللاعبين ولكن أعتقد أن اختيار المدربين بطريقة غير دقيقة لها الدور المؤثر في هذا الاحتقان مع أن الامكانات الفنية جيدة.
ولكن علينا العمل بشكل سليم إن أردنا الفوز ببطولة الخليج.
كلمة أخيرة؟
- الله يعوضنا عن الأمور التي مضت.
العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ