منذ الإعلان عن مشروع بناء ستة أندية نموذجية لأندية: الرفاع والشباب وسترة والنجمة والتضامن والبحرين مضت أكثر من خمس سنوات ومازال المشروع لم ير النور حتى الآن، بدأ المشروع ببناء نادي الرفاع العام 2004، ثم الشباب في 2005، وحتى الآن لم يتم الانتهاء من بنائهما على رغم أنهما في التشطيبات النهائية ولم يتبق إلا القليل مع وجود بعض المعوقات والمشكلات في أمر إنهائهما.
نادي الشباب الذي تأسس في فبراير/ شباط 2001 بعد دمج ستة أندية «جدحفص والسنابس والنعيم والديه وكرانة والسهلة الشمالية»، بدأ البناء في إنشاء النادي النموذجي الخاص به في يناير/ كانون الثاني 2005 على أن ينتهي ويسلم في يناير 2006 إلا أن ذلك لم يحدث وتأجل التسليم إلى يناير 2007 الشهر الماضي وأيضا لم يتم الانتهاء منه حتى الآن بسبب بعض المعوقات والمشكلات منها مشكلة «الحظيرة» بالإضافة إلى مشكلة «التعويض»، وأخيرا مشكلة «التأثيث».
كل ذلك حملناه معنا إلى رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد وسألناه متى سينتهي العمل من المشروع وكذلك ،ما الذي أدى إلى تأخير الانتهاء منه وما هو الطموح لديهم في نادي الشباب من بعد تسلم النادي النموذجي ورؤيته المستقبلية؟ كل تلك الأسئلة وجهناها له وأجاب عنها بالتفصيل...
مشكلة الحظيرة
بنبرة حزينة وبعد زفرة طويلة وتأوه رد رئيس نادي الشباب ميرزا أحمد عن الأمور المتعلقة بهذه المشكلة التي وصفها ونعتها بقضية «فلسطين» والدولة العبرية المغتصبة التي أوجدت في قلب الأمة العربية غصبا وقهرا لتنهش في أوصالنا معلقا عليها قائلا: «أكثر من نصف قرن والقضية الأهم لكل عربي لم تنتهي فهل تنتهي مشكلتنا»، رابطا بين تلك القضية وقضية الحظيرة ونادي الشباب بقوله: «ليس غريبا أن لا تنتهي قضية نادي الشباب والمتعلقة بالحظيرة حتى الآن بعد معاناة طويلة استمرت أكثر من ثلاث سنوات»، ذاكرا بالتفصيل ما جرى منذ بداية القضية والمعوقات التي تصادفهم في نادي الشباب .
وشرح ميرزا المشكلات التي يعانون منها من الحظيرة وهي انبعاث الروائح الكريهة منها ما يسبب النفور والتقزز لأعضاء النادي وكذلك الزائرون له، مؤكدا أنه وضع غير صحي ولا يمكن القبول به، وكذلك أشار ميرزا إلى أن الحظيرة تعيق تنفيذ باقي سور النادي الخارجي والذي لا يمكن استكماله إلا بإزالتها.
وتحدث رئيس نادي الشباب بلغة التحدي بقوله: «مثل هذا الوضع لن نقبل به أيا كانت النتائج»، مضيفا «لن يتم تسلم النادي ولا افتتاحه إلا بعد إزالة هذه الحظيرة»، وأشار ميرزا إلى حجم المعاناة التي عانوا منها من وراء تلك القضية بقوله: «سعينا لحل هذه القضية قبل أن يتم الشروع في بناء النادي ولكن لم نحصل إلا على الوعود، ثلاثة من الوزراء تعاقبوا على وزارة البلديات وإلى الآن لم يتم الانتهاء منها»، مشيرا إلى الأمور البيروقراطية والروتينية التي تؤدي إلى التأخير.
وقال: «بكل أمانة الوزراء الثلاثة رفعوا توصياتهم ووجهوا أوامرهم ولكن الروتين «ذبحنا»، محملا إدارة التخطيط الطبيعي المسئولية في التأخير، وقال: «بعد أن كانت الإدارة تتبع وزارة البلديات تم فصلها عنها ؛لتكون إدارة مستقلة وهي تتحمل مسئولية التأخير»، وعن الحل الذي يراه بخصوص هذا المشكلة، قال ميرزا: «لا توجد صعوبة في ذلك وخصوصا أن إدارة الأوقاف الجعفرية والتي تتبعها «الحظيرة» لا يوجد لديها مانع ولكنها اشترطت إما تعويضها ماليا عنها أو تعويضها بقطعة أرض مساوية لها في أي مكان آخر في المملكة»، مطالبا الحكومة متمثلة بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة بإبداء الاهتمام عن هذه المشكلة لإنهائها بأسرع وقت ممكن.
مشكلة التعويض
وتطرقنا إلى ثاني المشكلات التي يعاني منها نادي الشباب والمتمثلة بتعويض الملاك الذين استقطعت منهم الدولة أراضيهم وضمتها إلى أرض النادي وتم تعويضهم بأراض أخرى من أرض النادي أيضا ما قلل من المساحة العامة والإجمالية للأرض.
وعن هذه المشكلة تحدث ميرزا بقوله: «لم يتم حل المشكلة أصلا والتي تبقى عالقة حتى الآن وخصوصا إذا ما نظرنا إلى التفكير بالمستقبل والتوسع بعد ازدياد أعضاء النادي والتي تجبرنا على إقامة المشروعات التي تخدمهم مستقبليا مثل: «بناء مكان خاص للعائلات» وكذلك بناء ملاعب خارجية لألعاب الصالات وغيرها من المشروعات سواء الرياضية أو الاجتماعية خصوصا أن النادي سيخدم منطقة ذات كثافة سكانية عالية». وطالب ميرزا الدولة بتعويض الملاك بأراض خارج نطاق أرض النادي وفي أية منطقة من مناطق البحرين، ووجه ميرزا كلامه إلى الحكومة أيضا لحل هذه المشكلة بقوله: «أتوجه إلى الحكومة وأطالبها بمزيد من الاهتمام بالنادي والسعي وراء حل هذه المشكلة التي تربك حساباتنا وتضع حدا لطموحاتنا في الرقي والسعي في خدمة الوطن متمثلا في خدمة أعضاء النادي».
مشكلة التأثيث
أما بالنسبة إلى المشكلة الأخيرة والتي ظهرت في الفترة الأخيرة بعد أن أوشك المقاول على إنهاء عمله في النادي وباتت المنشآت شبه كاملة وهي تتعلق بجانب «التأثيث» أو «التشطيبات النهائية»، وذكر ميرزا أن هذا الجانب يأخذ اهتماما خاصا لديهم وخصوصا فيما يتعلق بتجهيز الصالة الرياضية بجميع مستلزمات الفرق الرياضية وكذلك تأثيث المكاتب الإدارية، إلا أن هذه المشكلة لا تعدو إلا كونها توجس عند الشبابيين سيتبدد مع الأيام المقبلة.
ولادة قيصرية
الآن وقاربت الأعمال الإنشائية من الانتهاء وبات وشيكا تسلم النادي وبالتالي الانتقال إليه خلال شهر يوليو/ تموز المقبل فهل ير الشبابيون أنه منتهي طموحهم وبه حققوا هدفهم الأول وأول أمانيهم فرد رئيس النادي ميرزا أحمد بقوله: «بكل أمانة أرى أنه اللبنة الأولى أو الهدف الأول تحقق بعد تأسيس النادي وعملية الاندماج التي حصلت ولا أخفيك سرا أن ذلك ليس هو طموحنا، ولكن في ظل انعدام المنشآت في الفترة الماضية والانتقال إلى نادٍ منظم ومنشآت أفضل بكثير من الوضع الأول الذي كنا نعيشه»، واصفا ولادة النادي النموذجي بالولادة القيصرية بعد مخاض ومعاناة طويلة استمرت لعقود من الزمن، متمنيا أن يكون ذلك فاتحة خير على النادي والمنطقة وأن تكون أولى الخطوات من أجل الوصول لنادٍ نموذجي في كل شيء سواء في المنشآت أو الألعاب الرياضية والمنافسة على البطولات.
وعن رؤية الشبابيين المستقبلية أكد ميرزا أن الرؤية المستقبلية لأعضاء مجلس إدارة النادي هي الاستثمار لحماية النادي من الضعف وخصوصا أن الأعباء المالية ستزيد بلاشك في ظل توقع ازدياد الألعاب واللاعبين في المستقبل، مشيرا إلى أن هناك تصورا مبدئيا للإدارة الشبابية تعني بالاستثمار في النادي الجديد وهو الأمر الذي سيوفر بلاشك مدخولا إضافيا سيعينهم في تحمل المصروفات.
العدد 1619 - السبت 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هـ