جماهير نادي الشباب وربما حتى المتتبع للكرة الشبابية في حيرة بما يراه من الفريق الأول للكرة في الدوري الممتاز للكرة في منافساته والذي يشهد فيها الكثير من المفاجآت والحوادث الغريبة... ودعوني أترك ما يدور في الدوري من عجائب ونتائج ونتجه تحديدا إلى الفريق العنابي لهذا الموسم الذي أمل به الجمهور العنابي الكثير بعد الصحوة المتأخرة الموسم الماضي وتصحيح الأخطاء واستقطاب مدرب أجنبي ولكن حتى كتابة هذه الأسطر ربما نشاهد الفريق في مركز متقدم في سلم الترتيب ولكن لو نظرنا الى معطيات الدوري والفرق المنافسة لنقول ليس هذا هو فريق الشباب وليس هذه نتائج الفريق وليس هذا هو مستوى وأداء وفكر ونتائج العنابي.
فبعد أن كان العنابي قاب قوسين أو أدنى لتحقيق فوز على المحرق في انطلاقة الدوري وعندما جعل الرفاع يتذوق ما ذاقه المحرق وهو نقطة واحدة من الشباب قلنا إن العنابي ومدربه يخبآن مفاجأة للفرق المنافسة ورجونا خيرا من ذلك عندما أحكم الخطة المناسبة وهو يواجه الغريمين التقليديين في الدوري ومع تواصل الدوري والمرور على بقية المنافسين شاهدنا وعرفنا ما هو أسلوب المدرب العنابي التونسي الجنسية المنصف الشرقي الذي اعتمد على مهاجم واحد في جل المباريات ما عدا شوط واحد أمام المنامة ونحن نسير حاليا في الجولة العاشرة من الدوري وربما هذه هي الخطة الدفاعية التكتيكية الصارمة هي المفاجأة المقدمة إلى منافسي الشباب والتي بها غابت شجاعة العنابي وضاعت مهارات اللاعبين وقدراتهم المعروفين بها حتى ضاعت الحلاوة والجمالية... والجمهور مل من تلك الطريقة والأسلوب الذي يلعب به المدرب منصف الشرقي حتى حن من بين المدرجات إلى المدرب أحمد صالح الدخيل وعلى رغم أنه متحفظ قليلا إلا أنه يعطي الحرية للاعبي الشباب مع التكتيك المناسب لكل مباراة بعيدا عن الصرامة في التكتيك والانضباط الصعب وتقييد اللاعبين وتذكر أيام الكابتن رياض الذوادي وما عمله مع الفريق ولم ينسَ أيام سلمان شريدة وكل ذلك مع المدربين هو ما رفع للعنابي هيبته وجماله للمتتبع الكروي.
الآن الجمهور العنابي يتساءل... إلى متى سيتبع المدرب المنصف الشرقي الطريقة الدفاعية وأمام كل فريق منافس سواء كان من الفرق التي لها باعها وثقلها في الدوري أو الفرق التي يقل مستواها عن الشباب أو ما يقاربه مع احترامي لجميع الفرق... إلى متى سيكون اللاعب الشبابي مقيدا تحت تكتيك معين وصارم وهو ما يجعل اللاعب تحت ضغط كبير وحتى تحت خوف شديد من الخطأ وربما الثقة أيضا تنعدم في نفسه وهو أمام منعطف جديد يمر به بعيدا عن الحرية المعروف بها والأسلوب الذي سار عليه مع اختلاف المدربين المحليين... إلى متى... إلى متى... إلى متى؟!
إلى متى سيصبر الجمهور بين المدرجات وهو يبحث عن هوية الفريق العنابي ويبحث عن المستوى والخطة التي تعيده إلى بريقه وهيبته التي عرف بها من قبل؟ وهل سيكون اللاعب أيضا صبورا بما فيه الكفاية على ما يقدمه وما يراه ونحن على مشارف انتهاء القسم الأول من الدوري والفريق يهدر نقاطا عدة من خلال ما يقدمه من مباريات وطريقة غير مألوفة؟!
فليعذرني الجهاز الفني على هذا الطرح وعندما يكون همه تقوية الدفاع وهنا نقول: إلى متى سيكون تقوية الدفاع على حساب الهجوم والتهديف وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم... صحيح شاهدنا تقديم أداء دفاعي جميل وتصحيح أخطاء وقع فيها خط الدفاع سلفا ولكن غير معقول وغير منتظر أن نرى تكرار الأسلوب الدفاعي والتكتيك أمام كل فريق مهما كان اسمه وموقعه في الكرة البحرينية... كرتنا اليوم تعترف بالأهداف ومن يسجل ويحافظ على ذلك سيحظى بالثلاث نقاط ولكننا لم نشاهد إلا عقما هجوميا ولو رجعنا إلى المباريات الأربع الأخيرة للشباب لرأينا أنه سجل هدفا يتيما فقط ومن قدم لاعب منتصف الملعب محمود العجيمي، ولو رجعنا إلى الأهداف التي في مرمانا من بداية الدوري هي 11هدفا ومثلها سجل الفريق بعيدا عن اللعب المنظم والهجمات الملعوبة والمستوى المترقب من الفريق.
الكل ينتظر تحرير اللاعبين والاستفادة من النزعة الهجومية التي توجد في الفريق بالتوازن الدفاعي فالفريق الشبابي يملك القدرة على ذلك إذا ما وظف اللاعبين بطريقة جيدة وفي المكان المناسب وطبقوا ذلك بشكل جيد والكل ينتظر جمع النقاط من الآن وليس البحث عنها في القسم الثاني أو عند الشعور بالخطر فالجمهور مباراة بعد أخرى ينفذ صبره بما يراه من الفريق حتى بدأ يعزف كيف لا وهو يبحث عن الفوز والمتعة.
فاضل عباس زهير
العدد 1620 - الأحد 11 فبراير 2007م الموافق 23 محرم 1428هـ