العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ

الحرب العراقية تضع الوحدة بين مسلمي أميركا على المحك

يخشى زعماء الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة من أن يؤدي الصراع الطائفي في العراق إلى وضع الوحدة بين المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة على المحك.

ويقول أئمة ومحللون وزعماء محليون إن الجولة اليومية من تفجيرات الشاحنات والخطف والقتل والتي جعلت الجيران السنة والشيعة السابقين يدخلون في حرب أهلية في بغداد أثارت حدة التوتر بين المهاجرين المسلمين في شتى أنحاء أميركا.

ويوجد ما يقدر بين ستة ملايين وسبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة من بينهم نحو 5.2 ملايين مهاجر. وغالبيتهم سنة يعيشون بسلام إلى جانب جيرانهم الشيعة في مدن تمتد من كاليفورنيا إلى نيويورك منذ عشرات السنين.

ولكن توترات طائفية تفجرت على ما يبدو في ديترويت في يناير/ كانون الثاني عندما هاجم أشخاص مسجدين للشيعة وعدة متاجر بعد إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ولم يتم اعتقال احد.

ويقول محللون إنه توجد أيضا علامات على تزايد النعرة الطائفية بين الطلاب المسلمين في الجامعات الأميركية إذ شكل بعض السنة والشيعة في الأشهر الأخيرة أو يفكرون في تشكيل اتحادات طلابية منفصلة.

من ناحية أخرى، يقول معلقون انه توجد أيضا تقارير عن تزايد حدة التوتر بين السجناء الشيعة والسنة في بعض السجون الأميركية. وقال محمد نمر وهو باحث في مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية الذي يتخذ من واشنطن مقرا «انه أمر يدعو للقلق لان المشكلات والتوترات بين السنة والشيعة في العالم القديم تلاحقهم على ما يبدو إلى الولايات المتحدة.

«إذا ظلت هذه التوترات مدفونة فإنها قد تنفجر في بعض المجتمعات». والعلاقات بين أبناء الطائفتين قوية بشكل تقليدي في الولايات المتحدة حيث يصلون ويعيشون معا منذ عشرات السنين في جيوب حضرية تمتد من لوس انجليس إلى ديترويت ونيويورك.

وقال لياقات طاقم وهو أستاذ للدراسات الإسلامية في جامعة دنفر« مدن كثيرة ليس بها سوى مسجد واحد - إذا كان لديها أصلا مسجد - يرتاده المسلمون من الطائفتين». وأضاف أن الخلافات بدأت تظهر مع تزايد الهجرة إلى الولايات المتحدة من شتى أنحاء العالم الإسلامي في الثمانينات والتي صاحبها تزايد التوترات الطائفية في الشرق الأوسط في أعقاب الثورة الإيرانية العام 1979. وأردف قائلا «والآن ومع ما يحدث في العراق... ومع العولمة... يتم تصدير كل هذه الخلافات إلى أميركا». ويشدد زعماء السنة والشيعة في الولايات المتحدة أن العلاقات مازالت طيبة بين أبناء الطائفتين الذين يرتادون الآن اكسر من 1200 مسجد في شتى أنحاء أميركا على الرغم من أن كثيرين يشعرون بقلق من احتمال تصاعد حدة الصراع الطائفي مما جعلهم يكثفون من الاجتماعات بين الطائفتين على الصعيد القومي.

وقال محمد علي وهو رجل دين شيعي يشارك في حوار متواصل مع السنة المحليين في ديترويت «نريد أن يساعد كلانا الأخر على تحسين الاتصال والتأكد من أن السياسة والجهل أيضا لن تصلا إلى مجتمعاتنا وتقسمها باسم الشيعة والسنة. «لم يكن لدينا أبدا هذه المشكلة في الولايات المتحدة ونحن قلقون».

وعلى رغم حرص زعماء المسلمين الأميركيين على الحفاظ على علاقات قوية بين الطائفتين يشعر كثيرون أن الحديث عن شقاق طائفي في الولايات المتحدة أمر مبالغ فيه أو حتى ينشر خوفا لا داعي له.

وقال فيكتور غالب بيج من مجلس المنظمات الإسلامية بميتشيغان إن الهجمات التي وقعت في ديترويت في الآونة الأخيرة ربما يكون نفذها مهاجرون من العراق على رغم أنهم لا يمثلون مشاعر أوسع.

ويتردد هذا الرأي على نطاق واسع بين المسلمين الأميركيين في كل من ديترويت وأبعد منها ويشددون على استمرار العلاقات الطيبة بين الطائفتين.

ولكن البعض يشير إلى أن الحفاظ على هذه العلاقة في الأشهر والسنوات المقبلة يعتمد أيضا إلى حد ما على التوصل إلى سلام في العراق حيث يقتل مئات الشيعة والسنة أسبوعيا.

رويترز

العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً