أكد الفريق «الملكي» أنه الأجدر ببقائه على هرم الصدارة من دون منازع وأنه عازم العقد بنواياه البطولية على الانطلاقة نحو المنصة التتويجية بثبات موجها رسالة تحذيرية إلى كل الفرق: لا تقربوا الأحمر وهو في أوج قوته ونشوته لتحقيق الانتصارات المتتالية، ما جعل جماهيره تتوافد بكثافة في اليوم الأخير الحاسم للقسم الأول من دوري كأس خليفة بن سلمان في مواجهة السماوي (الرفاع) لتتغنى طربا بهدف ريكو الجميل الذي جاء في الدقيقة 44 من الشوط الأول رفع به نقاط فريقه إلى (25 نقطة) مبتعدا عن منافسة القوي الرفاع بفارق 4 نقاط والذي
ظل على رصيده السابق (21 نقطة) وعادت هذه الجماهير إلى مسقط رأسها بعراد وهي تردد أنغام الفوز الثمين بعدما استطاع المدرب الوطني القدير سلمان شريدة قراءة المباراة قبل بدايتها وأحكم خطته الفنية بتنظيم اللعب والمهمات وحصل على ما أراده من هدف مستحق وأضاع ركلة جزاء تهاون وتساهل فيها ريكو الذي جاء لتنفيذها بغرور ما جعله يطيح بها بعيدا عن المرمى حرم فيها فريقه من إضافة هدف ثانٍ يؤكد فيها أحقيته في الفوز.
ولكن عزيمة الأحمر ظلت كما هي عليه لتنال ما بدأته في المباراة وخرجت بالنقاط الثلاث متصدرة الفرق بعد ختام القسم الأول للدوري بجدارة واستحقاق.
بدأ الفريقان الشوط الأول بطريقة لعب متشابهة 4/4/2 ولكنهما اختلفا في أسلوب التنفيذ، إذ شاهدنا المحرق في الدفاع المكون من رياض بدر في الجهة اليمنى وعلي عامر مع جليانو في عمق الدفاع وفوزي مبارك في الجهة اليسرى وأوكلت مهمة الانطلاق لأحد الطرفين والآخر يبقى مع العمق فإذا تحرك بدر تأخر فوزي وإذا تقدم فوزي تأخر بدر لحفظ الدفاع من الانهيار وإغلاق الثغرات فيه، وأما الوسط فكان الدوسري وكما هي عادته في الارتكاز بمساندة من هادي علي في الجهة اليمنى على ألا يتقدم كثيرا ويعطي الفرصة لعبدالله عمر بالتحرك أكثر لعمل التوازن في إغلاق المنطقة في وجه الرفاع، بينما كان محمود عبدالرحمن المحرك لجهته اليسرى، فيما حاول ريكو والدخيل عبر تحركاتهما إيجاد خلل في دفاع الرفاع ولكنهما فشلا لعدم فاعليتهما في الكرات التي تأتيهما وفي الأسلوب الدفاعي الصارم الذي كان عليه الرفاع.
أما الرفاع فكان حذرا في أسلوبه الدفاعي إذ لم يسمح للطرفين بالتقدم فصار إسماعيل صالح في الجهة اليمنى وإبراهيم جوهر في اليسرى ملازمين لمركزهما تحسبا لمرتدات سريعة يشنها المحرق من نقطتي عمر وعبدالرحمن، ونجح الفريق الرفاعي إلى حد كبير في هذه المهمة، بينما كان راكع قبل استبداله في الدقيقة 13 يلعب في الارتكاز حتى سلم المهمة لعادل النعيمي البديل، فيما قام الخزامي بدور الممول الهجومي في اليمنى ولكنه لم يستطع التقدم كثيرا خوفا من انطلاقات المحرق السريعة على مرماهم فانعدمت الكرات الهجومية، فيما قبع علي نوروز متأخرا لحفظ الجانب الدفاعي من انطلاقات عمر في الجهة اليمنى للمحرق وأما حسونة الشيخ في ظل هذه الظروف الصعبة التي عاشها السماوي في وسط الملعب حاول جاهدا أن يجد حلولا بمهاراته الفردية وتحركاته المستمرة ولكنه وجد صعوبة في اختراق الجدار البشري للمحرق الذي لعب بأسلوب الضغط على حامل الكرة وإقفال المنطقة الدفاعية بأكبر عدد من اللاعبين وعدم إفساح المجال لوسط الرفاع بالتحرك لوصول إلى مرمى المحرق.
وأما الهجوم فلا حول له ولا قوة لغياب الكرات المركزة وكان جعفر طوق خارج جو المباراة بارتباكه عند استلامه الكرة وعدم تهيئتها لنفسه ما يصعب الأمر في بدأ كرات هجومية فعلية، وحسان الذي صار يحوم في الجهة اليمنى واليسرى لعله يحصل على منقذ للدخول معه من بين دفاع المحرق ولكنه اصطدم بالطوق المتين الذي فرضه المحرق إلى جانب عدم قيام الوسط بدوره في إيصال الكرات له فظل الرفاع بعيدا عن الخطورة.
بعد الدقيقة 20 فرض المحرق أسلوبه الهجومي عندما نوع في كراته من الناحيتين اليمنى واليسرى وصار محمود عبدالرحمن مصدر الخطورة الفعلية بتقدمه المستمر ولعبه للكرات العرضية والتي جاء من واحدة منها هدف المحرق الأول في الدقيقة 44 في كرته العالية العرضية على رأس ريكو المتمركز بين عمق دفاع الرفاع ومن دون رقابة لعبها على يمين حارس الرفاع.
وبعدها بدقيقتين وفي الوقت بدل الضائع توغل محمود عبدالرحمن كما هي عادته وتعرض إلى عرقلة من دفاع الرفاع واحتسبها الدولي عبدالحميد عبدالعزيز ركلة جزاء تصدى لها ريكو باستهزاء وغرور عبر حركته لتنفيذ الكرة وأطاح بها بعيدا عن المرمى في الوقت بدل الضائع حارما فريقه من التقدم بهدفين.
الشوط الثاني
هبط الأداء الفني خلال هذا الشوط بصورة واضحة من الفريقين على رغم سرعة الكرة في التمرير والانتقال ولكنها كانت خالية من الأسلوب التكتيكي السليم فصارا يلعبان من دون تركيز مع الأفضلية النسبية للمحرق الذي استفاد كثيرا من التبديل الذي أجراه مدرب الرفاع عندما اخرج عادل النعيمي لاعب الارتكاز ودخل بدلا منه المهاجم ماكسويل، فعمدا إلى طوق في اللعب خارج الصندوق وطوق معروف عنه لاعب اللمسات الأخيرة أمام المرمى ما أفقد الفريق خطورته الفعلية، وحتى مع دخول مبارك تسلم المهمة نفسها من دون تغيير فظل أسلوب الرفاع كما هو من دون أن يطرأ عليه أي تبديل حتى مع التبديلات التي أجراها الذوادي. وفي ظل هذه الظروف استطاع المحرق أن يحافظ على منطقته الدفاعية ويتوجه كثيرا إلى الهجوم وخصوصا في الجهة اليسرى لدفاع الرفاع.
في الدقيقة 23 قام مدرب المحرق بإجراء تبديل ادخل فيه أنور يوسف بدلا للمدافع رياض بدر مع التدوير عندما أوكل مهمة الدفاع الأيمن إلى عبدالله عمر ليقوم بهذه المهمة على أن يقوم أنور بدور صانع الألعاب ونجح إلى حد كبير في إيجاد الحلول عند الكرات الهجومية. عموما الرفاع لم تكن لديه المبادرات الفعلية والحقيقية في إيجاد التوجه الهجومي وظل يلعب بالأسلوب المكشوف لكراته في المساحات الضيقة غير المجدية ولم يعمد إلى فتح الجانبين لإيجاد ثغرات في دفاع المحرق المحصن.
وتعامل المحرق مع مجريات الشوط الثاني بعقلانية إذ أغلق منطقته الدفاعية مع إتاحة الفرصة إلى التوجه في الهجوم وإن لم تكن ذات خطورة إلا أنها كانت أكثر تحررا من الرفاع. والرفاع أضاع فرصة واحدة مؤكدة خلال هذا الشوط عند الدقيقة 30 من الدفاع والهجوم وغير ذلك لم نر للسماوي أية كرة فعلية تحتسب له. وأما المحرق فأضاع أيضا فرصة واحدة فعلية في الدقيقة 6 إثر كرة عرضية مرت من الدخيل وهو مواجه للمرة إلى الخارج، والأخرى كانت لريكو الذي هيأ الكرة بصدره ولعبها قوية اصطدمت بجسم الموسوي إلى ركنية في الدقيقة 35.
عموما استحق المحرق الفوز في مباراة خالية من الفنيات وحافظ على صدارته مبتعدا عن الرفاع بفارق 4 نقاط وبرصيد (26 نقطة).
العدد 1625 - الجمعة 16 فبراير 2007م الموافق 28 محرم 1428هـ