وبدأ العد التنازلي فعلا لانطلاق موسم جديد ومثير من بطولة العالم لسباقات الفورمولا 1 للعام 2007، وذلك حين تحتضن حلبة البحرين الدولية أولى بوادر حمى الموسم الجديد من خلال قيام 9 فرق من أصل 11 فريقا ينافس في البطولة بنقل معداتهم وأجهزتهم وسياراتهم وجميع أطقمهم اللوجستية إلى حلبة البحرين الدولية للقيام بالتجارب الأخيرة للسيارات الجديدة قبل الانطلاقة الفعلية للبطولة.

وللتذكير ،فإن هذه ليست المرة الأولى التي تحتضن فيها حلبة البحرين الدولية مثل هذه التجارب التي تسبق انطلاقة الموسم وتشهد فيها تجربة السيارات الجديدة المعدلة، إذ شهدت في العام 2006 قيام فرق السكوديريا فيراري وهوندا ريسنغ والتورو روسو بإجراء تجارها قبل انطلاق الجولة الأولى من بطولة العالم والتي احتضنتها البحرين أيضا.

تجارب عالية الأهمية

أجرت كل الفرق المنافسة في البطولة تجاربها على الحلبات الأوروبية وذلك بهدف زيادة التأكد من قدرات السيارات الجديدة والمعدلة، وخاضت هذه التجارب في جو الشتاء الماطر في أوروبا وساعدها ذلك في ضبط بعض الأمور، لكن أجواء المملكة وطبيعة حلبة البحرين ستساعد الفرق بكل تأكيد على التأكد من الجهوزية التامة والكمالية الصحيحة لسياراتهم قبل إشراكها في انطلاقة البطولة، وخصوصا أن التعديلات التي أجريت في جميع الفرق توحي بموسم ساخن جدا في العام 2007 لا ينسى، بالتالي ستكون التجارب المسبقة التي تحتضنها البحرين في غاية الأهمية.

حماس وتحفز لدى الفرق الكبيرة

وما يلاحظ تصاعد وتيرة الحماس والترقب لدى الفرق الساعية إلى فرض هيمنتها على البطولة والفرق التي تريد إثبات تطورها وأنها تعد بمستقبل واعد، وسيكون فريق فوادفون ماكلارين مرسيدس من أوائل الفرق التي ستتركز عليها الأنظار من خلال التجارب التي ستشهدها حلبة البحرين الدولية، في ظل وجود بطل العالم لعامين متتالين والمنتقل من صفوف فريق الرينو الأسباني فرناندو ألونسو والذي يشاركه زمالة الفريق السائق الصاعد لويس هاميلتون.

وعلى رغم ذلك إلا أن فريق أسطورة الفورمولا 1 الألماني مايكل شوماخر وهو فريق سكوديريا فيراري لا يمكن تجاهله أبدا، إذ في ظل وجود شومي في خانة المساندة الفنية يمتلك الفريق صاحب الرداء الأحمر ثنائيا يبث الرعب في قلوب المنافسين، من خلال جبل الجليد الفنلندي كيمي رايكونن القادم من الماكلارين مرسيدس والساعي إلى إثبات أنه جدير بحمل لقب خليفة شوماخر، إضافة لوجود البرازيلي الشاب والمبدع فيليبي ماسا الذي تألق الموسم الماضي كثيرا إلى جنب «الشيطان الأحمر» واستحق الإعجاب والتصفيق الحار.

أيضا لا يمكن إغفال الفريق حامل لقب بطولة الصانعين لعامين متتاليين أيضا فريق الرينو الفرنسي والذي يريد إثبات تفوقه على رغم رحيل البطل ألونسو عن صفوفه، في مقابل وجود غموض وفضول يحوم بشأن الإمكانات المتطورة لسيارة فريق BMW ساوبر التي أدهشت المتابعين لتجاربها بسرعتها الكبيرة.

فرق من فئة «الحصان الأسود»!

كل هذه الفريق ستكون حاضرة على مضمار حلبة البحرين الدولية خلال جولتي التجارب الحرة المقررتين في الفترة الأولى الممتدة من 22 حتى 24 فبراير/ شباط الجاري والفترة الثانية الواقعة بين 27 فبراير حتى 1 مارس/ آذار المقبل.

وستنضم إلى كتيبة الفرق الكبيرة الموجودة على أرض حلبة البحرين الدولية فرق لها طموحاتها الكبيرة وتأثيرها القوي على البطولة، ما يمكن أن يضعها في خانة الوصف بأنها «حصان أسود» في المنافسة يتقدمها فريق الريد بول ريسنغ والذي أرسل مؤشرات واضحة على رغبته في المنافسة بقوة وذلك من خلال سرعة سيارته الجديدة المزودة بمحركات الرينو إضافة لوجود الخبير في تصميم السيارات المهندس أدريان نيوي.

وحين نتحدث عن السيارات والبحرين، فإننا نجد لفريق باناسونيك تويوتا طموحه الكبير أيضا، بالإضافة لفرق الهوندا رسينغ والسكوديريا تورو روسو والسوبر أغوري.

التجارب ستكشف قدرات السيارات

ومازالت فرق الفورمولا 1 المقبلة على خوض منافسات موسم يتوقع له بالحماسة والندية تمضي في عملية إبقاء أوراقها الرابحة من خلال أداء السيارات المطورة قيد الكتمان، إلا أن التجارب التي ستشهدها حلبة البحرين الدولية ستكون فرصة للكشف عن الكثير من قدرات الفرق ومدى قوة سياراتها الجديدة وإمكان المنافسة بجدية على الألقاب والمراكز المتقدمة.

الأخبار الكثير التي تم تداولها حول العالم عن قدرات سيارات الفرق المختلفة في القيام بلفات صاروخية خرافية ستتأثر بالتأكيد بما سيحدث على مضمار حلبة البحرين، وخصوصا في إطار سعي الفرق لتطوير أدائية السيارات لفة وراء لفة، الأمر الذي سيجعل الفرق تحدد ملامح إستراتيجيتها وطريقة تعاملها مع السباق الافتتاحي في الموسم والذي سيقام في مدينة ملبورن الاسترالية في 18 مارس المقبل.

بدء وصول معدات الفرق

معدات الفرق التسعة المشاركة في التجارب الحرة بدأت بالوصول إلى المملكة من أجل تحقيق هذه الأهداف التي تسعى من أجلها فرق البطولة، وستوفر حلبة البحرين الدولية بيئة مثالية لكل من السائقين والتقنيين في الفرق فرصة العمل في ظروف وأجواء مشابهة ومساعدة للأجواء التي سيواجهونها في سباق جولتي أستراليا الافتتاحية وسباق ماليزيا، إضافة إلى ثالث السباقات على روزنامة العام 2007 وهو سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1، وهي الظروف التي ستحدث فرقا بكل تأكيد لحسابات الفرق باختلافها عن أجواء الاستعدادات الأوروبية من قبل الفرق.

خلال موسم الفورمولا 1، فإن مجموع ما تقطعه معدات الفرق في عملية الترحال والتنقل سواء في إطار المشاركة في السباقات أو القيام بجولات التجارب الحرة يصل إلى قرابة 160 ألف كيلومتر في العام لكل فريق، ونظرا إلى التوسع في روزنامة البطولة ودخول عدة حلبات جديدة ،فإن هذا الرقم في طور التزايد أيضا بصورة طردية.

متطلبات لوجستية كثيرة

المتطلبات اللوجستية المطلوبة في عملية التنقل ابتداء من السيارات ومرورا بالمحركات والأدوات التقنية وقطع الغيار وحتى المبيعات التذكارية إضافة لأعضاء الفرق كلها مبينة بالتفصيل في الموقع الرسمي للبطولة www.formula1.com وبحجم يقارب حجم تنقل وحدة عسكرية في إطار حملة ما، وسيتم شحن قرابة 40 طنا من المعدات على متن طائرات «الكارغو» لكل فريق إلى البحرين وذلك من قبل شركة إدارة الفورمولا 1 الـ «FOM»، وبسبب تباين مسألة مواصفات قطع السيارات والأجهزة التقنية لدى مختلف فرق الفورمولا 1 فإنه تمنح الفرق حق تصميم حاويات حفظ الأدوات والمعدات التي توضع فيها لنقلها عبر رحلات الطيران، والأمر الرائع والمثير أن البحرين وصلت إلى أطوار متقدمة في مسألة استضافة واحتضان مثل هذه الفعاليات بطريقة أكثر احترافية تعكس الخبرة الكبيرة المكتسبة في مجال الفورمولا 1.

900 شخص معنيين بالتجارب

خلال الأسبوعين المقبلين ستكون مملكة البحرين محتضنة لقرابة 900 شخص من المعنيين بعملية تجارب الفرق، وهذه المسألة تعني تحريك العجلة الاقتصادية وإنعاش جميع خطوط الإنتاجية في المملكة، سواء على صعيد الفنادق وحجوزاتها أو تأجير السيارات من قبل الفرق وحتى من ينوي حضور الفعالية من السياح والزائرين، بالإضافة إلى الكثير من الأمور التي تتأثر إيجابيا بمثل هذه الفعاليات الكبيرة التي تحتضنها حلبة البحرين الدولية، على رأسها هذه التجارب الممهدة لأجواء أكثرة سخونة وإثارة في سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 في الفترة من 13 حتى 15 أبريل/ نيسان المقبل.

معدات الهوندا أول الواصلين

فريق الهوندا ريسنغ يعتبر أول الفرق التي أوصلت معداتها بالكامل إلى أرض المملكة، وبحلول أمس (الثلثاء) ستكون معدات كل الفرق وصلت بانتظار وضعها في موضع الاستعداد والتجهيز لبدء القيام بالتجارب الحرة.

وكانت شركة الإطارات المزودة للفرق بريدجستون ستكون موجودة بنوعيات مختلفة من الإطارات وذلك لمواكبة متطلبات الفرق المختلفة خلال التجارب، وستهتم الشركة بتزويد كل فريق بالنوعية المخصصة لسيارته، علما أن الشركة اليابانية (بريدجستون) ستكون هي الشركة الوحيدة المزودة بالإطارات لبطولة العالم للعام الجاري 2007، وآخر مرة شهدت فيه البطولة شركة واحدة للإطارات كانت في موسمي 1999 و2000.

الجماهير مدعوة للمشاركة والاستمتاع

وفي هذا الصدد ،فإن حلبة البحرين الدولية تدعو عشاق رياضة السيارات ومحبي متعة وإثارة الفورمولا 1 إلى التدوين في مفكراتهم للأيام المفتوحة التي سيتم فيها فتح الباب للحضور لمتابعة التجارب الحرة، إذ ستكون الأيام المفتوحة في 24 فبراير لفترة التجارب الأولى وفي 28 فبراير أيضا في فترة التجارب الثانية. مقابل مبلغ رمزي جدا هو دينار بحريني واحد فقط، بإمكان الجماهير الاستمتاع بالتواجد في المدرج الرئيسي في الحلبة ومتابعة أداء الفرق للتجارب الحرة لسياراتها الجديدة، والتمتع بالإثارة سواء على مضمار حلبة البحرين الدولية أو في مرآب الصيانة الخاص بالفرق، إضافة للفعاليات الجانبية التي ستكون حاضرة في هذه المناسبة. في 24 فبراير سيكون الجمهور الموجود لمتابعة التجارب الحرة على موعد أيضا مع فعاليات «مجموعة إثمار وحملة يلا بحرين»، وخصوصا مع الفكرة الجديدة والمبتكرة التي استحدثتها حلبة البحرين الدولية وهي الممثلة ببطولة كرة القدم الخماسية، إذ سيتمكن الحضور من متابعة لاعبي منتخبنا الوطني وهم يتنافسون مع 36 فريقا آخر من ضمنهم فرق تمثل فرق الفورمولا 1 الموجودة لإجراء التجارب وذلك للفوز بلقب البطولة الاستعراضية التي تقام للمرة الأولى في البحرين. ابتداء من الساعة 9.00 صباحا من يوم 24 فبراير ستكون المملكة على موعد مع جميع أنواع الإثارة والمتعة في إطار رياضة السيارات خلال فترة التجارب والتي ستكون أفضل تمهيد لاستضافة حلبة البحرين الدولية للنسخة الرابعة على التوالي من جائزة البحرين وطيران الخليج للفورمولا 1 خلال الأيام القليلة المقبلة.