مازال مصير مشروع برلمان الشباب غير معروف، وخصوصا بعدما أكدت مصادر لـ«الوسط» أن هناك توجها حكوميّا لالغاء المشروع برمته بعد أن تم تأجيله لأكثر من 5 مرات على مدى أكثر من سنتين، الأمر الذي أثار احباط واستياء عدد من المترشحين الشباب بسبب هذا التأجيل. وأكد الشباب أنهم لا يستبعدون الغاء المشروع وخصوصا في ظل صمت المؤسسة العامة للشباب والرياضة المستمر عن المشروع، لافتين إلى أنهم سيصرون على استمرار المشروع، مطالبين المؤسسة بالكشف عن تفاصيل المشروع.
ولم تتمكن «الوسط» من الحصول على رد رسمي يؤكد أو ينفي الغاء المشروع، وخصوصا أن مديرة المشروع أمل الدوسري توجد خارج البحرين، بينما ذكر عضو اللجنة العليا لانتخابات برلمان الشباب محمد الأنصاري أن اللجنة تلقت موافقة رسمية بعقد الانتخابات في يوم 17 فبراير/ شباط الجاري، غير أن اللجنة رأت أن الوقت ضيق لتنظيم العملية الانتخابية في هذا اليوم، إذ لم يتم إبلاغ اللجنة بالموعد إلا قبل أقل من شهر.
وأشار إلى أن اللجنة رأت في ضوء ذلك أن تدرس التاريخ الأنسب لتنظيم الانتخابات، وبدأت بخطوات تحضيرية، إذ قامت بدعوة كل المترشحين إلى ورشة بشأن آليات تنسيق الحملة الانتخابية، والقوانين المنظمة للانتخابات، والموضوعات الأخرى ذات العلاقة.وأضاف، أن الورشة تمت بنجاح في مطلع الشهر الجاري والتنسيق مازال جاريا بهذا الشأن للإعداد للانتخابات، على أن تتم دراسة التاريخ الأنسب الذي قد يكون في مطلع شهر أبريل/ نيسان المقبل، أو إلى ما بعد امتحانات منتصف الفصل الدراسي الثاني.
أما بشأن ما أثير عن إلغاء المشروع، فقد قال: «على صعيد اللجنة العليا، لم نجتمع لمناقشة هذا الشأن أبدا، قد تأتي توصيات من مصادر مختلفة، توصي بالتنسيق مع جهات مختلفة، ولكن القرار قرار اللجنة العليا، وقبل أقل من أسبوعين حصل اجتماع تنسيقي للتنفيذ، ولم يكن لإلغاء المشروع. كل الأطراف كانت متحمسة للمشروع ، وفي طور وضع خطة». أما عضو اللجنة فريد غازي فأكد أنه لم يتلق اتصالا من أي طرف ذي علاقة بالمشروع يدعوه إلى اجتماع لمناقشة مستجدات المشروع، مبديا عدم علمه بأي أسباب وراء تأخير المشروع. وقال: «بصفتي أحد المطلعين على النظام الأساسي في برلمان الشباب، وعملت فترة بسيطة فيه، أرى أن أهداف البرلمان أهداف نبيلة ومن شأنها أن تعود بالخير على الحياة الديمقراطية عموما في البحرين، وعلى رغم تقديري لكل أوجه وأسباب التأجيل، فإن هذا التأجيل سيؤخر تحقيق الأهداف النبيلة التي من شأنها تم طرح الفكرة الهادفة إلى مشروع البرلمان».
ودعا غازي المسئولين في الدولة إلى ايضاح اللبس الحادث في هذا الشأن، وتحديد موقفهم فيما إذا كان سيتم المضي في برلمان الشباب من عدمه، وخصوصا أن الشباب علقوا آمالا كبيرة على هذا البرلمان. وعلق: «لو لم تتم إثارة الموضوع يوم أمس في صحيفة «الوسط» لما تذكرنا المشروع... مازلت مستغربا من تعطيله، ولا أعرف الأسباب الحقيقية وراء هذا التعطيل على رغم ثقتي بأن القيادة تدعم المشروع في ظل التوجيهات الصادرة عن جلالة الملك بهذا الشأن».
إلى ذلك، قال المترشح علي السيد حسن: «أعتقد أن التأجيل المتكرر للبرلمان يشكك في صدقيته كهدف بالصورة الأولى، كما أن الشباب ومع هذا التأجيل المستمر يعزفون عنه كفكرة، وهذا ما يجعلنا كمترشحين أن نعيد التفكير في المشروع»، منتقدا في الوقت نفسه عدم تناول المشروع بالصورة الكافية في الإعلام، على رغم أن هناك عددا من الطلبة في المدارس لا يعلمون شيئا عنه، وذلك بعد أن تم منع الطلبة من القيام بأية فعالية في المدرسة تحت مبرر عدم إشغال الطلبة عن الدراسة.
وأشار إلى أنه على رغم الوعود التي قدمتها المؤسسة بشأن تنظيم ورش عمل تعريفية بالمشروع للمترشحين، فإنها لم تنظم سوى ورشتين على فترات متباعدة، ولم تتطرق إلى الأمور التي يراها المترشحون مهمة بالنسبة إليهم.
أما المترشح نواف المسقطي، فأكد أنه لا يستبعد صحة ما تردد عن الغاء المشروع، وقال: «لطالما عودتنا المؤسسة العامة على التجاهل المستمر لمطالب الشباب ورغباتهم وتهميشها الواضح لآرائهم، وهذا كان واضحا وجليا جدا من خلال تجربتنا مع المؤسسة في الإستراتيجية الوطنية للشباب. لقد عملنا خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر المشروع، مررنا خلالها بمراحل صعبة وحاولنا الوصول بالمشروع إلى بر الأمان، وبالتالي فلا يزال لدينا نفس كاف لنكمل المشروع الذي بذلنا فيه جهودا كبيرة في الأعوام الماضية».
وأكد أن ما يثار بشأن المشروع لا يمكن أن يثبط من عزيمة الشباب بل يزيدهم قوة، معتبرا ذلك رسالة وحقيقة واضحة لكل من يفكر في إلغاء المشروع أو تأجيله مرة أخرى، مفادها أن كل تلك المساعي لن تحقق شيئا، وأنه إذا كان هناك صانع قرار واحد ففي الطرف الآخر آلاف الشباب الذين أعطوا لهذه القرارات قيمتها وهم من يقولون كلمتهم الأخيرة إن لزم الأمر. وفي إشارة إلى من وصفهم «بالمستفيدين من الادعاء بتسييس تجربة البرلمان للمطالبة بالغائها»، اعتبر المسقطي ذلك عذرا واهيا وغير حقيقي، معلقا: «كلنا يعلم ما طرح في التقرير المثير، ولا نريد ان نصدق ما جاء فيه، إنما خطوات وقرارات هذه الجهات مازالت تتناغم وتترابط مع ما ذكر فيه». وبدورها أشارت المترشحة زينب ربيع إلى أنه لو كان أمر الغاء المشروع غير صحيح، لكان من المفترض بالمؤسسة العامة أن ترد، وخصوصا بعدما أصاب الشباب المترشحين من إحباط بعد تأجيل المشروع لعدة مرات، وإذا ألغي فعلا فالشباب بحاجة إلى أسباب واضحة لهذا الالغاء الذي لن يقبلوه تحت أي ظرف.
وقالت: «الأجدر بالمؤسسة أن تثبت أنها أقوى مما يثار في الصحف عبر إثباتها أنها قادرة على البدء بالمشروع (...) سنستمر في الترشح للبرلمان، لأن مشاركتنا فيه بهدف خدمة الشباب الذين أعطيناهم كلمة، وهذا ما يفرض علينا عدم التنازل عن المشروع». وايدتها المترشحة دعاء طرادة التي اتهمت الجهات المعنية بأنها تحاول الاستخفاف بالشباب على رغم أن الدستور أكد حقوقهم. وقالت: «إذا كانوا يروننا مستقبل هذا البلد، فيجب أن يتم احترامنا، وكان من المفترض بالقائمين على المشروع أن يلتزموا بتنفيذه كونه يلقى اهتماما من جلالة الملك، ومادامت الحكومة وعدتنا بالمشروع فيجب أن نحصل عليه»، مؤكدة أنها مازالت مصرة على الاستمرار في المشروع، واصفة الانسحاب منه بالتخاذل الذي لن يحقق شيئا للشباب.
واعتبر المترشح محمد عبدالعال أن الغاء برلمان الشباب سيؤدي إلى تدني مستوى البحرين الشبابي الذي بنته خلال سنوات، وخصوصا أن قليلا من الدول تلك التي عملت على مثل هذه المشروعات، إذ يعتبر مظهر فخر للبحرين، مؤكدا أنه مهما تكن الأسباب والظروف فمن المفترض ألا يلغى البرلمان وإنما على الأقل يؤجل، وخصوصا أن المشروع عملت عليه جهات عدة من داخل البحرين وخارجها على مدى أشهر طوال.
المرزوق يسأل عن أسباب التأجيل المتكرر لبرلمان الشباب
وجه نائب رئيس كتلة الوفاق رئيس اللجنة التشريعية في البرلمان النائب خليل المرزوق سؤالا نيابيا عن الموعد المحدد لإجراء انتخابات برلمان الشباب وتفاصيل موازنته.
وقال في سؤاله الموجه إلى الجهة المسئولة عن برلمان الشباب، وهي المؤسسة العامة للشباب والرياضة: «ماهي الاسباب الحقيقية وراء التأجيل المتكرر لبرلمان الشباب وما هو الموعد المحدد لاجراء الانتخابات لهذا البرلمان وعقد دور الانعقاد الأول».
مردفا في سؤاله «ماهي تفاصيل الموازنة المخصصة لتفعيل الاستراتيجية الوطنية للشباب مع ذكر تفاصيل البرامج والمشروعات المزمع تنفيذها فيما يخص قطاع الشباب عموما واستراتيجية الشباب خصوصا؟».
وطالب المرزوق المؤسسة العامة للشباب والرياضة بتزويده بما يؤكد التزامها بهذا المشروع الشبابي الحيوي من دون تلكؤ او تسويف او تأجيل. مستفسرا عن مدى استعدادات المؤسسة لهذا البرلمان وانتخابه.
العدد 1634 - الأحد 25 فبراير 2007م الموافق 07 صفر 1428هـ