انطلقت صباح أمس التجارب الرسمية الثانية لفرق الفورمولا 1 بدأت فرق الفورمولا 1 يوم أمس الجولات اختباراتها الأخيرة لفرق واحد التي تقام حاليا في حلبة البحرين الدولية والتي يشارك فيها 9 فرق من أصل 11 فريق، متواصلة منذ يوم أمس وحتى اليوم (من 27 فبراير/ شباط إلى 1 مارس/ آذار) الجولات الاختبارية الثانية، وذلك قبل بدء موسم الجائزة الكبرى 2007. قطع معظم السائقين في اليوم الأول من التجارب التي أقيمت أمس لفات كثيرة، إلا أن بعضهم لاقى صعوبات وتوقفات أبرزها كانت للسائق هيكي كولفانين الذي ارتطم فجأة وتوقف عن التجارب، وكذلك لويس هاملتون من فريق الماكلارين، إلى جانب هيكي كولفانين الذي ارتطم في اللفة السابعة الأمر الذي أحدث عطلا في الجانب الأيمن من السيارة. ولعل فريق الماكلارين هو الفريق الأبرز الذي من الواضح أنه يعاني من مشكلات ما زالت تلاحقه مما يثير بعض الشكوك عن مشاركتهم في هذا الموسم، وخصوصا أنهم لم يعتادوا على إطارات بريدجستون التي ألزم فيها الاتحاد الدولي كل الفرق استخدامها لهذا الموسم، إضافة إلى ذلك أن الفريق يعاني مسبقا من مشكلات تقنية وفنية في محركه، كما أن الفريق مر بأسوأ موسم لم يفوز فيه في أي سباق وأنه لم يحقق نتائج مرضية في موسمه السابق، كما أن فريق الرينو الذي لم تتضح ملامح قوته ودخوله في موسم 2007 الذي ستنطلق أولى جولاته في أستراليا. يذكر أن التجارب مستمرة اليوم ويوم الغد، علما بأن اليوم (28 فبراير) تم تخصيصه للعامة والجمهور العاشق لرياضة السيارات الدخول لحلبة البحرين الدولية ومتابعة الجولات الاختبارية لفرق الفورمولا 1 قبل بدء موسم 2007 وذلك بدينار بحريني واحد فقط.
هل تشتد المنافسة ما بين ماكلارين ألونسو وفيراري رايكونن؟
تصريحات بافلوف الأقرب إلى الواقع... ورينو تبحث عن نفسها!
صرّح بطل العالم السابق المتسابق الكندي بافلوف بأن متسابق الماكلارين الحالي الجديد بطل العالم الإسباني الونسو هو الأقرب والأكثر حظا للفوز بموسم بالفورمولا 1 لهذا العام 2007 وللمرة الثالثة على التوالي نظير الاستراتيجية الصحيحة الذي يتعامل بها هذا المتسابق، فيما قلل من حظوظ أبرز منافسيه متسابق الفيراري الجديد كيمي رايكونن... وأن فوزه قد يكون صعبا نتيجة انطوائية كيمي واقتصاره على فن القيادة وحدها... مستدركا ان سباقات الفورمولا تحتاج الى عوامل كثيرة ومساعدة ليكون الفوز ممكنا، ضاربا مثالا لأسطورة العالم للفورمولا 1 مايكل شوماخر بخسارته أمام الونسو على رغم أن الأخير متسابق لا يحتاج إلى تعريف مع وجوده في فريق بارز ومتمكن على غرار فريق الفيراري.
وهنا نسأل كيف بنى بافلوف تصريحاته هذه؟!
جاء التصريح بأن المتسابق الإسباني الونسو انه يمكث فترة طويلة ما بين فنيي ومكانيكيي الفريق ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة، ويذهب لإبعاد أطول عندما يكون أكثر وقته ما بين أعضاء الفريق، وهو ما يفسر العلاقة الحميمة والوطيدة التي كانت بينه وبين مدير الفريق الفني فلافيو برياتوري الايطالي إبان وجودهما في فريق رينو وهو الدور الاكبر والارجح لاعتلاء هذه الفتى الموهوب عرش بطولات الفورمولا 1 وسرقتها من بطل مغوار لا يهزم بسهولة بل لا يعرف اليأس طريقا له في مشوار بطولاته وجولاته في الفورمولا وهو الاسطورة مايكل شوماخر.
في المقابل يظل رايكونن متسابقا فنانا وموهوبا وسريعا الا انه يفتقد الى عناصر مكملة الى النجاح... وهو ما اكده الصحافي المتمكن والبارز الزميل فراس النمري عندما سألناه في الموسم الماضي في إحدى استضافات النادي الإعلامي لهذا الصحافي قائلا: «كيمي انطوائي على نفسه... لا يضحك كثيرا... ولا يتكلم كثيرا ... دائما وابدا يكون بعيدا عن فريقة ما يجعل حظوظ الفوز بعيدا نوعا ما في مثل هذه السابقات للفورمولا 1 التي تحتاج إلى عوامل كثيرة للفوز باللقب... ثم اكد ذلك بعدم فوز الاخير - أي رايكونن ببطولة الفورمولا للموسم 2005 وقد كان يملك أقوى سيارة وافضل توقيت(الماكلارين ـ مرسيدس) مع مراعاة أن عامل الحظ لعب دورا كبيرا في فوز الونسو بالبطولة آنذاك وهو ما صرح به الونسو نفسه في ختام البطولة عندما قال : «الماكلارين تملك اسرع سيارة الا ان الرينو بعيدة عن المشكلات الفنية والميكانيكية ففزنا».
ربما تلك الرؤى التي أبداها كل من بافلوف والنمري وبعدهما الونسو تؤكد معطيات جذرية واستراتيجية مباشرة لتأهيل أو تقريب الفوز باللقب... ذلك لأن كل رأي قريب الى الآخر مع اختلاف المسببات ولكن تبقى النتيجة النهائية أن الفوز تجتمع فيه أمور أساسية، اولها المتسابق «موهبة وفن قيادة» وثانيها قوة الفريق وخبرته، وثالثها قرب المتسابق بما حوله ومعايشته الى جميع ما يدور في الفريق والسباق بدءا من الجولة الاولى وانتهاء بالاخيرة.
وقبل موسمين 2004 - 2005 كان فريق الماكلارين على وشك الفوز بالبطولة عندما كان الفريق يضم متسابقين من أشهر متسابقي العالم موهبة وقيادة في سباقات الفورمولا وهما: الفلندي كيمي رايكونن والكولومبي اخوان بابلو مونتويا قبل ترك الاخير سباقات الفورمولا 1 ورحيله إلى سباق الناسكار الشهير من دون رجعة مرة اخرى. بيد ان الفريق ـ اي المكلارين ـ لم يفز بسبب وجود بعض الاعطال الميكانيكية والفنية التي صاحبت مشوار الفريق طوال موسم ما قبل الماضي على رغم تسجيل الفريق أرقاما قياسية لم يستطع أي فريق آخر مجابهته بما فيهم فريق الرينو الفائز باللقب عن طريق سائقه الاسباني الونسو ومع ذلك كان الفوز من حليف فريق الرينو الذي كان الأكثر توازنا والأكثر قراءة فنية.
تجارب البحرين بداية البرهان
من خلال التجارب التي استضافتها حلبة البحرين بوجود 9 فرق من أصل 11 فريقا يشاركون في سباقات هذا الموسم نجد أن بداية الماكلارين ومسيرته تبدو جيدة بتسجيله أسرع الأوقات الا أن هذه التجارب ليست مقياسا حقيقيا لمعرفة قوة الفريق واستمراريته وخصوصا أن عالم الفورمولا موسم طويل تحدث فيه كل التوقعات وكثيرا ما حدثت انقلابات في النتائج ومثال على ذلك ما حدث لمايكل شوماخر في الموسم الماضي عندما خسر الرهان بخروجه غير المتوقع في الجولة ما قبل الاخيرة ما مهد الطريق لمنافسه الونسو الذي تقبل الهدية على طبق من ذهب.
رينو... مابعد رحيل ألونسو
بعيدا عما تمخضه أحداث السباقات واستعدادات الفرق فإن فريق الرينو بطل الموسمين الماضيين للصانعين والسائقين تعرضت لضربة موجعة برحيل البطل الونسو... وحتى سائقها الثاني الإيطالي فسيكيللا لم يعد قادرا على ارجاع هيبة هذا الفرق في ظل تراجع مستواه وفقدانه الكثير من مميزاته وقدراته السابقة بدليل الارقام المتواضعة التي حققها هذا المتسابق في الموسم الماضي.
في المقابل اوضحت التجارب للرينو بتواضع الأرقام المسجلة بل ما عاد الفريق بأكمله قادرا على منافسة الفيراري والماكلارين بحسب النتائج الأخيرة وتحديدا التجارب التي تقام حاليا على حلبة البحرين.
موسما 2005 و2006 كانا بحق موسمين ضربا قمة الهرم للرينو، ويقال المثل (الوصول إلى القمة سهل ولكن الحفاظ عليها صعب) فهل يقبل فريق الرينو بقيادة قائد الفريق فلافيو برياتوري هذه القاعدة... أعتقد الجواب أقرب إلى كلا!!
في المقابل الثاني، تدخل المنافسات لبطولة الفورمولا 1 هذا الموسم منعطفا استثنائيا بعد رحيل الاسطورة مايكل شوماخر على رغم ان هذا المتسابق تراجع مستواه في آخر موسمين ولكن لم يكن الشارع والبطولة مفروشة لالونسو إلا أن الأخير اثبت للجميع انه الرقم الاوحد في الوقت الحالي، هذا اذا سلمنا ان هذا الموسم ستكون المنافسة شبه محصورة بين الفيراري والماكلارين... ويبدو أن منافس ألونسو لن يكون مقتصرا على ريكونن فقط، مع الاعتبار أن ماسا له قدرة على أن يكون بطلا على مستويين، الأول على فريقه وانزاح رايكونن والثاني وهو الأهم بطلا للفورمولا 1 ما دام سائقا لفريق الفيراري الذي لا يعرف إلا المراكز الثلاثة الأولى والأول أكثرها منذ نشأة الفورمولا1.
العدد 1636 - الثلثاء 27 فبراير 2007م الموافق 09 صفر 1428هـ