أبدع الأحمر الأولمبي ليحقق فوزا ساحقا وكبيرا وبثمانية أهداف نظيفة تغلب بها علي نظيره الباكستاني منحته أول ثلاث نقاط في رحلته الأولى للبحث عن خطف إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة الأولى للتصفيات الأولمبية والمؤهلة للدور الثاني والحاسم من التصفيات.

وجاء فوز الأحمر الكبير هذا منسجما تماما مع المستوي الذي قدمه في المباراة التي جرت بينهما علي ملعب استاد البحرين الوطني ليتصدر مجموعته الأولي متقدما على المنتخبين القطري والكويتي بنقطتين بعد تعادلهما أمس أيضا بهدفين لكل منهما.

الفوز الأحمر الكاسح والخماسية الحمراء جاءت عن طريق عبدالله الدخيل وفتاي بابا توندي (هدفين) لكل منهما وهدف إلى علاء عياد وإسماعيل عبداللطيف وجيسي جون وفوزي عايش في الدقائق 19، 24، 33، 42، 53، 74، 85 و90.

وما يلفت النظر يوم أمس خوض الأحمر الأولمبي المباراة وسط حضور جماهيري ضعيف ومدرجات خاوية على عروشها وهي نقطة سلبية يجب تداركها وخصوصا أن الأمل معقود على هذا المنتخب لمواصلة مشواره.

واتسم أداء الأحمر مساء أمس بطابع هجومي مميز إذ شكل ضغطا متواصلا علي المرمي الباكستاني على رغم أن دفاعاته كانت بذلت جهدا كبيرا لمواجهة كل ذلك فقد لجأت أحيانا إلى اللعب القوي والذي وصل إلى حد الخشونة في محاولة للحد من نشاط وحيوية وخطورة لاعبينا في الأمام ولاسيما الثعلب إسماعيل عبداللطيف ومعه معاونه وساعده الأيمن عبدالله الدخيل ومن العمق تحرك رباعي خط الوسط كما ينبغي، إذ أدى هذا الخط دورا محوريا في أداء الأحمر وقام بدوريه الدفاعي والهجومي على أكمل وجه، في حين لم يواجه دفاعنا وحارس منتخبنا سيدمحمد جعفر أية صعوبة أو متاعب تذكر في المباراة بفضل سلبية الأداء الباكستاني.

وكان يمكن أن يتوج الأحمر أداءه الجيد يوم أمس بنتيجة أكبر لو كانت تحركاته في الجهة اليمنى بفاعلية الجهة اليسرى نفسها على رغم أن المنطقة تلك كانت تضم لاعبين مثل عبدالله عمر وعباس عياد وكلاهما يمتلكان ما هو أفضل بكثير من هذا الذي شهدناه لهما على أمل أن يكون دورهما أفضل وأقرب إلى مستواهما الحقيقي في بقية المشوار الأولمبي.

الأحمر بدأ المباراة مهاجما وكانت له اليد الطولى وخلال الربع ساعة الأولى وضحت استراتيجية لعب الأحمر، إذ اعتمد على تحركات الثنائي الهجومي المزعج الدخيل واللطيف بالإضافة إلى الانطلاقات الجانبية عن طريق الأطراف عمر وعباس عياد في الجهة اليمنى وعايش وأحمد عبدالله في الجهة اليسرى، في حين تفرغ فتاي للعب دور صانع الألعاب وتمكن الأحمر من محاصرة المنتخب الباكستاني في نصف ملعبه وأسفر هذا الهجوم عن ضياع ثلاث فرص محققة كانت سانحة للتسجيل عبر الدخيل في مناسبتين وعبدالله عمر في الدقائق 5، 8 و13.

تلك الفرص كانت تهديدا وإنذارا أحمر شديد اللهجة توجه عبدالله الدخيل بهدف السبق في الدقيقة 19 بعد أن تسلم كرة فتاي في العمق وتطاول لها الدخيل وأطلقها أرضية زاحفة في الزاوية اليمنى لمرمى المنتخب الباكستاني مفتتحا التسجيل لمنتخبنا.

وتواصل المد الأحمر نحو مرمى باكستان ويأتي الدخيل أيضا بالهدف الثاني في الدقيقة 24 بعد أن تلقى تمريرة إسماعيل عبداللطيف والتي وضعته مواجها للمرمى لم يتردد الدخيل في زرعها هدفا ثانيا للأحمر.

الهدفان أصابا المنتخب الباكستاني في مقتل وجعل لاعبي منتخبنا يلعبون بارتياح وثقة أكبر ما أدى إلى مواصلة أدائهم الهجومي وينجح علاء عياد في إضافة الهدف الثالث في الدقيقة 33 بعد ركلة ركنية نفذها حسين الشكر على رأس فتاي لعبها باتجاه المرمى أبعد الكرة الحارس الباكستاني لتصطدم الكرة بالعارضة وتابعها علاء في المرمى محرزا الهدف الأحمر الثالث.

ولم يكتف منتخبنا بهذه الثلاثية ولم يهدأ الثعلب إسماعيل عبداللطيف له بال إلا وأن يضع بصمته في هذا الشوط من خلال تسجيله الهدف الرابع بعد تمريرة فوزي عايش العرضية داخل المنطقة تطاول لها الثعلب بسن حذاءه في المرمى في الدقيقة 42، لتنتهي حوادث الشوط الأول بتقدمنا برباعية نظيفة.

دخل منتخبنا الأولمبي شوط المباراة الثاني بهدوء ولم نشهد ذلك الحماس والرغبة الحقيقية في الهجوم على رغم أن عمر أضاع الفرصة الأولى في هذا الشوط في الدقيقة الأولى إذ بدا التساهل والتراجع في الأداء على تحركات بعض من لاعبينا، وحتى الهدف الخامس الذي جاء من قدم فتاي في الدقيقة الثامنة لم ينفع لتحرك لاعبينا ما دفع مدربنا كريسو للتغيير ودفع بلاعبين هما علي السيدعيسى وعبدالرحمن مبارك بدلا من حسين الشكر وأحمد عبدالله رغبة منه في تنشيط الجانب الهجومي الذي أصابه الفتور وأتبعهما كريسو بتغيير ثالث وأخير بدخول جيسي جون بدلا من الدخيل، كل تلك التغييرات التي جاءت في الثلث الأول من عمر هذا الشوط ومع ذلك لم تنجح هذه التغييرات في إضفاء الإيجابية لهجومنا على رغم الهدف السادس الذي جاء من قدم جيسي جون بعد أن وجد نفسه مواجها للمرمى من تمريرة علي السيدعيسى لم يبذل جون العناء والمجهود لإيداعها المرمى في الدقيقة 29.

الربع الأخير من هذا الشوط والمباراة بدا وكأن منتخبنا قد اكتفوا بالنتيجة السداسية ووضح ذلك من خلال تحركاتهم التي اتسمت بالثقل والبطء والهدوء وعدم الاندفاع الهجومي الذي شهدناه في باقي فترات المباراة وخصوصا في الشوط الأول ولم يمزق الهدوء الأحمر وينهيه إلا ركلة الجزاء التي كسبها منتخبنا في الدقيقة 40 تقدم لها وترجمها إلى الهدف السابع فوزي عايش، وأتبعه فتاي بالهدف الثامن في الدقيقة 45.

الدوسري: يجب عدم تضخيم الفوز و6 مارس يبدأ الإعداد للكويت

أكد عضو مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم المكلف بمتابعة أمور منتخبنا الأولمبي حافظ الدوسري أن منتخبنا حقق الأهم في مباراته أمام باكستان بتحقيق الفوز الذي يعتبر انطلاقة موفقة تعزز من ثقة الفريق في مشوار التصفيات الأولمبية.

وقال الدوسري «لا تعتبر المباراة مقياسا حقيقيا لمنتخبنا على رغم الفوز الساحق ونحن مازلنا نتطلع إلى الكثير من منتخبنا في مبارياته المقبلة ويجب عدم تهويل الفوز وخصوصا أن نظرتنا مستقبلية لهذا المنتخب، كما لا ننسى أن مستوى الفريق الباكستاني المتواضع لم يساعد منتخبنا على تقديم مستوى أفضل ما شاهدناه».

وعن برنامج منتخبنا الأولمبي في المرحلة المقبلة قال الدوسري أن اللاعبين سيعودون إلى أنديتهم حاليا للمشاركة في الأسبوع الثالث عشر من الدوري على أن يعاود المنتخب تجمعه في السادس من الشهر الجاري ويواصل تدريباته اليومية حتى موعد سفره إلى الكويت يوم 11 الجاري استعدادا لمواجهة الكويت في الجولة الثانية من التصفيات يوم 14 الجاري.

نجم المباراة: فوز مهم ولم أتوقع الثمانية!

حصل نجم هجوم منتخبنا إسماعيل عبداللطيف على جائزة أفضل لاعب في المباراة وتسلمها من مندوب الشركة الراعية.

وأعرب إسماعيل عن سعادته بفوز منتخبنا الذي كان مهما في بداية مشوار التصفيات وسيكون دافعا قبل المواجهات الأصعب أمام الكويت وقطر.

وقال «بصراحة لم نتوقع الفوز بهذه النتيجة الكبيرة وخصوصا في ظل غموض الفريق الباكستاني لكننا وفقنا في استثمار ثماني فرص وكان بإمكاننا مضاعفة رصيد الأهداف».