أوضح تقرير «توقعات السوق العالمية» الذي أصدرته شركة «أيرباص» أخيرا، أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد نموا مستديما في حركة السفر الجوي، وذلك بناء على دراسة شملت التوجهات العالمية المتوقعة في قطاع الطيران حتى العام 2025، كما أشار التقرير إلى أن منطقة الخليج ستبرز كمركز مهم في قطاع السفر الجوي العالمي.

ويرى التقرير أن حركة السفر الجوي في الشرق الأوسط ستنمو بمعدل سنوي قدره 7.1 في المئة حتى العام 2015 مقارنة بمعدل النمو العالمي المقدر بـ 5.3 في المئة، كما تتوقع «أيرباص» أن حركة السفر الجوي في الشرق الأوسط ستواصل نموها خلال الفترة من 2016 -2025، بمعدل 5.2 في المئة سنويا مقارنة بـ 4.4 في المئة، معدل النمو العالمي فيما سيصل متوسط النمو إلى 6.2 في المئة خلال العشرين عاما المقبلة، أي خلال الفترة بين 2006 و2025.

وقال واضعو التقرير: «لا يعود النمو المتواصل في الشرق الأوسط إلى التطور الاقتصادي الذي تشهده المنطقة فحسب، بل أيضا إلى موقعها الجغرافي الذي يتوسط ثلاث أسواق رئيسية تتسم بمعدلات نمو متسارعة هي روسيا، وشرق أوروبا، والهند. ويضاف إلى ذلك، أن البيئة الاستثمارية الحيوية التي تتمتع بها المنطقة، تساهم في تعزيز السياحة وحركة الأعمال، وخصوصا في الإمارات وقطر اللتين تستأثران بنصف عدد القادمين إلى المنطقة».

وتابع التقرير «تمكنت شركات الطيران الرائدة في الشرق الأوسط من استثمار الموقع الاستراتيجي للمنطقة ونجحت في استقطاب المسافرين الدوليين المتوجهين من آسيا إلى أوروبا وإفريقيا، الأمر الذي ساهم بدوره، في نمو حركة السياحة والأعمال بخطى ثابتة في أنحاء الشرق الأوسط كافة».

وفي معرض تعليقه على دراسة «أيرباص»، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة «العربية للطيران، أول طيران اقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عادل علي «ان ما جاء في التقرير يشكل دعما كبيرا لاستراتيجية النمو الطويل الأمد التي وضعتها «العربية للطيران» لنفسها، وقال: «يأتي هذا التقرير ليؤكد صحة نتائج دراستنا الخاصة والتي أشارت إلى أن حركة السفر الجوي عبر الخليج ستواصل نموها خلال العقدين المقبلين، وكما أشارت توقعاتنا، أفاد تقرير (أيرباص) أن الحركة الجوية بين الخليج العربي وروسيا وأوروبا الشرقية والهند ستشهد نموا ملحوظا. ومن هنا، لم يكن تركيز استراتيجية نمو «العربية للطيران» على هذه المناطق الثلاث تحديدا، من قبيل المصادفة».

وأضاف يتسم النمو السنوي الجاري بنسبة 6.3 في المئة في حركة السفر الجوي بين الهند والخليج، التي أوردها التقرير، بأهمية خاصة بالنسبة للعربية للطيران التي تسيير رحلات إلى أكثر من ست وجهات في الهند. ومن خلال إشارة التقرير إلى أن حركة السفر الجوي الداخلي والإقليمي في منطقة الشرق الأوسط ستواصل نموها السنوي بنسبة 6.4 حتى العام 2015، نستطيع أن نتبين مرة أخرى، الانسجام الواضح بين نتائج تقرير «أيرباص» واستراتيجية التوسع الخاصة بـ «العربية للطيران».

وأفاد التقرير، بأن نمو قطاع الطيران يعود إلى عوامل عدة منها قوة اقتصادات المنطقة، ودخول شركات جديدة إلى القطاع، وبروز عدد من الأسواق الصاعدة إلى جانب التوجه المتنامي نحو تحرير الاقتصاد. ويأتي ذلك في وقت بلغت فيه أسعار البترول أعلى معدلاتها، الأمر الذي يظهر بوضوح قدرة قطاع الطيران على الصمود أمام مثل هذه التحديات.