تأهل النادي الأهلي للدور نصف النهائي من بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس الذي يستضيفها، وجاء التأهل بعد الفوز المستحق الذي حققه على بطل آسيا القادسية الكويتي في موقعة البارحة بنتيجة (30/23)، محافظا على التقدم في النتيجة التي أنهى بها الشوط الأول (14/12)، في المباراة التي حضرها جمهور جيد العدد قادهم علي جواد وسعد محبوب بالإضافة إلى إبراهيم بوعلي.

وقدم النادي الأهلي أحلى وأجمل وأروع مباراة له في البطولة حتى الآن وإن كانت كوكبة النجوم الصفراء تمتلك الأفضل، ولعبت خبرة الدولي السابق سعيد جوهر وأحمد عبدالنبي بالإضافة إلى المصري حمادة النقيب دورا رئيسيا في ترجيح كفة النسور الصفراء في الدقائق الحاسمة من المباراة، والدولار الذي أصر على أن يشارك في المباراة على رغم الإصابة التي يعاني منها في كتفه الأيمن كان كلمة السر في الشوط الثاني تحديدا في الجانب الهجومي، وفي الشوط الأول نال عباس مال الله وسعيد جوهر نجومية المباراة بلا منازع، والمباراة سارت حتى الدقيقة 15 من الشوط الثاني متكافئة ولكن الأهلي بعد ذلك أخذ زمام الأمور بعد ترابط الدفاع الأهلاوي بمشاركة عبدالهادي عاشور بدليل أن القادسية الكويتي الذي سجل 20 هدفا في 45 دقيقة سجل 3 أهداف في الـ 15 دقيقة الأخيرة، وبرز من القادسية الكويتي صالح الجيماز.

بداية أهلاوية طيبة

الأهلي بدأ المباراة في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم أحمد طرادة كالعادة على أن يخرج حسين فخر لمقابلة مشعل السويلم في مركز الباك الأيسر ويتكفل راشد الرميحي بعلي الحداد في الباك الأيمن، وأما القادسية الكويتي فلعب مدافعا بطريقة 6/صفر، والبداية كانت مثيرة ورائعة بين الفريق، الجوهرة سجل أول أهداف المباراة في الدقيقة 4 من تصويبة من الخط الخلفي، وفي بداية المباراة لم يكن الدفاع الأهلاوي بالشكل المطلوب وتحديدا في منطقة العمق جهة سعيد جوهر والرميحي خصوصا مع تحركات الخبير سعد العازمي، وأما فخر فأحكم الرقابة على السويلم، وفي الهجوم الأهلاوي تألق جوهر في التصويب من الخط الخلفي وكذلك عباس مال الله في الجناح الأيمن، وفي الدقيقة 10 كانت النتيجة متقاربة (4/3) للأهلي، ويحسب للحارس حمادة النقيب تألقه الملفت.

دقائق متكافئة جدا

ومشكلة النادي الأهلي جهة الرميحي كانت بحاجة إلى تدخل من عبدالرحمن وخصوصا أن صالح الجيماز سجل هدفين متتاليين من الوضع واقفا، والأهلي في المقابل قلت فاعليته الهجومية وخصوصا مع التصويبات العشوائية من الخط الخلفي في ظل تألق حارس القادسية الكويتي حمد الرشيدي وفي ظل إحكام الرقابة على الثنائي صادق علي وسعيد جوهر، وبقت النتيجة متعادلة (5/5) في الدقيقة 14 ثم (6/6) في الدقيقة 16 حتى تقدم القادسية لأول مرة في المباراة في الدقيقة 19 (7/6) بهدف من الدولي علي الحداد من الخط الخلفي، وما فعله حمو أنه غير موقع الرميحي من الباك الأيسر إلى (السنتر) وصار جوهر بدله، والأهلي بعد 5 دقائق من آخر هدف سجله سجل هدف التعادل عبر أحمد طرادة من هجوم خطاف سريع (الفاست بريك) لتصبح النتيجة (7/7) في الدقيقة، ثم تقدم من جديد (8/7) مستغلا النقص في صفوف القادسية بإيقاف عبداللطيف الدوسري لمدة دقيقتين، ولكنه لم يحافظ على التقدم بسبب التسرع في الهجوم وسوء المراقبة في الدفاع جهة الرميحي أيضا ليتقدم القادسية في الدقيقة 23 (9/8).

مشاركة أحمد عبدالنبي

واضطر حمو لإشراك أحمد عبدالنبي في الدقيقة 23 بعد أن لاحظ ضعف المردود الهجومي في الخط الخلفي، وفي الدقيقة 24 أوقف سعد العازمي لمدة دقيقتين، ثم أحمد طرادة من الأهلي، ولكن عباس مال الله رجل الشوط الأول بالنسبة الى الأهلي تكفل بالتسجيل ومن أصعب الزوايا في مرمى الرشيدي، معوضا قلة الفاعلية في ثلاثي الخط الخلفي، وتقدم الأهلي في الدقيقة 27 (11/10)، ثم تعادل القادسية (11/11) في الدقيقة ذاتها، وفور عودة طرادة أوقف من جديد لمدة دقيقتين، ثم (12/12) في الدقيقة 29، وبهدف جميل لأحمد عبدالنبي الذي لعب في الهجوم فقط وبدا تأثره بالإصابة حينما سجل الهدف وتقدم الأهلي من جديد (13/12)، ومن دفاع قوي في العشرين ثانية الأخيرة سجل الأهلي الهدف رقم 14 عبر سعيد جوهر لينتهي الشوط (14/12) وسط صيحات الجماهير (أووووووه يا سعود).

الأهلي يتألق هجوميا

وبدأ القادسية الكويتي الشوط الثاني بقوة وسجل هدفين متتاليين عادل بهما النتيجة (14/14) في الدقيقة 3 بسبب سوء المراقبة في الدفاع من قبل لاعبي الأهلي الذي بدأ الشوط بدفاع 3/3، وفي الدقيقة 4 أوقف مشعل السويلم لمدة دقيقتين، وتقدم (17/16) ولكنه استقبل هدفين وهو كامل العدد في إشارة واضحة لمدى المعاناة في الدفاع، ثم (18/17) في الدقيقة 7، وفي الدقيقة 9 أوقف الحداد من القادسية والرميحي لمدة دقيقتين نتيجة للعبة كرة مشتركة بينهما، ونتيجة لمشاركة أحمد عبدالنبي الإيجابية في الجانب الهجومي التي بدأت مع نهاية الشوط الأول صار الهجوم الأهلاوي أكثر فاعلية، ولتألق النقيب والدولار، تقدم النادي الأهلي في الدقيقة في الدقيقة 10 بفارق 3 أهداف وهو أكبر فارق في المباراة (20/17)، والواجب ذكره الهدف الجميل الذي سجله الدولار من لعبة هوائية بدأت من عباس مال الله.

الأهلي يأكل الأخضر واليابس والقادسية ينهار

وعلى رغم بعض الأخطاء الهجومية والدفاعية على حد سواء، واصل الأهلي تفوقه الملفت على أجواء المباراة، وخصوصا مع التسرع في التصويب من جانب القادسية الأمر الذي أفقدهم الكثير من الهجمات، والأهلي مع تألق أحمد عبدالنبي من جديد، اتسع الفارق هذه المرة إلى 4 أهداف (23/19) في الدقيقة 15 ليطلب بعدها مدرب القادسية المجري هايدو وقتا مستقطعا لإيقاف التفوق الأهلاوي وإعادة فريقه للمباراة من جديد، وفي الدقيقة 18 رفع الأهلي الفارق إلى 5 أهداف (25/20)، وفي هذه الدقائق بدا دفاع الأهلي أفضل حالا وخصوصا مع مشاركة عبدالهادي عاشور واللعب بطريقة 4/صفر/2 لمراقبة السويلم والجيماز، الأمر الذي ساهم في القضاء على الهجوم القدساوي، وفي الدقيقة 20 وصل الفارق إلى 6 أهداف (26/20) ثم (27/21) في الدقيقة 21.

الأهلي يضرب بيد من حديد

وفي الدقيقة 21 أوقف حارس القادسية حمد الرشيدي لمدة دقيقتين لاعتراضه على قرار طاقم المباراة، والأهلي حقق أقل ما يمكن تحقيقه في ظل النقص العددي للقادسية بأن حافظ على فارق الستة أهداف (28/22) في الدقيقة 23، وما يدل على ضعف المردود الهجومي في القادسية خلال النصف الثاني من الشوط أنه لم يسجل سوى حتى الدقيقة 29 ويؤكد الترابط الدفاعي في الأهلي، وحين اطمأن الجهاز الفني في الأهلي على نتيجة المباراة أشرك حمو صادق علي بدلا من أحمد عبدالنبي الذي لعب طيلة دقائق تحت ألم الإصابة، ومع نهاية المباراة رفع الأهلي إلى فارق 7 أهداف كانت قابلة للزيادة وانتهت المباراة (30/23) لصالح الأهلي، وسط فرحة عارمة من الجماهير التي حضرت المباراة.

الجوهرة أفضل لاعب في المباراة

حصل لاعب النادي الأهلي الدولي السابق سعيد جوهر على لقب أفضل لاعب في المباراة، والجوهرة في الواقع يستحق الجائزة، وهو الأجدر بها، فلقد قدم مستوى رائعا في المباراة، وكان أحد عوامل التفوق في المباراة من البداية حتى النهاية، وتدخل بخبرته في المواقف العصيبة، وهذا ما جعل الجماهير تهتف باسمه كثيرا، وسلمه الجائزة ممثل الشركة الراعية للبطولة محمد درويش.

حمو: الانضباط التكتيكي وراء الفوز ولا فرق بين فريق وآخر في الرباعي

مدرب النسور الصفراء التونسي بن حمو أكد أن من أهم أسباب الفوز الانضباط والالتزام التكتيكي الكبير من قبل اللاعبين وتطبيق جميع التعليمات الفنية بحذافيرها، مشيرا إلى عامل التركيز الذي كان عليه اللاعبون طوال فترة المباراة.

وقال: «فقدنا التركيز في المباراة الماضية ولهذا خسرنا ولكن اليوم كان التركيز على مستوى عال ولهذا جاء الأداء الرائع والقوي والفوز»، وأشار حمو إلى أنه درس وحاول تصحيح جميع الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون في المباراة الماضية والتي خسرها الفريق ما انعكس إيجابا على الأداء اليوم.

وأشار حمو إلى أن اللاعبين دخلوا المباراة بروح معنوية عالية لتعويض ما فاتهم في المباراة الماضية مشيدا في الوقت نفسه بالوقفة الجماهيرية والدعم الكبير ما أدى لشحن همم ونفوس اللاعبين.

وأضاف حمو «إن تفكيره الآن سينصب على المباراة المقبلة للفريق في الدور نصف النهائي بغض النظر عمن سيلاقيه»، مشيرا إلى أن التركيز سيكون على فريقه ولم يفصح حمو عن الفريق الذي يتمنى أن يلاقيه بقوله: «أي فريق سنلاقيه سيكون صعبا بلاشك ولهذا لا فرق بين فريق وآخر».

الطبل يواصل الهدير

كبير مشجعي النادي الأهلي علي جواد وجد بفاعلية كبيرة في المباراة من خلال صوته المعروف «وطبله» ولم يكتف جواد بالتشجيع فوق أرضية المدرجات بل تعدى ذلك إلى غرفة تبديل الملابس «وبطبله» كالعادة وتفاعل معه اللاعبون الذين رقصوا فرحا وطربا على دقات طبل علي جواد.

كاميرا القناة «الرياضية البحرينية» وجدت لرصد مشاعر الفرح بالتأهل داخل غرفة تبديل الملابس.

العربي: الشكر كل الشكر للجماهير البحرينية

قدم عضو مجلس إدارة النادي الأهلي خالد العربي شكره العميق والكبير نيابة عن مجلس إدارة النادي إلى كل الجماهير البحرينية التي أثبتت إخلاصها ووفاءها من خلال الدعم والحضور القوي في مباراة أمس، واصفا الجماهير بأنها السبب الأول والرئيسي في فوز الفريق يوم أمس من خلال التشجيع المثالي والذي أعاد الثقة الى اللاعبين بأنفسهم ما كان له الأثر الكبير والمردود النفسي عليهم.

وقال العربي: «أتمنى أن نرى هذه الجماهير بصورة أكبر في الدور قبل النهائي وأن تملأ الصالة عن بكرة أبيها ويكون صوتها مسموعا داخل الصالة لبث الحماس والروح القتالية عند اللاعبين».

النقيب: الأهلي من عمالقة الكرة الخليجية

نجم وأفضل لاعب في المباراة الحارس العملاق حمادة النقيب قال: «مباراة عصيبة استطعنا أن نتجاوزها بتركيز عال وأن نخرج منها ببطاقة التأهل»، مؤكدا أن ذلك من أهم الأسباب التي أهلت النسر للفوز، وقال: «الشعور بالمسئولية والتعاون والالتزام والدعم الجماهيري كل ذلك أدى إلى تحقيق الفوز».

وأضاف النقيب «إن سر تألقه في المباراة والبطولة حتى الآن هو شعوره بالمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه وخصوصا أن النادي الأهلي فريق كبير ويعتبر من عمالقة الكرة الخليجية وأنه استعان به من أجل تحقيق تطلعات الجماهير البحرينية عموما».

بوعلي وأسد في حجرة النسر

حرص رئيس الاتحاد البحريني لكرة اليد عبدالرحمن بوعلي على الوجود والحضور في المباراة وما إن انتهت المباراة بفوز النسور الصفراء وخطفها بطاقة التأهل والتحليق عاليا إلى الدور قبل النهائي نزل بوعلي وبمعيته عبدالجليل أسد إلى غرفة تبديل الملابس لتهنئة الفريق واللاعبين بهذا الفوز والتأهل للدور نصف النهائي.