تسعى تونس ضمن خطة استراتيجية متكاملة وضعتها لدعم القطاع السياحي تقوم في الأساس الأول إلى رفع نسبة مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني من 7 في المئة حاليا الى نحو 20 في المئة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. ومن ضمن هذه الخطة تكثيف مجالات الترويج السياحي الذي تتميز به تونس للدول العربية وخصوصا الخليجية. اذ تكتسي صناعة السياحة أهمية قصوى في دفع النمو الاقتصادي بالبلاد وتُعد أول مساهم في جلب العملة الصعبة. وتجاوز دخل هذا القطاع ملياري دولار العام 2006 ولأول مرة. وزاد عدد السياح الذين زاروا تونس العام الماضي عن 6.5 ملايين سائح غالبيتهم من الدول الأوروبية.
وقال مدير السياحة العربية والداخلية بالديوان الوطني التونسي للسياحة عبد السلام الزرماطي: إن أهم الخطوات التي تسعى تونس إلى حلها هو فتح خطوط جوية مباشرة مع الدول العربية ولاسيما الخليجية وهو ما تحقق مع فتح القطرية. وطيران الإمارات لخطوط مباشرة مع تونس إلا أن المساعي حاليا تبذل لفتح خط مباشر للخطوط التونسية مع البحرين عبر الكويت.
36 ألف سائح عربي فقط
وقال: إن هذا الخط يتوقع له أن يبدأ قبل بدء أشهر الصيف المقبلة منوها الى الانتهاء بتوقيع الاتفاقات الأولية مع جهات الطيران المدني في البحرين والآن موضوع فتح الخط هو في طور النهاية.
وذكر أن وجود كل هذه الخطوط العربية الخليجية المتجهة مباشرة سيدعم خطط تطوير وتعزيز السياحة في تونس.
وأشار الزرماطي إلى أن المنتوج السياحي التونسي شبه غائب بين عامّة الناس في الدول الخليجية. وقلة المعرفة هذه هي مسئولية تشترك فيها أطراف كثيرة منها الطرف التونسي. ووكالات السفر في تونس والبلدان الخليجية. بالإضافة إلى صعوبة السفر لتونس في الوقت السابق. خصوصا من البحرين لتونس إذا لايوجد خط مباشر بين المنامة وتونس مما يجعل السياح البحرينيين يترددون كثيرا في المجئ لتونس خصوصا العائلات منهم. إلا أن هذه المعوقات انتهت بين تونس وكل من قطر والإمارات وستنتهي قريبا مع البحرين.
وأشار إلى أن تزايد السياح الخليجيين عقب افتتاح خطوط الطيران المباشرة إلى تونس بيد أن هذا النمو مازال بسيطا
و دون الطموحات. موضحا أن الإحصاءات الخاصة بالسياح القادمين من الدول العربية إلى تونس بلغ في العام الماضي 2006 بنحو 36 ألف سائح.
وذكر تونس لديها تجربة تزيد على 50 عاما من الخبرة في المجال السياحي والانطلاقة كانت للاسواق القريبة من تونس وهذا شئ طبيعي. إذ إن الانتقال بين تونس ودول مثل: فرنسا أو إيطاليا لا يتعدى الساعتين ساهم كثيرا في تعزيز السياحة التونسية القادمة من أوروبا. وبلغ عدد السياح الفرنسيين القادمين لتونس في العام 2005 بأكثر من مليون سائح فرنسي. وهي أسواق تعتبر كلاسيكية بدأت السياحة التونسيه معها منذ القدم.
وأشار الزرماطي انه بعد هذه السنوات الطويلة أصبح لتونس مكانة سياحية عالمية ولديها منتوج سياحي يحاكي الفئات والأجناس كافة . من هنا فقد وضعت جهدها لتوفير الجو الملائم للسياح الخليجيين من أفراد وعائلات بما يناسب رغباتهم من ناحية الاستقلالية في قضاء إجازاتهم في تونس عبر وجود المجالات التي يحتاج إليها السياح الخليجيون من مدن ترفيهية للاطفال. والعائلات ومجمعات تجارية وشواطئ وفنادق وشقق كثيرة. وكذلك الاستشفاء بمياه البحر. والصحراء. والتداوي بمياه البحر ؛إذ تعتبر تونس البلد الثاني بعد فرنسا في هذا المجال. وغيرها كثير.
وكذلك الرياضات المختلفة مثل: الصيد والغوص. والغولف.
360 فرصة عمل
وكان المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس قد صنف تونس في المركز الرابع والثلاثين في مجال السياحة في العالم مؤشر 2007 الخاص بالقطاع السياحي.
وقال تقرير دافوس السنوي: إن تونس تأتي في المرتبة الأولى في إفريقيا والثانية عربيا بعد الإمارات التي احتلت المركز الثامن عشر في مجال السياحة والأسفار من بين 124 دولة شملهم تصنيف دافوس. ويوفر قطاع السياحة ما يزيد عن 360 ألف فرصة عمل.
وكان وزير السياحة التونسي التيجاني الحداد قد ذكر أن تونس وضعت خططها من أجل تأهيل فنادق كثيرة قديمة بما يدعم القطاع السياحي ويساهم في جلب المزيد من السياح. منوها إلى أن السياحة التي تعتمد على الشواطئ ستكون ضمن مجالات كثيرة تتميز بها تونس بحيث تصبح السياحة فيها ذات الأربعة فصول وليس فصل الصيف فقط.
من جانبة قال المدير العام للشركة العربية للسياحة كمال الغنوشي: إن أوروبا تعتبر مصدرا مهما للسياحة التونسية نظرا لقرب المسافة إلا أننا نود أن يزداد أعداد العرب والخليجيين القادمين لتونس من أجل الاستمتاع بما تقدمه تونس من مجالات سياحية أصيلة.
وذكر أن الكثير من المرافق السياحية الموجودة في منطقة المنستير (منطقة سياحية تونسية) تعتبر ضمن استثمارات خليجية. وهي من المشروعات الناجحة جدا. خصوصا المرفأ والشقق الفندقية حوله. إلى جانب المحلات التجارية الكثيرة فيه. أما المندوب الجهوي للسياحة بتونس (زغوان) عزالدين القرامي فقال: السياحة في تونس متنوعة من سياحة المؤتمرات والتسوق والشاطئية والاستشفائية. والسياحة الثقافية. والآثار وغيرها. وقال: إن تضافر كل الجهود في تونس يُعدّ سببا مهما في نجاح هذا القطاع والترويج له.
العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ