يفرض سؤال نفسه بقوة هذا الموسم في بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، وهو هل سيتمكن بطل العالم في العامين الماضيين الاسباني فرناندو ألونسو أن يعيد فريقه الجديد ماكلارين مرسيدس إلى خارطة الألقاب بعد غياب 8 أعوام؟
سيعرف الجواب منذ المرحلة الاولى في 18 الشهر الحالي على حلبة ألبرت بارك الاسترالية التي ستعطي متابعي رياضة الفئة الاولى فكرة أولية عما يمكن أن يقدمه ابن مايوركا للفريق البريطاني- الألماني الذي دخل التاريخ بتعاقده مع أول سائق اسود هو البريطاني لويس هاميلتون الذي سيلعب دور السائق الثاني على حساب الإسباني بدرو دي لا روزا ومواطنه غاري بافيت اللذين سيكونان سائقي التجارب.
ويبدو أن ألونسو واثق من قدرته على تحقيق الثلاثية، على رغم إن فريقه الجديد لم يصعد إلى منصة التتويج ولا حتى مرة واحدة خلال الموسم الماضي بسبب المشاكل التي واجهتها «أم بي 4-21» خصوصا من ناحية جدارة التشغيل والأعطال الميكانيكية التي لاحقت الفنلندي كيمي رايكونن المنتقل إلى فيراري هذا الموسم.
وقال ألونسو عقب إطلاق سيارة الموسم «أم بي 4-22» في شوارع فالنسيا «لا اعلم فعلا كيف سيكون وضع فيراري ورينو هذا الموسم، لكننا نملك ثقة كبيرة بأنفسنا. إن جميع المعلومات التي املكها من نفق الهواء (المخصص لدرس انسيابية السيارة)
والمحرك واعدة وإيجابية، فإذا ترجمت تلك المعلومات على أرض الحلبة سنملك سيارة جيدة. اعتقد إننا سنكون أقوياء».
وأضاف ألونسو: «طموحي كبير وأشعر باني رجل جديد. الهدف هو أن نكون أبطال العالم مجددا. اعتقد أن ماكلارين تريد أن تعود لساحة الألقاب مجددا، وأنا أيضا. أشعر بأن ذلك ممكن جدا وأنا متفائل للغاية».
ويضع ألونسو هذا الموسم أمامه هدف تأكيد أنه كان العامل الأساسي في فوز فريقه السابق رينو بلقب الصانعين خلال الموسمين الماضيين وليس العكس، لكنه يواجه تحديا كبيرا مع ماكلارين مرسيدس «أم بي 4-22» التي لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب، بحسب البطل الإسباني.
وشدد ألونسو إن فريقه الجديد بحاجة إلى الكثير من العمل قبل أن يبدأ حصد الانتصارات في الموسم الجديد، مضيفا «السيارة غير جاهزة للفوز في الوقت الحالي بالرغم من إنها سريعة جدا. انه ليست جاهزة للفوز والوقت يداهمنا»، مشيرا وبطريقة مازحة إن أكثر ما يعجبه بسيارته الجديدة لونها المميز.
أما بالنسبة إلى هاميلتون الذي برز نجمه اعتبارا من العام 2005 عندما سيطر على بطولة «أف 3» الأوروبية بتحقيقه 15 انتصارا في 20 سباقا، ثم توج هذا التألق بإحرازه لقب فئة «جي بي 2» الموسم الماضي، فقال: «أمامي طريق طويل لأقطعه لأنني ما زلت في بداية مسيرتي وأمامي الكثير لأتعلمه لكن الشغف الذي احمله لهذه الرياضة ولهذا الفريق هائلا، أتشوق لكي أكون على خط الانطلاق في استراليا. سيكون هذا العام اختبارا جديدا لي في كل شيء».
وتدخل ماكلارين «أم بي 4-22» إلى الموسم الجديد بحلة جديدة من إذ الراعي الرسمي الذي تغير لأول مرة منذ حوالي 30 عاما، بتعاقد الفريق البريطاني- الألماني مع شركة الاتصالات فودافون، بالإضافة إلى بعض شركات التكنولوجيا والاتصالات الأخرى.
ويبدو أن الثقة عالية في معسكر ماكلارين على رغم النتيجة المخيبة التي حققها الفريق الموسم الماضي، إذ اكتفى بالمركز الثالث منذ منتصف الموسم بعد إن رأى أن مركز الوصافة بعيد جدا عن متناوله.
وبدأ الفريق التقني تحضير السيارة الجديدة بصورة مبكرة لكي يعوض الهوة التي تفصله عن الثنائي رينو وفيراري وهذا ما جسده ألونسو بقوله: «لكي تفوز بالبطولة يجب أن تكون منافسا منذ البداية ولدي شعور بأننا سنكون كذلك».
ويتميز الفريق هذا الموسم بأنه يضم اصغر سائقين في تاريخ البطولة، فالونسو لا يتجاوز ال25 وهاميلتون يبلغ ال21 من عمره ومعا يشكلان الثنائي الأصغر.
وما لا شك فيه أن سجل ألونسو يغني عن التعريف ويبقى السؤال ماذا سيقدم هاميلتون في موسمه الأول في رياضة الفئة الاولى؟.
إن سجله في سباقات «جي بي 2» العام الماضي يؤكد انه سائق يتمتع ببرودة الأعصاب اللازمة لرياضة الكبار ويبقى عليه أن يظهر موهبته الحقيقية اعتبارا من السباق الافتتاحي على حلبة ألبرت بارك.
وسيكون بتصرف ألونسو وهاميلتون سيارة صنفتها التوقعات بالأفضل للموسم المقبل، بفضل التجارب التي خضعت لها بهدف تجنب المشاكل التي لاحقت سائقيها رايكونن والكولومبي خوان بابلو مونتويا ثم دي لا روزا خلال الموسم الماضي، وعمل الطاقم الفني جاهدا لإدخال التعديلات اللازمة على المحرك لكي يتوافق مع القوانين الجديدة من إذ تحديد سرعة دورانه ب19 ألف دورة في الدقيقة، كما إن أداء «أم بي 4-22» لم يتأثر بتحول الفريق إلى إطارات بريدجستون عوضا عن ميشلان وهو ما أكده ألونسو الذي اعتبر أيضا إن تحوله إلى ماكلارين كانت الخطوة الصحيحة لمستقبله.
وتابع ألونسو: «املك سيارة منافسة ولا يمكنني أن أرى بديلا أفضل لي من ماكلارين»، من دون أن يفرط بتوقعاته بقوله: «انه من المبكر التوقع كيف سيكون مستوى الفريق في 2007، مضيفا: «لكن من المؤكد إن أداء ماكلارين الكارثي العام الماضي لن يتكرر»، في إشارة إلى إخفاقات الفريق البريطاني- الألماني الموسم الماضي إذ فشل في الفوز بأي سباق لأول مرة منذ موسم 1996.
واعتبر ألونسو انه سيكون من الصعب جدا هذا الموسم أن يكرر انجاز الأسطورة الأرجنتينية خوان مانويل فانجيو الذي توج باللقب العالمي 3 مرات على التوالي، مضيفا: «يجب ان نقارن عن قريب أنفسنا مع منافسينا. نحتاج إلى التسابق مع فيراري ورينو وهوندا على الحلبة ذاتها وفي اليوم ذاته وبكمية الوقود نفسها لنرى مقدرتنا الحقيقية على التنافس».
وعن توقعاته حول من سيكون منافسه هذا الموسم اعتبر ألونسو انه من المستحيل تحديد أسماء الفرق المرشحة للمنافسة على لقبي السائقين والصانعين في الموسم الجديد، إلا انه اعتبر انه مقتنع بوجود خمسة فرق بإمكانها خلق أجواء من التحدي.
وأضاف: «هناك أربعة أو خمسة فرق يمكنها الفوز، إذ إضافة إلى ماكلارين، أرى بي أم دبليو ورينو وفيراري، وهوندا بدرجة اقل في صف المنافسين الأقوياء. لا أحد يعرف من الأفضل لأن المفاجآت تسجل كل يوم، لذا سننتظر انطلاق السباق الأول».
سيارة سوبر أغوري موجودة على حلبة «ألبرت بارك»
منحت سيارة فريق سوبر أغوري الضوء الأخضر من اجل المشاركة في السباق الافتتاحي لبطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد الأحد المقبل على حلبة ألبرت بارك.
وكانت سيارة الفريق الياباني الذي فشل بحصد نقطة واحدة عند مشاركته الأولى الموسم الماضي في رياضة الفئة الاولى، قد فشلت قبل شهرين في اختبارات السلامة أثناء حوادث التصادم، إلا إن القيمين سمحوا للفريق الذي يستخدم محركات المصنع العملاق الياباني هوندا بالمشاركة في الجولة الاولى من البطولة العالمية بعد إكماله بنجاح اختباراته الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي.
وسيكون السائقان الياباني تاكوما ساتو والبريطاني انطوني ديفيدسون على متن سيارتي أغوري عند انطلاق التجارب الجمعة المقبل، في محاولة لمجاراة الفرق صاحبة الإمكانات الكبرى، أمثال فيراري وماكلارين مرسيدس ورينو.
وقال ديفيدسون: «إحراز النقاط للفريق هذا الموسم سيكون بمثابة الحلم الذي سأسعى إليه جاهدا، لكن بلوغ خط النهاية في استراليا سيكون الهدف الأول في الوقت الحالي».
أما مالك الفريق والبطل الياباني السابق أغوري سوزوكي فقال عن السيارة: «لم يسمح لنا الوقت بإجراء التعديلات التي كنا ننشدها قبل بداية البطولة، إلا أنه بالنظر إلى الوضع الحالي أنا فخور وسعيد جدا بالسيارة التي ستقف على خط الانطلاق في ملبورن».
ماكلارين يطلق العنان لالونسو منذ السباق الأول
أبدى القيمون على فريق ماكلارين مرسيدس رغبة جامحة في إعلان منافستهم الجدية على لقبي السائقين والصانعين منذ الجولة الاولى لبطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد التي تستضيفها حلبة ألبرت بارك الاسترالية الأحد المقبل في ملبورن.
ويتسلح ماكلارين بضمه هذا الموسم بطل العالم في العامين الأخيرين الاسباني فرناندو ألونسو، الذي ستكون جميع الأنظار مركزة عليه لتقديم عرض قوي يبرز جدية ماكلارين في العودة إلى ساحة المنافسة بقوة، إذ أن بطل الصانعين 8 مرات لم يتذوق طعم الفوز بالمركز الأول في 19 سباقا متتاليا، وتحديدا منذ فوز سائقه السابق الفنلندي كيمي رايكونن المنتقل إلى فيراري في سباق اليابان العام 2005. ومعلوم إن ماكلارين وضع واحدة من اكبر الموازنات بين الفرق لتأمين الضمانات المطلوبة من أجل الفوز وتسهيل مهمة ألونسو بمواجهة سائقي فيراري ورينو، وقد انضم إلى البطل الاسباني السائق البريطاني الشاب لويس هاميلتون الذي يعول عليه الكثير لإعادة تسطير انجازات مواطنه بطل العالم السابق دايمون هيل. وأكد المدير التنفيذي للفريق مارتن ويتمارش انه بالنظر إلى التجارب التي سبقت انطلاق الموسم الجديد، يفترض أن يكون ألونسو وهاميلتون في مراكز المقدمة طوال السباقات ال17 للموسم: «لقد أكملنا دورات من التجارب مسافتها 13.300 كلم على أكثر من 36 حلبة بواسطة السيارة الجديدة، واستطيع الجزم إن هذه التجارب كانت مثمرة إلى ابعد الحدود». وأضاف: «سنخوض السباق الأول وسط معرفتنا الواسعة بإمكانات سيارتنا التي تبدو سريعة جدا. نحن واثقون بالعمل الذي قمنا به حتى الآن، لذا فان هدفنا الأول سيكون الفوز بالبطولة وإلا سيشكل الفشل خيبة كبرى».
وتابع: «على رغم انه لدينا الثقة بأننا سنكون أقوياء على الحلبة، فانه لا يجب الاستهانة بالفرق الأخرى أبدا». أما ألونسو الذي ينشد لقبا ثالثا على التوالي، وهو الأمر الذي يفترض أن يكون أسهل بالنسبة له بعد اعتزال البطل الأسطوري الألماني مايكل شوماخر، فقال: «أتمنى أن أكون في موقف المنافس القوي على اللقب. صراحة، بعد فوزي بالبطولة العالمية مرتين فإنه من المفترض أن أكون على رأس المنافسين وأقاتل من أجل الحفاظ على مركزي». وأشار إلى مستوى السيارة الجديدة «أم ب4-22» قائلا: «لقد تحسن أداء السيارة عنه في الفترة الاولى من التجارب وخصوصا بعد التعديلات الأخيرة، لذا أنا متفائل وواثق بإمكان تحقيق نتيجة طيبة لكن يبقى السباق الأول مختلفا ويرجح حدوث أشياء غير متوقعة».
مدير فيراري التقني السابق: سعينا وراء ألونسو ولكن...
ناقض المدير التقني السابق لفريق فيراري المشارك في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد روس براون، ما ورد مؤخرا على لسان المدير التنفيذي للفريق الفرنسي جان تود بان القيمين على «الحصان الجامح» لم يفكروا أبدا بالتعاقد مع بطل العالم في الموسمين الماضيين الاسباني فرناندو ألونسو المنتقل حديثا إلى ماكلارين مرسيدس.
وأشار براون إن فيراري وجد في ألونسو الخليفة المحتمل لبطل العالم السابق الألماني المعتزل مايكل شوماخر، إلا أن السائق الاسباني لم يكن متاحا لإتمام الصفقة على عكس الفنلندي كيمي رايكونن الذي تعاقد معه الفريق الايطالي سريعا لملء الفراغ الذي خلفه ترك «شومي» لرياضة الفئة الأولى.
وقال براون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: عندما أعلمنا مايكل بقرار اعتزاله، أخذنا كيمي وفرناندو فقط في الحسبان، وقد جاء كل شيء في مكانه لتمهيد انتقال الثاني عوضا عن الأول».
وأكد براون انه لم يكن هناك معايير معينة دفعت فيراري إلى ضم رايكونن بدلا من ألونسو: «بكل بساطة كان احدهم متاحا وقتذاك وهو كيمي».
وعلق براون على كلام تود معتبرا انه لا يستغربه كون الفرنسي عاش تاريخا طويلا مع السائقين الاسكندينافيين منذ أيام نشاطه في عالم الراليات، وهو لطالما فضلهم على غيرهم من أصحاب الجنسيات الأخرى.
وأضاف: «أنا متأكد من أن ألونسو كان سيقدم الكثير لفيراري، لكن لا أجد فارقا بين الاثنين على رغم إن الإسباني فاز ببطولة العالم مرتين. وهنا تجدر الإشارة إلى أن فشل رايكونن لم يكن ناتجا عنه مباشرة بل بسبب الظروف التي كانت محيطة به في بعض الفترات».
وتطرق براون إلى التفوق النسبي للسائق الآخر في فيراري البرازيلي فيليبي ماسا على رايكونن خلال التجارب التي تسبق انطلاق الموسم، معتبرا إن لدى الأول الكثير لإخراجه كونه يتمتع بموهبة قل نظيرها: «فيليبي يتطور بشكل هائل وإذا واصل النسج على المنوال عينه فانه سيكون منافسا شرسا على بطولة العالم في المستقبل القريب».
يذكر إن براون ترك منصب المدير التقني في فيراري لماريو الموندو الذي عين بدلا منه، بعدما قرر الأول البحث عن الراحة والابتعاد عن عالم رياضة الفئة الاولى من اجل إمضاء المزيد من الوقت مع عائلته، وهو لن يتابع حتى السباق الافتتاحي على شاشة التلفزيون لأنه سيكون حينها يمارس رياضته المفضلة وهي صيد الأسماك، مؤكدا أنه لا يفكر حتى بالعودة إلى فورمولا واحد.
وسبق إن قال براون الذي قرر التنحي بعد نهاية الموسم الماضي، في حديث مع مجلة «اوتو موتور اوند سبورت» انه يستمتع بحياته الجديدة؛ ليدحض بالتالي التقارير التي تحدثت عن احتمال عودته إلى هذه الرياضة.
العدد 1651 - الأربعاء 14 مارس 2007م الموافق 24 صفر 1428هـ