تسابق جمهور ربيع الثقافة إلى مركز لافونتين للفن المعاصر مساء أمس الأول الخميس لحظور حفل افتتاح معرض «ماوراء الكلمات» للفنانة الإيرانية غولناز فتحي، وهي الفتاة الوحيدة الحاصلة على جائزة أحسن فنانة كاليغرافي (خط اليد) في طهران عام 1995، إلا أن الحاضرين كانوا يتساءلون طوال تجوالهم عن الفنانة، فلا يأتيهم جواب سوى أنها «للأسف غير موجودة حتى الآن».
استطاعت غلناز أن تبهر جمهورا كبيرا من مختلف البلدان، والذين أتوا خصيصا لها. وتأتي مشاركتها في مهرجان ربيع الثقافة لتكتمل حلقة مشاركاتها في أهم المعارض والمتاحف الفنية في منطقة الشرق الأوسط، والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بما في ذلك المتحف البريطاني في لندن. لم تتمكن غولناز من دخول البحرين بسبب بعض الإجراءات الرسمية التي عطلت دخولها، ولم تسمح لها بالمشاركة في افتتاح معرضها الأول في البحرين، إذ علقت على ذلك الموضوع منسقة الفعالية فاطمة علي رضا بأن «الموضوع تتم معالجته في الوقت الحالي، على أمل أن تتمكن غولناز من الحضور لمعرضها خلال الأسبوع القادم». وأبدى الحضور إعجابهم باللوحات الفنية المعروضة، إذ تميزت لوحات غولناز بتوظيف الخط الفارسي، الذي ابتكرت منه أعمالا تمزج بين الأصالة والحداثة، وجاء ابتكارها فيما يعرف بـ «فن الخط الغامض» ليخلق في لوحاتها سحرا خاصا يشد المشاهد للتمعن في تفاصيل اللوحات، واكتشاف خفايا التفاصيل الصغيرة التي تحتويها، وسر الكلمات التي نقشت منها غولناز لوحاتها.
وغلب حضور الأجانب على المعرض بشكل واضح، إذ لوحظ عدم وجود زوار بحرينيين كثر أو أي من الفنانين المهتمين بهذا النوع من المعارض الفنية؛ إلا أن الحضور كانوا يناقشون اللوحات بإهتمام شديد، إذ حرص عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي على الحضور للمعرض خلال يوم افتتاحه الذي تأجل اكثر من مرة، كما تم شراء عدد من اللوحات المعروضة خلال اليوم الأول، إذ أكدت منسقة المعرض أن عدد اللحضور كان مناسبا جدا، وأن معظم الزوار هم من المهتمين بهذا المجال، لذا فإن انطباعاتهم كانت إيجابية حول اللوحات.
وتستقي غولناز أعمالها من وحي التراث والثقافة الإيرانية، وبالخصوص من العمارة والفنون التقليدية، وقد سعت فاطمة علي رضا إلى أن تكمل هذا الإطار الفني الأصيل بإشراك فرقة للموسيقى الصوفية الأصلية مع الفنان سالار أغيلي، إذ ستقدم الفرقة حفلها يوم 21 مارس/ آذار الجاري في مقر المركز.
العدد 1653 - الجمعة 16 مارس 2007م الموافق 26 صفر 1428هـ