مثلهم مثل باقي أهالي مناطق المملكة، يحبون قيادتهم ويوالون حكومتهم، صابرون على البأساء والضراء، يفرحهم ما يسر قيادتهم ويحزنهم ما يسوء قيادتهم، معظم قاطنيها من الطبقة الفقيرة ولكنهم غنيو النفس ففي الأخير هم عرب وبحرينيون أصيلين. ليسوا شتاتا كما يدعيه البعض بل خليط من أصل المناطق في البحرين، المنامة والحد والمحرق والديه والزلاق والمالكية والبديع والرفاع ليس لهم امتدادات عمرانية توسعية على الأرض مثل غيرهم فتلك قسمة الله ورزقهم، صودرت أراضٍ كثيرة عن يمينهم وشمالهم كانت في الأصل ملاعب لصبيانهم حتى بات الصبية على شفى الموت يلعبون وسط القطع الصغيرة المتناثرة في الشوارع تتخطفهم يد الردى، فلم يكن لهم حليف غير الدعاء والابتهال إلى الله لحفظ أبنائهم. شوارعهم غير مرصوفة وإذا رصفت ظلت بلا زرع أو تشجير وكأنها مدينة لم تطلع عليها الشمس! حديثا كانت التصريحات تفرح أهالي المدينة بشأن الاتجاه نحو المحافظة على وادي البحير وذلك بزرعه واستغلاله كمورد ومتنزه سياحي أو حمايته كمحمية طبيعية إلى ما هنالك من تصريحات، إلا أن حديثا بات يشار إلى تحويله إلى «زريبة» أو محجر للحيوانات ولا أعلم أيهما أقرب إلى الصواب. ولكن السؤال هو ألهذا الحد سقطت المدينة من حسابات المسئولين حتى في آخر حق طبيعي لهم؟! وهل من المعقول إقامة هذا المحجر وسط منطقة تحيط بها المناطق السكنية من كل مكان؟! عموما تمنياتي من المسئولين المعنيين التدخل السريع في هذا الموضوع وزيارة مدينة عيسى مثل باقي المناطق ففي الأخير هي مدينتكم وأبناؤها أبناؤكم!
عارف الجسمي
العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ