أثنى رؤساء المجالس البلدية على الجهود التي يقوم بها سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لمعالجة المشكلة الإسكانية التي تعاني منها المملكة، معربين عن دعمهم لسموه وللتصريحات التي أدلى بها لـ «الوسط» خلال عودته من زيارته الأخيرة من الهند، والتي أشار فيها سموه إلى أن البحرين ستشهد في العام 2008 أولى ثمرات المشروعات الإسكانية الجديدة في المدينة الشمالية وفي المحرق وفي المنامة والجنوبية والوسطى.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس بلدي المحرق محمد حمادة: «ثقة سمو ولي العهد في المجالس البلدية من خلال عرض الخطة الهيكلية للتخطيط العمراني عليها، نعتز بها ونعده بأن نكون أهلا لهذه الثقة، ونأمل أن تسير وتحقق تطلعات وآمال سموه وفق ما هو مخطط له، وإذا تحقق ما قاله سموه عن أن المخطط الهيكلي سيغطي احتياجات البحرين للسكن وإقامة المشروعات الصناعية والتجارية والنقل الأساسي حتى العام 2030، فلن يتأخر أي طلب إسكاني، وخصوصا أن بعض الطلبات امتدت لعشر سنوات من الانتظار، آملين أن تتم الاستجابة للطلبات في فترة قصيرة».
وأعرب حمادة عن دعمه لدعوة سمو ولي العهد بمواجهة الطائفية وتعزيز الهوية البحرينية، مؤكدا أن هذا ليس جديدا على سموه الذي شدد خلال لقائه رؤساء المجالس البلدية أخيرا، على ضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية ودعمها.
المهندي: نقف مع سموه في نبذ الطائفية
إلى ذلك، رحب رئيس مجلس بلدي الجنوبية علي المهندي بالتصريحات التي أدلى بها سمو ولي العهد والمتعلقة بالمشروعات الإسكانية في المملكة، مشيرا إلى أن سموه خلال اجتماع لجنة الإسكان والإعمار الأخير، ذكر أن المشروعات التي ستقام في محافظتي الوسطى والجنوبية سيتم عرضها في اجتماع اللجنة في مايو/ أيار المقبل، موضحا أنه اقترح على سموه إعداد مخطط تفصيلي عمراني للمحافظة الجنوبية، على أن يتم إعداده بالتنسيق مع المجلس البلدي وفق اختصاصاته، متضمنا صورة للمواقع السكنية الجديدة وخصوصا في منطقتي الرفاع الغربي والشرقي، وتحديد مناطق الأنشطة التجارية والخدمية والصناعية، بالإضافة الى سكن العزاب والعمال بعيدا عن المواقع السكنية، وتحديد مناطق للسواحل العامة وتطوير البنية التحتية. وأكد المهندي وقوفه مع توجهات سمو ولي العهد الرامية إلى نبذ الطائفية والحفاظ على ترابط المجتمع والنسيج الاجتماعي، لافتا إلى أن الجميع يقفون ضد الطائفية بدءا من القيادة السياسية وحتى أصغر مواطن، فشعب البحرين صغير وجميع فئاته وأطيافه هم أسرة واحدة.
ميلاد: المجالس البلدية أصبح لها دور مفصلي
من جهته، علق رئيس مجلس بلدي المنامة مجيد ميلاد على مرئيات وتطلعات سمو ولي العهد، قائلا: «بالنسبة لموضوع الإسكان، فعلا هناك توجيه من سموه لدراسة إمكان إنشاء مشروع إسكاني في محافظة العاصمة، وهذا التوجيه صدر خلال اجتماع لجنة الإسكان والإعمار، إذ أمر سموه وزير الأشغال والإسكان ومدير عام جهاز المساحة والتسجيل العقاري ورئيس المجلس البلدي لإعداد مقترح لمشروع إسكاني في العاصمة ومن ثم عرضه على سموه في الاجتماع المقبل للجنة».
وأردف ميلاد «في هذا الإطار تم تسليم ملف إلى مدير التسجيل العقاري من أجل إرفاق رأي إدارة التخطيط الطبيعي وبحث إمكان استملاك أراض لهذا الغرض، وفي لقائي معه أمس (الأحد)، وعد بعقد اجتماع خلال الأيام المقبلة بين رئيس المجلس والوكيل المساعد لشئون الإسكان نبيل أبوالفتح، لدراسة المقترحات التي ستقدم إلى لجنة الإسكان والإعمار، في الوقت الذي يأمل فيه أهالي العاصمة خيرا من توجهات سمو ولي العهد وخطواته الجادة في حلحلة أزمة إسكان العاصمة، كما ينتظرون إيجابية المحافظة الشمالية والمحرق للتكاتف مع بلدي العاصمة للإسهام في حل أزمة إسكانهم... أما بالنسبة للتخطيط الهيكلي فأكثر من مرة عندما كان يتحدث سموه عن التخطيط الهيكلي يذكر أنه مجرد مسودة مقترح ولن يقر إلا من خلال المجالس البلدية، وهذا فيه إعطاء دور للأخيرة حسب توجهات جلالة الملك، بالإضافة إلى أن سموه يدفع باتجاه تنفيذ اختصاصات المجالس البلدية على الأرض، ولن يبخل بلدي العاصمة في التعاون مع سموه في حلحلة مشكلات المواطنين».
الحسن: تصريحات سموه لفتة مباركة
وفي السياق ذاته، رأى رئيس مجلس بلدي الوسطى عبدالرحمن الحسن، أن تصريحات ولي العهد تعتبر لفتة مباركة من سموه تؤكد مشاركة المجالس البلدية في اتخاذ القرار، منوها إلى أن سموه في أول جلسة مع رؤساء المجالس في لجنة الإسكان والإعمار، أفصح عن أن الجلسة المقبلة للجنة ستتم فيها مناقشة مشروعات محافظات الوسطى والعاصمة والجنوبية، وهو بذلك يعزز مبدأ المساواة بين المحافظات، علما بأن هناك قوائم طويلة من الطلبات الإسكانية في الوسطى.
وأوضح الحسن أن سمو ولي العهد بدأ في التخطيط بعيد المدى الذي يمتد حتى العام 2030، وهذا ما ينشده المواطنون بأن تكون هناك رؤية للأجيال المقبلة، مبينا أن سموه أراد أن يحقق رغبة جلالة الملك بأن تكون هناك أرض لكل مواطن، وهو يحمل أفكارا كبيرة ويتحدث بمنطقية، متطلعا (الحسن) إلى إنشاء أكثر من مشروع إسكاني في «الوسطى» في مناطق وادي البحير وسترة وأن يتم إكمال إسكان سلماباد، حتى تكون هناك عدالة واضحة ممثلة في أن يكون لكل منطقة نصيبها من المشروعات.
البوري: المشكلة الإسكانية هي الهم الأكبر للمواطن
أخيرا، ألمح رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري إلى أن ما يثلج الصدر أن هناك تأكيدا في حديث سمو ولي العهد لدور المجالس البلدية، وهذه الجزئية تجلت بصورة واضحة في حديثه عن الخطة الهيكلية للتخطيط العمراني الذي تم تحويله إلى الحكومة، وسيتم عرضه على المجالس البلدية.
وأبدى البوري مشاطرة سموه الرأي في أن المشكلة الإسكانية هي الهم الأكبر للمواطن، وأن هناك توجها من الدولة لتحقيق طموح جلالة الملك بأن يتم تخصيص أرض لكل مواطن، وهو ما يسعى إليه رئيس بلدي الشمالية وأكده أكثر من مرة بأن الموطن البحريني لا يقل عن أشقائه الخليجيين، ولا يمكنه أن يعيش في بلد نفطي وفي الوقت نفسه يكون غريبا وتائها ويعيش اختناقا عائليا، مستشهدا بالمشاهد المألوفة في «الشمالية» وما يطرح في الصحافة والتي أكدت أن هناك عوائل تعيش في عالم آخر، وفي بيئة لا تتناسب مع الإنسان، وأن الكثير من المواطنين يعيشون في أوضاع صعبة يكاد يكون العزاب أفضل منهم. وأفاد البوري بأن المدينة الشمالية ليست منتهى طموحه بل هي بداية الطموح، متمنيا توافر المشروعات الإسكانية على امتداد قرى الشمالية، معتقدا أن الدولة قادرة على ذلك وباستطاعتها الاستملاك والبناء في آن واحد، وهو الأمر الذي سيعزز الترابط الأسري والعائلي.
العدد 1662 - الأحد 25 مارس 2007م الموافق 06 ربيع الاول 1428هـ