العدد 1665 - الأربعاء 28 مارس 2007م الموافق 09 ربيع الاول 1428هـ

«البويات»... حقيقة أم خيال؟

تفجرت صفحات صحفنا في الأيام القليلة الماضية إثر قنبلة مكتوب عليها «البويات»، ولم تهدأ صفحات الرأي والمقالات والصفحات الإخبارية، فالتصريحات كانت تدوي من جانب وزارة التربية والتعليم لأنها الطرف الذي سأل عن هذه الظاهرة، وكانت الردود تنفي تفشي مثل هذا الفيروس بين طالبات مدارسنا، فهي مؤمنة أن كل الطالبات عاقلات، ليس من الممكن أن تكون إحداهن «بوية» أو بعبارة أخرى «مسترجلة». إن ظاهرة البويات التي صعقت صحفنا بها، وتناولت شأنها بشكل مكثف، ليست بجديدة على المجتمع، فمنذ زمن طويل ونحن نسمع عنها ونراها، وليس جديدا على مسامعنا هذا الصوت الذي ردد «البويات، البويات»، إنهن يعشن في أوساطنا ويجاورننا، وكم كانت أمهاتنا تتحدث عنهن، وتقول لنا «إن بنت فلانة تتشبه بالرجال وتلبس ملابسهم» ونحن المستمعون نقول: «أعوذ بالله، أمِن المعقول أن يحدث هذا في مجتمعنا الإسلامي؟».

كنا نكذب هذه الأخبار، لأنها تنافي معتقداتنا وأخلاقنا، فبحسب قول البعض عندما يرى هذه الفئة من الناس (هذا انحراف أخلاقي). وربما يكون سوء تربية، أو خلل في الهرمون يجعل هذه البنت تشعر بأنها رجل، وتريد العيش مثل الرجال.

تفاجأت حقيقة عندما قرأت في الصحف بأن أحد النواب يطلب التحقيق في مسألة «البويات»، لأنها ظاهرة تكاثر عليها الغبار، وليس من المعقول أن تأخذ هذا الحجم من الاهتمام من قبل النواب والصفحات الأولى من الصحف، فالهدف الذي رشح من أجله النائب أسمى من التدخل في أمور قد يصنفها البعض «حرية شخصية».

وهذه الظاهرة التي قد يعتقد البعض بأنها موجودة فقط في المدارس، سواء كانت الثانوية أو الإعدادية، فهي موجودة في جامعاتنا وبصورة أوضح من المدارس، وشخصيا عندما أراهن يرتعد بصري وأتعوذ من الشيطان، لكني في الوقت ذاته أقول إن لهن حريتهن الشخصية، كما أن لهن آباء وأمهات يحكمونهن، وبيئة يعيشن فيها، لا يمكنني أن أوقف إحداهن وأطلق الوصاية عليها بأن تلبس لباس النساء وتعود إلى أنوثتها، وليس من المستطاع الدخول إلى ذاتهن وتغييرها، فهذا أمر صعب جدا ولا يمكن تحقيقه.

نهمس في هذه الأسطر في أذن نوابنا الكرام، ونقول لهم: لن تجدي مساءلة وزير التربية عن البويات فأقصى ما يمكن فعله معهن في حال عدم التزامهن في المدارس أو الجامعات هو فصلهن، وهذا ما سيختارونه عندما يخيّروا بين البقاء في المدرسة بأنوثتهن، أو الخروج بـ « بويتهن».

السيد علي محمد

العدد 1665 - الأربعاء 28 مارس 2007م الموافق 09 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً