مع اقتراب انطلاق الجولة الثانية من بطولة الفورمولا 1 لموسم 2007، ترتفع وتزداد وتيرة المنافسة مع كل سباق ونكون على موعد جديد مع تحد آخر، والترشيحات تختلف من شخص إلى آخر، وتبقى الترشيحات مجرد آراء شخصية، إلا أن غالبية الترشيحات حصرت لقب البطولة بين الفرق الكبار وهي الفيراري والماكلارين والرينو على رغم أن الوقت مبكر على تحديد اسم صاحب اللقب، كما أن الكل اتفق على أن هذا الموسم سيكوم موسم المفاجآت، وان الجمهور الذي سيحضر سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج سيكون أكثر من الأعوام الثلاثة الماضية.

«الوسط الرياضي» يواصل إلقاء الضوء على الآراء والانطباعات المختلفة عن موسم الفورمولا 1 الجديد مع خبراء سباقات السرعة البحرينيين.

خالد: ما بين الفيراري والماكلارين

سائق سباقات الدراغ البحريني خالد محمد أكد أن الموسم يحمل في طياته الكثير من المفاجآت التي ستتضح لنا مع كل سباق فتحدث قائلا: «كان السباق الافتتاحي للموسم الجديد بأستراليا مستواه جيدا، واتضح من أول سباق أن فريق الفيراري داخل للموسم الجديد كمنافس قوي من خلال الأداء والعرض الرائعين اللذين قدمهما، ويتضح أيضا أن جبل الجليد كيمي رايكونن منطلق في هذا الموسم وعازم على تحقيق الفوز ولقب البطولة، أما ماسا فلعل الحظ لم يحالفه في السباق الأول لكنه كان جديرا وأثبت قوته عندما انطلق من المركز الأخير ووصل إلى المراكز المتقدمة، أما فريق الماكلارين وهو فريقي المحبب فسيكون منافسا قويا على اللقب أيضا وفريقهم متكامل والسائقان البارعان صاحب اللقبين الماضيين الإسباني فرناندو ألونسو والسائق الجديد الشاب لويس هاملتون الذي أذهل الجميع من أول مشاركة رسمية له استطاع أن يحجز له مقعدا على منصة التتويج وهو ما فاجأني في هذا الموسم، كما أن الفريق مستعد لهذا الموسم بكل قوته من خلال تنظيم صفوفه في الفريق الذي أدخل تعديلات على محركه لهذا الموسم لتفادي الإشكالات التي تعرض لها الموسم الماضي في محركه، أما فريق الرينو فأعتقد أنهم لن يكونوا منافسين أقوياء في هذا الموسم وخصوصا أن سائقهم الأساسي أصبح خارج فريقهم، وفزيكيللا ليس بمستوى السائق الذي يستطيع منافسة هؤلاء الأبطال، وفريق البي إم دبليو لن يكون منافسا قويا أيضا، كما أن سائقي الفريق ليسا بتلك الخبرة الكبيرة، وبالنسبة إلى فريق التويوتا فصحيح هو صاحب أكبر موازنة من بين جميع الفريق ولديه سائقان ماهران لكن الفريق كأعضاء بحاجة إلى خبرة أكبر ولن يكون منافسا قويا أيضا، وفريق الهوندا فقد ظهر بمستوى جيد في موسم العام الماضي لكنني لا أعتقد أنه سيكمل تقدمه في هذا الموسم ولن يظهر بالمستوى نفسه في العام الماضي، وعموما لا يمكن تحديد صاحب لقب البطولة منذ الآن، فالوقت مازال مبكرا جدا والتوقعات والترشيحات ليس بإثباتات وتبقى تحليلات شخصية بناء على ما نراه من مستوى».

وأضاف محمد «أتوقع أن تشهد جولة ماليزيا المقبلة كثيرا من المفاجآت، وسيكون سباقها مثيرا وممتعا وخصوصا أن البطولة مع كل جولة وسباق ترتفع وتزداد وتيرتها وحدتها، فالفرق التي لم تظهر بمستوى يرضيها ستحاول هذه المرة بأن تكون بشكل أفضل، وبالنسبة الى بوديوم ماليزيا فأرشح للمركز الأول فليبي ماسا وفي المركز الثاني فرناندو ألونسو وفي المركز الثالث كيمي رايكونن، أما بوديوم سباق البحرين فلا أستطيع ترشيح أي سائق له لأن هذه الترشيحات يجب أن تبنى بعد سباق ماليزيا وبناء على النتائج التي ستقدمها الفرق هناك لكنني أحصر لقب البطولة بين الفيراري والماكلارين، وبالنسبة إلى سباق البحرين فتوقعاتي بحضور جماهيري غفير وخصوصا أن الجماهير أصبحت تمتلك خبرة وخلفية عن سباقات الفورمولا 1 في البحرين وفي الدول المجاورة، وقد اتضح أن عدد الجمهور يزداد في كل عام، وهذا ما يدل على تثقف الناس برياضة السيارات عموما وسباقات الفورمولا 1 خصوصا.

أريان: البطولة تبدأ من البحرين

وقال بطل البحرين والشرق الأوسط في سباقات السرعة علي أريان: «إن سباق أستراليا كان قويا، لكنني شخصيا أعتقد أن البطولة تبدأ فعليا من البحرين، وذلك لأن غالبية الفرق تكونفي الجولتين الأولى والثانية بمثابة إعداد وتجربة للسيارة ومحركها والسائقين والأجواء، بالنسبة الى المنافسة فأرى أن فريق الفيراري سيكون الاقرب الى الفوز وهذا ما شاهدناه وبناء على ما قدمه من مستوى وأداء رائعين، وبالنسبة الى فريق الماكلارين فهو فريق قوي أيضا وقد أعد نفسه جيدا لهذا الموسم الجديد وخصوصا أنه أثبت لنا ذلك في سباق أستراليا عندما احتل الفريق المركزين الثاني والثالث، فالسائق بطل الموسمين الماضيين فرناندو ألونسو سائق محترف ولا خوف عليه وأتوقع له أنه سيكون صاحب لقب هذا الموسم أيضا، وما كان مفاجأة هذا الموسم السائق الجديد البريطاني لويس هاملتون الذي أذهلني فعلا عندما استطاع تحقيق المركز الثالث في السباق والوجود على منصة التتويج من أول مشاركة رسمية له في البطولة، وإذا استمر على هذا المستوى فسيكون منافسا قويا على البطولة وسيكون من ضمن قائمة أفضل خمسة سائقين، وبالنسبة إلى فريق التويوتا فهو فريق قوي ولديه موازنة كبيرة ولكنه إلى حد الآن لم يحقق شيئا يذكر له، ولدى الفريق سائقان جيدان وسيارتهم قوية ومحركها لا يعاني من أية مشكلات تقنية أو فنية لكن في رأيي يبقى الفريق بحاجة إلى سائق صاحب مهارة أكبر مثل ألونسو أو رايكونن، وهو حال فريق الهوندا الذي أتوقع له سيكون منافسا قويا لفريق التويوتا لكن مستوى سائقهم جنسون باتون غير مستقر وهو ما يجعل توقعات هذا الفريق متأرجحة، وبالنسبة الى فريق البي إم دبليو فهو ليس ذلك الفريق الذي ينافس على البطولة وصحيح أنه يقدم مستوى رائعا في التجارب لكنه في السباق يكون مستواه ضعيفا وهو بحاجة إلى خبرة أكثر مع الفرق الكبار، وفريق الرينو أتوقع أن يكون في المركز الرابع في لقب الصانعين، لكن فيسيكيللا ليس بالمستوى الكبير لكي يحمل مسئولية السائق الأول للفريق».

وأضاف أريان «توقعاتي لبوديوم ماليزيا في المركز الأول ألونسو وفي المركز الثاني رايكونن وفي المركز الثالث ماسا، وبالنسبة إلى بوديوم سباق البحرين فأرشح للمركز الأول ألونسو أيضا وفي المركز الثاني ماسا وفي المركز الثالث رايكونن، وتوقعاتي بحضور جماهيري غفير لسباق البحرين، والسبب أن الجماهير أصبحت مثقفة بسباقات الفورمولا 1 وعن سائقيها وعن قوانينها وكل ما يتعلق بها، كما أن مختلف وسائل الإعلام والتغطية المستمرة للبطولة ستكون سببا رئيسيا في زيادة عدد الجمهور، وما قامت به حلبة البحرين الدولية من ترويج وتسويق للسباق له أثر كبير أيضا، وأصبح حتى صغار السن والأطفال يعرفون أشياء كثيرة تتعلق بسباقات بطولة الفورمولا 1».

ياسر: لكل حصان كبوة

وقال أمين سر نادي سباقات السرعة مدير حلبة الدراغ ياسر عبدالله: «صحيح أن سباق أستراليا كان قويا إلا أن سباق البحرين سيكون الأفضل من ناحية التنظيم والاستعدادات، إذ إن من يشاهد العمل الذي بدأ من فترة طويلة وكل ما يقوم به رجالات الحلبة لاستقبال الحدث الكبير ينبهر ويجزم بأن هذا السباق سيخرج بأفضل صورة وهذا ما عودتنا عليه مملكتنا الغالية، ونحن كناد مسئول عن سباقات الدراغ قمنا بتأجيل جميع سباقاتنا وفعالياتنا من أجل هذا الحدث المشرف للبلد. أما بالنسبة الى البطولة عموما فيتضح أن البداية عنيفة من قبل جميع الفرق، ففريق الفيراري مستواه عال جدا وفي تصاعد مستمر، لكنه مع احترامي له ليس فريق الفيراري السابق، ولعل أحد أهم الأسباب اعتزال الأسطورة مايكل شوماخر وكأن الفريق قد تفكك، إذ كان شوماخر يمثل 99 في المئة من الفريق، كما أصبح من الواجب على الفريق أن يرجع إلى مستواه المعتاد، وهي مسئولية كبيرة للفريق الذي يحرز دائما المراكز الأولى يصعب عليه تقبل مركز أقل منه، أما فريق الرينو فأنا أتمنى لهذا الفريق كل الموفقية في منافساته المقبلة ويقول المثل إن «لكل حصان كبوة»، ومازال هذا الفريق يحمل الكثير من المفاجآت في هذا الموسم القوي وهو فريق معاصر ومنافس شديد وما زلنا في بداية الطريق وفي بداية مشوار البطولة، بالنسبة الى فريق الماكلارين فهو الفريق الذي لا أحبه في نفسي أبدا مهما حقق من نتائج، أما فريق التويوتا فهو فريق قوي وصاحب موازنة كبيرة إلا أنه لم يحقق شيئا يذكر في رصيده لحد الآن، وليست النتائج تأتي من خلال الموازنة الكبيرة والزيادة في المصروفات، لكن مشكلة الفريق في رأيي هو تكامل أعضائه والتفاهم في ما بينهم، وعموما فأنا أتمنى أن تخرج فرق أخرى على الساحة، وسيكون سباق البحرين من أجمل السباقات التي سيحضرها عدد جماهيري كبير، وأتمنى أن تقوم الحلبة بتوزيع تذاكر مجانية كما فعلوا في السابق لجذب عدد أكبر، وكما فعلوا سابقا أيضا عندما سمحت الحلبة في أحد السباقات التي استضافتها بالدخول المجاني مقابل حمل علم البحرين، فهذا بحد ذاته ينمي ثقافة هذه الرياضة لدى الناس ويعرفها بهم أكثر ومن خلالها أيضا يمكن اكتشاف المواهب والخامات».