قال استشاري مكافحة الأمراض المعدية عادل الصياد إن عدد الحالات المصابة بالأمراض المصاحبة لتغيرات الجو ازداد خلال العامين الأخيرين، مشيرا إلى أن الأطفال يكونون أكثر الفئات عرضة لتلك الأمراض.
وأفاد في حديثه لـ «الوسط» حول تغيرات الجو وسبل الوقاية من الأمراض خلال هذه الفترة، أفاد الصياد بأن الأمراض تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، الزكام، والالتهابات بمختلف أنواعها، وعلى رأس تلك الأمراض الانفلونزا.
وشرح الصياد أنواع الالتهابات التي من الممكن أن تصيب أي شخص قائلا: «يوجد نوع من أنواع الالتهابات يسمى التهاب الحبال الصوتية، الذي يصيب الشخص بسبب استخدامه الزائد لصوته، وقد يأتي بسبب تغيرات الجو»، وتابع «النوع الثاني هو التهاب اللوز، الذي إمّا أن يكون فيروسيا أو بكتيريا، وكثيرا ما يصيب الأطفال، والآباء يعتقدون أن علاج هذا الالتهاب يكون عن طريق المضاد الحيوي، لكن ذلك خطأ».
وذكر الصياد أن أكثر الحالات في البحرين تصاب بالتهاب اللوز الفيروسي، وذلك لا يعالج بالمضادات الحيوية، بل بالحبوب المسكّنة وما شابهها، محذرا من أن يستخدم الآباء المضادات في هذه الحالة، لأن ذلك ضار، بحسب قوله.
وأكد الصياد ضرورة أن يتبع الفرد منّا أسلوب «الوقاية خير من العلاج»، وذلك بتناوله الطعام الصحي والكميات الكافية من السوائل، لافتا إلى أن ذلك يقلل من الإصابة بالأمراض المذكورة، ويقوّي جهاز المناعة.
وشدّد الصياد على عدم استخدام الأدوات الخاصة بالمريض، موضحا أن تلك الأمور تعتبر بسيطة وعادية، إلا أنّ لها الأثر الكبير في الوقاية من الإصابة بأي مرض، مفضلا أن يجعل كل فرد له أدوات خاصة به، سواء أكان مريضا أم لا.
كما نصح الصياد المصابين بالزكام والسُّعال باستخدام المحارم الورقية عند العطس، عازيا ذلك إلى أن أحد الطرق في انتقال المرض من شخص إلى آخر هو الرذاذ الذي يخرج مع السعال والعطس.
وذكر الصياد أن اختلاط الأطفال مع زملائهم في المدرسة يساعد على انتشار المرض فيما بينهم، وخصوصا عندما يجلسون طويلا في صفوفٍ محكمة، ولا توجد فيها تهوية كافية.
ودعا استشاري مكافحة الأمراض المعدية المرضى إلى الانتظام والحرص على تناول الدواء خلال الفترة المرض، لأن ذلك من شأنه زيادة المناعة واستعادة صحته.
وأضاف الصياد «نتوجه لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، ونطلب منهم أخذ التطعيم ضد الانفلونزا، والذي توفره المراكز الصحية في كل عام، فذلك يمنعهم من التأثر بتغيرات الجو، والإصابة بالمرض».
وفي سياق متصل أشار الصياد إلى أن الانفلونزا قد يسبب وفاة الشخص المصاب بها، وذلك عند ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض المناعة في الجسم.
كما أفاد الصياد بأن المصابين بمرض الربو يتعرضون إلى أمراض مستمرة بسبب تغييرات الجو، وتزداد نوبات ضيق التنفس عندهم، مؤكدا وجود علاج للربو، لكنه لا يقضي على المرض، بل يقلل نوبات الإصابة بضيق التنفس فقط.
وحول الأقاويل المتداولة بين كبار السن عن أنهم لم يكونوا يتعرضون لأمراض ووعكات صحية في السابق، أكد الصياد أن هذه ملاحظات تقال بين الحين والآخر، لكنها تحتاج إلى إثبات علمي، ومعلومات دقيقة تفيد بصحة الكلام.
وأردف الصياد «لكن بحسب ما نرى ونسمع في الوقت الحالي من الآباء، فإن الوضع الصحي لم يكن متطورا كما هو الآن، ودليل ذلك أن أكثر الأطفال يموتون في سن مبكرة، بسبب غياب المشخص لما يعانون منه، وعدم توافر العلاج المناسب، وكثيرا ما نسمع من الأمهات أنها فقدت ابنا لها وهو في شهوره الأولى».
وأشار إلى أن الوعي الصحي والتوعية ازدادا في السنوات الأخيرة، فبمجرد أن يصاب الشخص بأي أعراض مرض فإنه يتوجه للطبيب، ليكشف ما به، والبعض يكثف من السوائل والغذاء الصحي لأن لهما دورا في صحة الإنسان.
العدد 2252 - الثلثاء 04 نوفمبر 2008م الموافق 05 ذي القعدة 1429هـ