تعيش مملكة البحرين أجواء الإثارة والمتعة بقرب استضافة سباق الجائزة الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 في الفترة من 13 إلى 15 أبريل/ نيسان الجاري، في فترة تعتبر من أكثر الفترات التي تؤثر إيجابيا على الحركة الاقتصادية في المملكة باعتبار مشروع حلبة البحرين الدولية أحد أهم المشروعات الداعمة للدخل القومي من خلال جلبها للاستثمارات والعوائد الاقتصادية.
في العام 2006 ساهمت حلبة البحرين الدولية باستضافتها لسباق الجائزة الكبرى في زيادة مستوى الدخل القومي بنسبة 8.3 في المئة من خلال مدخول السفر والسياحة للجماهيرالحاضرة للحدث العالمي الذي يعد أكبر حدث رياضي في منطقة الشرق الأوسط، إذ حققت التأثيرات الإيجابية لإقامة سباق الجائزة الكبرى ما مجموعه 394 مليون دولار للمملكة وذلك على مختلف الأصعدة، وشكلت تلك الفترة أكبر فترة من الإشغال في مجال السياحة وخدمة السياح إذ شهدت عملا متواصلا من 38 ألف شخص يعملون في مجال السياحة والسفر لخدمة الجمهور الغفير الذي حضر لمملكة البحرين من أجل متابعة السباق والتعرف عن كثب إلى المملكة.
سباق الجائزة الكبرى لطيران الخليج شكل موسما خصبا على صعيد الوظائف مؤثرا على ما مجموعه 670 ألفا من سكان البحرين، إذ بلغ عدد الوظائف المؤقتة في حلبة البحرين الدولية من أجل استضافة الحدث 505 وظائف، بالإضافة إلى ذلك فقد سجل تعاون أكثر من 2000 شخص من الجهات المتعاونة لضمان سير الفعاليات المتعلقة بالحدث الكبير بصورة سليمة ومتقنة وذلك من خلال فعاليات الحملة الترويجية لـ (يلا بحرين) و(مجموعة إثمار) بالإضافة إلى جولات السفر التعريفية (الرود شو) في دول المنطقة والفعاليات المختلفة المصاحبة لتعريف الجماهير داخل البحرين وخارجها بجائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد 2007 والترويج لها.
ويوضح المدير التنفيذي للشئون الحكومية والعلاقات العامة بحلبة البحرين الدولية الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة أن سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج والفورمولا 1 أصبح معروفا على الصعيد العالمي بشهرة وسمعة طيبتين باعتباره من أكثر السباقات على أجندة الفورمولا 1 بالنظر للفعاليات الترفيهية الكثيرة التي تقام قبل وأثناء استضافة الحدث، موضحا أن حلبة البحرين الدولية تعمل بجد من أجل استجلاب المنافع الكثيرة لمملكة البحرين كمردود على استضافة حدث الفورمولا 1، مشيرا إلى أن الدراسات المستفيضة التي أجريت على أداء العام 2006 وتأثير سباق الجائزة الكبرى أوضحت مقدار الفائدة التي عادت على الاقتصاد القومي في المملكة وهي المسألة التي خلقت نوعا من الرضا لدى العاملين في الحلبة وزيادة ثقتهم بفائدة المشروع الكبيرة على المملكة.
المدخول الذي تحقق العام الماضي والمتمثل بـ 394 مليون دولار، جاء من خلال المدفوعات التي صرفتها الكثير من القطاعات سواء من خلال قطاع السفر والسياحة أو فرق وسواق الفورمولا 1، إذ بلغ مجموع ما صرفوه 3.9 ملايين دولار على الإقامة ونقل المعدات. وعلى سبيل المثال بلغ مدخول المبالغ التي جاءت كعوائد من وراء الزوار من خارج البحرين ومن الدول الأجنبية ما مجموعه 284 مليون دولار كمدخول يتحقق خارج الحلبة نفسه وبفضل تأثيراتها، ويمكن تفصيل ذلك على النحو الآتي: 81 مليون دولار للسكن والإقامة، 21 مليون دولار للسفر والتنقل، 109 ملايين دولار مبيعات متفرقة و73 مليون دولار لفعاليات الترفيه.
وأضاف الشيخ سلمان بن عيسى «الأرقام المبينة تؤكد أن استضافة هذا الحدث العالمي تستجلب فائدة اقتصادية ومالية كبيرة بعيدا عن التفكير في كون المسألة مرتبطة ارتباطا بحتا بالرياضة»، مبينا أنه فقط على مستوى العالم هناك حدثان يوازيان ويقارنان بسباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 وهما بطولة كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية التي تفرض على الدولة التركيز في إقامة حدث واحد منهما فقط.
وبيّن الشيخ سلمان بأنه في ألمانيا على سبيل المثال تم صرف ما مجموعه 1.9 مليار على تجهيز ملاعب البطولة فقط بخلاف ما تم صرفه على الأمور التنظيمية الأخرى كالأمن والتسويق وبناء الكثير من المرافق، موضحا أن العاصمة البريطانية (لندن) كمثال آخر أنفقت ما يقارب الـ 20 مليار دولار استعدادا لاستضافة الألعاب الأولمبية في العام 2012 على رغم رصد موازنة قيمتها 5 مليارات دولار وتوقع الحصول على 4 بلايين من خلال الدخل المباشر.
حلبة البحرين الدولية تم بناؤها في وقت قياسي خلال 16 شهرا بكلفة 150 مليون دولار، وحتى هذه اللحظة بلغ المدخول العام لوجود حلبة البحرين الدولية واستضافة سباق الجائزة الكبرى أربعة أضعاف المبلغ الذي صرف لإنشائها، ومع دخول موسم 2007 ستكون حلبة البحرين الدولية حققت بفضل تداعياتها الإيجابية للمملكة قرابة مليار دولار. وهذه المسألة تؤكد ارتفاع أسهم رياضة السيارات وتحديدا الفورمولا 1 في المنطقة والتي بدأت فيها للمرة الأولى منذ العام 2004 من خلال مملكة البحرين.
التأثيرات الإيجابية طالت مسألة البث التلفزيوني الفضائي لجميع الأحداث التي تقام على حلبة البحرين الدولية، إذ بلغت نسبة التغطية التلفزيونية لكل أحداث حلبة البحرين الدولية في العام 2006 ما نسبته 1000 في المئة، بالإضافة إلى المكاسب الإعلامية الكثيرة التي تحققت بفضل النقل التلفزيوني الفضائي المفتوح لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 عبر قناة الجزيرة الرياضية من خلال التغطية باللغة العربية. كما زاد الاهتمام الإعلامي وتضخمت ساعات البث من خلال استضافة الحلبة للكثير من الفعاليات العالمية الأخرى مثل سباق (صحراء 400) وهو ضمن جولة سباقات الـ V8 الاسترالية الشهيرة والذي زاد شهرة منطقة الخليج وتحصل على تغطية إعلامية في استراليا وحدها أكبر من تلك التغطية التي حظيت بها جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 العام 2004.
في العام 2006 شهد سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد 77 ألف شخص، 83 في المئة من قاطني مملكة البحرين حرصوا على حضور الحدث العالمي وأعلنوا حرصهم على التواجد مجددا في سباق العام 2007، كما أعلن 56 في المئة من الزوار الأجانب الحاضرين لذات السباق رغبتهم في العودة مجددا هذا العام، وسيعود 72 في المئة من الزوار الأجانب إلى البحرين على أساس أنها وجهة سياحية بالإضافة لاحتضانها لسباق الجائزة الكبرى.
وبالنظر لكل هذه الأرقام والتداعيات الإيجابية تمضي جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 لتؤكد أنها من أعظم المشروعات الرياضية الاستثمارية في البحرين والتي ستبقى لوقت طويل جدا.
العدد 1673 - الخميس 05 أبريل 2007م الموافق 17 ربيع الاول 1428هـ