اعتبرت الولايات المتحدة أن «التحدي» الإيراني الجديد مع إعلان طهران أمس انتقالها إلى المستوى الصناعي في تخصيب اليورانيوم يبرر أسلوب العقوبات الذي اتبعه مجلس الأمن، فيما دعتها بريطانيا إلى الالتزام بقرارات مجلس الأمن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن إعلان طهران يمثل «تحديا لدعوة المجتمع الدولي الذي يطالبها بوقف أنشطتها المرتبطة بالتخصيب». وأضاف للصحافيين أن الإعلان «يدل على أن الإجراءات التي نتخذها مع أعضاء آخرين في مجلس الأمن جيدة وأنها شرعية نظرا لسلوك إيران».
ودعت الحكومة البريطانية إيران مجددا إلى «الالتزام بقرارات» مجلس الأمن. وقال متحدث باسم الخارجية إن التصريحات الأخيرة هي «خرق جديد لقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة».
وأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في وقت سابق أن بلاده انضمت لقائمة الدول القادرة على إنتاج الوقود النووي. وقال في كلمة بمناسبة إحياء مراسم «اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية» في محطة نطنز النووية بوسط البلاد «إن إيران انضمت اليوم لقائمة الدولة القادرة على إنتاج الوقود النووي ولن نسمح لبعض الدول الغربية بتقويض هذه الإنجازات. إن نهجنا النووي طريق لا رجعة فيه».
وقال نجاد «لقد كنا من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي لأكثر من 30 عاما وبالتالي فإنه لدينا الحق للحصول على التكنولوجيا النووية السلمية، بما في ذلك حصولنا على دورة الوقود النووي الخاصة بنا».
وأضاف إنه على الرغم من أن إيران التزمت بصورة مستمرة بقوانين معاهدة حظر الانتشار النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية وسلمت الآلاف من الوثائق السرية إلى الوكالة الدولية وسمحت بالكثير من عمليات التفتيش، «فإنه تم اتهام إيران بعدم الالتزام بالقوانين التي وضعتها ذات الدول التي تعارضها الآن».
وأكد الرئيس الإيراني أنه «لا يمكننا الالتزام بمعاهدة بدون الاستفادة من فوائدها في المقابل».
كما أعلن رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا اقازاده في نفس الاحتفال دخول إيران مرحلة تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي وبذلك بدأت مرحلة جديدة من عملها النووي.
وقال المسئول الإيراني إن الخبراء النوويين المحليين حصلوا على المعارف اللازمة لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي بعد خمس سنوات من الأبحاث والاختبارات المكثفة.
وأعلن نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي أن طهران ترفض تحديد عدد آلات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي أقامتها في نطنز. وقال «إن الرقم محدد إلا أننا نرفض كشفه» ودعا إلى انتظار صدور تقرير «بهذا الصدد عن مفتشي الوكالة الذرية خلال عشرين يوما».
ومن جهته، حذر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني من أن بلاده ستضطر إلى الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية إذا فرضت عليها ضغوط دولية إضافية بشأن برنامجها النووي.
وقال لاريجاني للصحافيين في نطنز «لن يكون أمامنا من خيار إذا ما خضعنا لمزيد من الضغوط سوى إعادة النظر في انضمامنا إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، طبقا لما قرره مجلس الشورى».
وتابع لاريجاني في خطاب في مشهد «اليوم بعد استكمال دائرة الوقود النووي نحن مستعدون لبدء مفاوضات حقيقية بهدف الوصول إلى تفاهم».
وأوضح «على الغرب أن يعرف أن الوصول إلى اتفاق مع إيران لن يتأتى من خلال قرارات الأمم المتحدة وأنها إذا خلقت توترات بدلا من التفاعل مع إيران فعليهم أن يعرفوا أن إيران ستبدي رد فعل جادا».
يذكر أن العلماء الإيرانيين توصلوا في مثل هذا اليوم إلى تقنيه تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة، حيث حققت إيران الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج الوقود النووي. وفي أعقاب هذا الانجاز العلمي والتقني أصبحت إيران ثامن دولة في العالم تمتلك دورة الوقود النووي.
في غضون ذلك، أفادت شبكة «خبر» أن مسئولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والشركة الروسية «أتومسترو يكسبورت» استأنفوا المباحثات الاثنين في محطة بوشهر. وقال التقرير التليفزيوني إن الجانبين بحثا أوجه الخلاف بينهما ويرغبان في التوصل لتسوية لها ولكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.
إلى ذلك، بث التلفزيون الإيراني لقطات جديدة للبحارة البريطانيين الذين اعتقلتهم طهران وأفرجت عنهم، ظهروا فيها مرتاحين ويعاملون بشكل جيد.
العدد 1677 - الإثنين 09 أبريل 2007م الموافق 21 ربيع الاول 1428هـ