العدد 1698 - الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثاني 1428هـ

الاتحادات العمالية العربية... هل حققت المكاسب المرجوة؟

لا شك أن العمال في جميع أنحاء العالم حققوا كثيرا من المكاسب إثر قيام الاتحادات التي لم تتوان في استخدام التهديد باللجوء إلى الإضراب وشل إنتاج المصنع أو المؤسسة إلى أن يستجيب رأس المال إلى مطالبهم، إذ حققت من خلال ذلك أكثر من عدة مكاسب مهمة لهم، فيما لاتزال اتحادات عمالية عربية تسعى لتحقيق نصف ما وصلت إليه النقابات والاتحادات العمالية الغربية.

فإذا كانت هناك إنجازات لاتحادات العمال الغربية، فماذا أنجزت اتحادات العمال العربية لأعضائها؟ فإنها لم تحقق كثيرا على رغم تكوين اتحاد نقابات العمال العرب العام 1956. فإن هذه الاتحادات لم تتكاتف بما فيه الكفاية لتشد وتقوي بعضها بعضا كما فعلت الاتحادات الغربية في العقود السابقة. فعندما قامت الحكومات العربية بسحق اتحادات العمال في بلادها، واحدا تلو الآخر، لم تتحرك بقية الاتحادات لمناصرة الاتحاد المسحوق. فمازال العامل العربي مهضوم الحقوق وخاضعا لإرادة صاحب المصنع. وبما أن غالبية المصانع والمعامل في البلاد العربية ملك للدولة، ظلت الدولة هي المخدوم الأكبر للعمال العرب، وهي المستفيد الأول من طاقتهم ونضالهم العمالي.

ونستطيع تلخيص المكاسب التي حققتها الاتحادات العمالية في الغرب بإنشاء الضمان الاجتماعي للعمال الذين يتعطلون عن العمل إما لإصابتهم أو مرضهم، وتحديد ساعات العمل بثمان ساعات في اليوم، وما زاد عنها يُعتبر زمنا إضافيا يُمنح العامل عليه أجرا مضاعفا، واستحقاق العامل عطلة يومين في نهاية كل أسبوع وعطلة أربعة إلى ستة أسابيع مدفوعة الأجر سنويا، إضافة إلى إنشاء مكاتب حكومية مهمتها التأكد من أن صاحب المصنع يتبع كل سبل السلامة، ويحافظ على صحة العمال ويتفادى ما يمكن أن يسبب لهم حادثا أو مرضا.

كما وضعت الاتحادات حدا أدنى للأجر الذي يتقاضاه أبسط عامل بالمصنع أو المنجم، وتحديد سن الخامسة والستين كحد أقصى للتقاعد ومنح المتقاعد معاشا مهنيا إلى أن يموت هو وزوجته ويصل أطفاله سن البلوغ، واستحالة فصل العامل من عمله إلا بعد عقد مجلس تأديب يشارك فيه اتحاد العمال، ناهيك عن منح المرأة العاملة إجازة براتب كامل لمدة أربعة أشهر بعد الولادة مع الاحتفاظ لها بوظيفتها عندما ترجع إلى العمل، ووجوب تمثيل نقابات العمال في مجالس إدارة المؤسسات، ومنع تشغيل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة عشر عاما.

لذلك، ينبغي ألا يمر عيد العمال في الدول العربية، من دون التعرف على فوائد اتحادات العمال حتى الآن. ويجب أن تنخرط الدول العربية في موكب الديمقراطية التي تتيح للناس حرية تكوين الاتحادات وحق المطالبة بحقوقهم العمالية المهتضمة سعيا إلى سقف أرفع يتناسب وحجم الجهود المبذولة فضلا عن طموحات العمال العرب.

العدد 1698 - الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً