يسرنا أن نشارك الصحفيين احتفالهم باليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يأتي متوافقا مع الأجواء المتميزة التي تعيشها صحافتنا الوطنية من حريات تزداد رسوخا يوما بعد يوم يصوتها الدستور والقانون وبما يتماشى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على أهمية ضمان الشفافية كسبيل للنهوض بالصحافة وتسهيل مهمة الصحفيين.

إن وطننا العزيز يفخر بمؤسساته الصحفية وما باتت تتمتع به من وزن وثقل، نظرا للتطور الذي حدث بها من حيث الكم والمستوى المهني، كما يفخر بالكوادر الصحفية البحرينية التي أثبتت قدرتها وتميزها في المجال الصحفي، فقد سجلت الصحافة البحرينية نقلة نوعية بشهادة الجميع لتتبوأ مكانها الطبيعي كمعيار لطبيعة ومستوى التحولات الديمقراطية والانجازات التنموية التي تشهدها المملكة، وكحصن منيع للدفاع عن قيم العدل والحرية والمساواة التي تمثل مرتكزات أساسية في مشروعنا التحديثي الشامل.

وفي هذه المناسبة، نجدد دعوتنا إلى صحافتنا بما لديها من تراكم خبرات واتساع حريات للاستمرار والمحافظة على نهجها الوطني دون تضارب أو تعارض مع قواعد واخلاقيات المهنة، وأن تنهض برسالتها التنموية والتربوية للأجيال الناشئة، وتعبّر عن ضمير الوطن وهويته بكافة فئاته وأطيافه، وتعكس إرادته وتطلعاته.

اليوم تقف الصحافة مع السلطات الثلاث معا لحمل مسئولية العمل وأمانة الكلمة في سبيل تطوير واقعنا الوطني على كافة المستويات والمناحي... ولعل مبعث اعتزازنا ان تحظى الصحافة البحرينية بدعم كامل ومتواصل من جميع المؤسسات الرسمية والخاصة من حيث التواصل معها والترحيب بالنقد البناء الهادف إلى كشف الأخطاء إن وجدت، وإن هذه التفاعل والتواصل مع الصحافة قد أثرى الصحافة البحرينية بتناولها كل ما يتعلق بشأن الوطن والمواطن وتحقيق الشراكة المجتمعية الفاعلة.

إننا نتطلع في المقابل أن تطور الصحافة بشكل دائم أدواتها ومفرداتها، وترفع من مستوى أدائها شكلا ومضمونا لتكون قادرة باستمرار على القيام بدورها المنشود كصحافة واعية مسئولة حرة تحكمها القيم والمعايير المهنية والأخلاقية ويؤطرها الاحساس العميق بالمسئولية الوطنية وهذه المعاني حاضرة دوما في لقاءاتنا المتواصلة مع الأسرة الصحفية في البلاد.

ويبقى أن نستذكر ونحن نهنئ الصحفيين - رجالا ونساء - بعيدهم السنوي، الرعيل الأول من رجالات الصحافة البحرينية ممن أثروا بجهدهم العمل الصحفي عبر سنوات طويلة، وساهموا في الارتقاء بالانتماء الوطني، كما لا ننسى أولئك الذين يخاطرون بحياتهم في مناطق الحروب والنزاعات في مختلف انحاء العالم من أجل أداء رسالتهم الصحفية والتخفيف من معاناة الآخرين... فتحية لهم ولكم جميعا.

ملك مملكة البحرين

حمد بن عيسى آل خليفة