قتل ناشطان فلسطينيان من «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» بنيران مسلحين مجهولين شمال قطاع غزة، فيما تبادلت الحركة الاتهامات مع «حماس» بشأن الوقوف وراء عملية الاغتيال.
وقال مدير عام الاسعاف والطوارئ معاوية حسنين إن «بهاء أبو جراد (32 عاما)، أصيب بسبعة عيارات نارية مباشرة في جميع أنحاء الجسم، بالقرب من أبراج الندى شمال قطاع غزة ما أدى إلى مقتله ومرافقه توفيق البدي». وقال مصدر أمني فلسطيني إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على أبو جراد، أثناء وجوده قرب منزله، وأصابوه بالكثير من الأعيرة النارية في أنحاء جسمه.
ومن جانبه، حمل المتحدث باسم «فتح» عبد الحكيم عوض «حماس» المسئولية الكاملة عن اغتيال القيادي في «كتائب الأقصى» ومرافقة قائلا «تتحمل (حماس) المسئولية الكاملة عن اغتيال وتصفية أبو جراد وتداعيات الحادثة». وقال عوض «إننا ننظر بخطورة بالغة لحادث الاعتداء وعملية الاغتيال التي تعرض لها الأخ القائد بهاء أبو جراد على أيدي فئة مارقة اعتادت الولوج في الدم الفلسطيني ومازالت تسعى من أجل تفجير الساحة الداخلية، في محاولة منها لتسميم الأجواء الوحدوية والوفاقية والتوجهات الجدية لمواجهة الفلتان الأمني الذي يهدد مستقبل شعبنا». وأضاف عوض «حركة (فتح) لن تمر مرور الكرام على هذه الجريمة وتحمل (حماس) كامل المسئولية عن تداعياتها باعتبار أن هذه الجريمة هي الأخطر منذ اتفاق مكة الذي حاولنا بكل مسئولية وطنية حمايته وإنجاحه وتحملنا الكثير من الأذى في سبيل ذلك».
ونفت «حماس» الاتهامات، مؤكدة أنه «ليس لها علاقة بالحادث لا من قريب ولا من بعيد». ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن ممثل «حماس» في المكتب المشترك للفصائل أيمن طه قوله: «نستغرب الموقف المتسرع بتوجيه الاتهام لـ(حماس) فقد كنا نأمل من إخواننا في (فتح) توخي الدقة وعدم إطلاق الاتهامات جزافا» داعيا إياهم إلى البحث والتحري. وأكد أن «حماس» «ستسعى إلى تطويق الحوادث حتى لا يتم نقل بؤرة الصراع من مكان إلى آخر وإنهاء الأزمة من خلال الاتصالات والتواصل في المكتب المشترك». إلى ذلك، قالت مصادر طبية وشهود عيان إن عشرة فلسطينيين أصيبوا برصاص مسلحين مجهولين غرب غزة. ومن جانبها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصائل كافة إلى الإسراع في تشكيل قوة عسكرية مشتركة مهمتها وضع حد فوري للاشتباكات المسلحة الداخلية أيا كان مصدرها.
في غضون ذلك، أعرب وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز معارضته لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن موفاز تحذيره من أن «مثل هذه العملية لن تحل المشكلة مع التنظيمات الفلسطينية بل ستزيد من الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين وتنطوي على المجازفة بشكل غير مدروس». ودعا موفاز الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع لتنفيذ عمليات برية محدودة زمنيا وإقليميا إلى جانب عمليات القتل المستهدف (الاغتيالات). من جانبه طالب عضو الكنيست سيلفان شالوم بضرورة المزج بين تنفيذ عملية برية واسعة النطاق في غزة واستئناف عمليات القتل المستهدف.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الجيش قرر استهداف حركة الجهاد الإسلامي خصوصا في المرحلة الحالية. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن عمليات الجيش ستستهدف قادة ومخططي ومصنعي الصواريخ الفلسطينية المحلية التي تطلق على «إسرائيل» معتبرة أن معظم هذه الصواريخ مصدرها الجهاد الإسلامي.
وكان الناطق باسم رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، غازي حمد، أكد أمس أن هنية اتفق مع وزير الداخلية هاني القواسمي على البدء في «الخطوات الإجرائية» لتطبيق الخطة الأمنية. وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية أن القواسمي علق كتاب استقالته من منصبه.
وفي موضوع آخر، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ألغى أمس زيارته إلى مدينة رام الله بسبب رداءة الأحوال الجوية. وقال المتحدث للصحافيين في رام الله إنه «تجري اتصالات لترتيب الزيارة خلال الأيام القريبة المقبلة».
وردا على سؤال إن كانت هناك عراقيل إسرائيلية تسببت بالتأجيل، قال أبو ردينة «لا يوجد عراقيل إسرائيلية وكل ما هناك أن سوء الأحوال الجوية لا يسمح للطائرات المروحية بالإقلاع». وكان مصدر في ديوان الرئاسة أكد أمس وصول طائرة الملك للأراضي الفلسطينية.
العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ