يعتبر موت الخبير العسكري الاستراتيجي بحركة «طالبان» الملا داد الله أمس بمثابة ضربة قاصمة للحركة. وصفته وسائل الإعلام الغربية بأنه «اشد أعضاء قيادة طالبان بأسا ويزعم داد الله أن لديه آلاف الرجال تحت إمرته ومن بينهم مفجرون انتحاريون على علاقات وثيقة بحركة التمرد في العراق. كما انه وفر جسرا لا يقدر بثمن بين عمليات الجبهة الأمامية وعمليات التجنيد في باكستان المجاورة. ينتمي داد الله الذي يعتقد انه كان في الأربعين من عمره عند وفاته لقبيلة كاكرا بجنوب غرب إقليم ابلشستان بجنوب غرب باكستان.حارب القوات السوفياتية في أفغانستان في الثمانينات وعلى الرغم من أنه فقد ساقا أثناء احدي المعارك فانه عاد إلى ساحة القتال بساق خشبية.وبينما كان ينسق عمليات التمرد في جنوب أفغانستان فانه أكد مجددا على سمعته الوحشية في مارس/ آذار الماضي عندما ذبح صحافيا أفغانيا رهينة وسائقه.
وخلال مذبحة لقبائل الهزارة الشيعية في أفغانستان العام 1998 إبان حكم طالبان اظهر داد الله مستوى من القسوة دفعت القائد الأعلى لحركة طالبان الملا محمد عمر وهو نفسه ليس بغريب عن الأعمال الوحشية لإعفائه مؤقتا من موقعه القيادي.بيد أنه بعدها بعام عاد داد الله مجددا لقيادة العمليات. وعندما وصلت القوات الأجنبية بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول العام 2001 في الولايات المتحدة فإنه حوصر مع قواته في إقليم كندوز بشمال البلاد. وبحسب رواية أسطورية لـ «طالبان» فانه رفض الاستسلام وتمكن من الهرب من الحصار. وثمة رواية أخرى أقل خيالا تقول: انه ترك رجاله وولى الأدبار. سعى داد الله للحصول على حق اللجوء في باكستان اذ توجد له زوجتان وثلاثة أطفال لا يزالون يعيشون في كويتا عاصمة إقليم بالوشستان وذلك بحسب مجلة نيوزويك الأميركية. وعقب ترقيته وانضمامه لعضوية القيادة المؤلفة من 10 أشخاص ذكرت وسائل الإعلام في حزيران/ يونيو العام 2003 أن داد الله بدا عملية تجنيد واسعة في باكستان بناء على طلب الملا عمر. وقد أثمرت جهوده بالفعل بتجنيد أكثر من ثلاثة ملايين أفغاني يعيشون في باكستان.
وراح داد الله في مارس/ آذار الماضي وبتشجيع من سلسلة نجاحات يزهو في قناة «الجزيرة» الفضائية بأن «طالبان لم تعد ضعيفة كما كانت في الماضي». وبينما كان مقاتلوه يلحقون «هزيمة مخزية باليهود والمسيحيين» فإنه أقسم بأن مناطق من أفغانستان «ستضرم فيها النار لتحرق العدو إن وطئها بقدمه».
د ب أ
العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ