بعد أن أعلنت باقة «شوتايم» بشكل رسمي وعبر قنواتها المتعددة حصولها على النقل الحصري للدوري الإنجليزي ابتداء من شهر أغسطس/ آب المقبل, أقول لنائب رئيس قناة راديو وتلفزيون العرب الذي خرج علينا أثناء معمعة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في ألمانيا صيف العام الماضي بتصريح غريب يدل على عدم احترامه للرياضيين أو للناس البسطاء قال فيه: «إن كرة القدم لم تعد لعبة للفقراء، ومن يريد أن يشاهد مباريات كأس العالم, فعليه أن يدفع الملايين!»... أقول له: «لا شاماتة فيكم وفي باقتكم التي سقطت عنها آخر أوراق التوت بعد فوز باقة الشوتايم بآخر الدوريات العالمية التي كانت باقتكم تمتاز بها، فالأجدر أن تخصص - الآن - 9 قنواتكم الرياضية إلى تغطية الدوريات العربية، مثل الدوري المغربي والسعودي والكويتي والأردني والتونسي والجزائري والمصري واللبناني والإماراتي, أما الدوري البحريني فـ «حامض على بوزك» كما يقول المثل الشعبي...! وإذا عجزت عن ذلك فإننا نقترح عليك تخصيصها - جميعا - إلى الدوري السعودي تدريجيا ابتداء من كأس خادم الحرمين الشريفين ووصولا إلى دوري الأشبال والبراعم حتى تلقى الرواج المناسب بعد خسارتها لأقوى الدوريات الأوروبية!».

فالحملة الظالمة التي قام ممثل القناة في البحرين - بتوجيه من قناتكم - من أجل حصر مشاهدة مباريات كأس العالم على الأندية وبعض المناطق في «الفرجان» أثناء البطولة كانت تمثل قصورا وفهما فاحشا إلى المشاهد العربي, وكأننا في البحرين أو في الوطن العربي نعيش في كوكب آخر غير ما شاهدناه على سبيل المثال في اليابان أو استراليا أو حتى في البلد المنظم ألمانيا, فقد كانت الشاشات العملاقة معروضة في الحدائق والأماكن الترفيهية لمشاهدة أبرز وأهم حدث كروي في العالم, «فهل هذه الدول تملك حقوقا أخرى غير الحقوق التي كانت تملكها الشركة, أم أننا في الوطن العربي نعيش على كوكب آخر!».

والأغرب والأعجب من ذلك أن الشخص نفسه ذكر في سياق حديثه الذي أوردته - آنذاك الوقت ­- أحد الصحف الإماراتية أن القناة رفضت - بكل استعلاء - طلب القيادة في المملكة السعودية الشقيقة, أن يكون البث مفتوحا أثناء مباريات المنتخب السعودي, متجاهلة بذلك مطلبا مهما إلى الشارع العربي, مفضلة الربحية المالية في أسوأ صورها على رغبة الرياضي العربي البسيط!

نعم «اللهم لا شاماتة» فيكم, بعد أن فقدتم حب واحترام الإنسان العربي البسيط الذي يملك قوت يومه, وجلبتم لكم كره وشماتة الرياضيين الذين ينتظرون هذه المناسبة على أحر من الجمر كل أربع سنوات.