العدد 1719 - الإثنين 21 مايو 2007م الموافق 04 جمادى الأولى 1428هـ

الهدف رقم «1000» يضيء مسيرة الأسطورة روماريو

رغم عدم اعتراف «الفيفا»

حقق نجم كرة القدم البرازيلي المخضرم روماريو دي سوزا فاريا الذي تخطى الحادية والاربعين من عمره هدفه المنشود المتمثل بالوصول الى الهدف رقم الف في مسيرته المظفرة عندما سجل احد اهداف فريقه الثلاثة فاسكو دا غاما في مرمى سبورت ريسيفي (3/1) في الدوري البرازيلي لكرة القدم.

وسجل روماريو هدفه في الدقيقة 48 من ركلة جزاء ليبلغ الرقم ألف على الاقل بحسب ما يدعيه اللاعب نفسه بيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لا يعترف بهذا الامر وخصوصا أن معظم الاهداف التي يزعم روماريو انه سجلها جاءت في مباريات غير رسمية على الاطلاق ومنها في مباريات تدريبية ليس الا.

ولان روماريو ليس لاعبا عاديا وبرز بشكل لافت في العقدين الاخيرين في صفوف الاندية التي لعب لها او مع المنتخب إذ قاده الى احراز اللقب العالمي العام 1994 في الولايات المتحدة فإن الكلام عن «الانجاز» الذي حققه كان حديث جميع النقاد في البرازيل في الشهرين الاخيرين.

حتى ان مجلة «بلاكار» الرياضية الشهيرة في البرازيل قامت بدراسة عن الاهداف التي سجلها روماريو فاكتشفت ان الكثير من الاهداف غير الرسمية اضافها روماريو الى سجله واعطت امثلة دامغة على ذلك إذ اعتبرت مثلا أن تسعة اهداف سجلها روماريو في صفوف ايندهوفن ليست موجودة اصلا في السجلات الرسمية للنادي الهولندي، كما ان روماريو يزعم بانه سجل ثنائية عندما كان يدافع عن الوان برشلونة الاسباني في مباراة ودية العام 1992، لكن النادي الكاتالوني يؤكد انه لم يخض تلك المباراة.

كما ان روماريو على ما يبدو اضاف في وقت سابق الى سجله هدفين لمصلحته في مرمى بارما علما بان المباراة انتهت بالتعادل السلبي. وقد صحح روماريو هذا الامر لكن الكثير من الاهداف تبقى تحمل علامة استفهام في ما اذا كانت رسمية أم لا.

وتضمنت لائحة روماريو الشخصية من الاهداف مثلا اهدافا سجلها في مباراة جمعت بين منتخب برازيل المكون من نجوم في اميركا الجنوبية في مواجهة منتخب اصدقاء لويزينيو والتي سجل خلالها روماريو 4 اهداف، كما انه اضاف هدفين في مباراة مماثلة بين منتخب من نجوم البرازيل المعتزلين ومنتخب اصدقاء الداير مدافع المنتخب السابق بعد اعتزال الاخير اللعب رسميا.

وكان فريق روماريو الحالي فاسكو دا غاما اطلق حملة دعائية لمساعدة روماريو على تسجيل هدفه الالف عندما رتب له عدة مباريات ودية في مواجهة فرق من الدرجة الثانية والثالثة فنجح الهداف في تسجيل 10 اهداف خلال هذه المباريات.

ويسجل لروماريو انه رفض ان يخوض احدى المباريات عندما ايقن ان بعض لاعبي احد اندية الدرجة الثالثة كان مكونا من لاعبين تخطوا الخمسين من اعمارهم وبدوا بعيدين جدا عن مستوى لاعب كرة قدم غير محترف.

وحاول روماريو اللعب في دول لا تملك بطولة قوية لكي تكون مهمته اسهل في تسجيل الاهداف فانتقل الى اديلاييد الاسترالي لمدة اربع مباريات ثم الى ميامي في الدوري الاميركي من دون ان يصيب نجاحا مع الفريقين.

واعتبرت صحيفة بلاكار في وقت سابق بأن روماريو في حاجة إلى 103 اهداف ليصل الى حاجز الرقم الف وليس الى هدف فقط اذا ما اخذنا في عين الاعتبار الاهداف الرسمية التي سجلها.

ولخص اسطورة كرة القدم بيليه الضجة الدائرة حول صحة معلومات روماريو بالقول: «لا ادري ما اذا كانت جميع اهداف روماريو مسجلة بشكل رسمي في المؤسسات التي تعنى بالاحصاءات لكن بما انه يؤمن بانه سجل هذا العدد فيجب ان نصدقه وبالتالي سيكون حري بنا ان نحتفل به عندما يسجل هدفه الرقم الف».

المنطق يقول، انه اذا سلمنا جدلا بان روماريو على اعتاب تسجيل هدفه الالف واذا اخذنا في عين الاعتبار بانه بدا مسيرته الاحترافية قبل 20 عاما فإن معدله في الموسم الواحد يجب ان يكون خمسين هدفا وهو امر غير معقول في عالمنا الحالي، فمجرد تسجيل خمسين هدفا في الموسم الواحد هو انجاز نادر فكيف بالحري تسجيل 50 هدفا على مدى 20 عاما متواصلة.

ولم يسبق لروماريو ان سجل اكثر من 45 هدفا في موسم واحد وكان ذلك موسم 1993-94 إذ سجل هذا العدد في 60 مباراة.

يذكر أن بيليه سجله هدفه الالف في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 1969 في ملعب ماراكانا الشهير من ركلة جزاء علما بان عداده توقف عند 1281 هدفا في 1363 مباراة.

ويعتبر روماريو ثالث هداف في تاريخ المنتخب البرازيلي اذ سجل 55 هدفا في 70 مباراة، في حين يحمل الملك بيليه الرقم القياسي ومقداره 77 هدفا في 92 مباراة دولية يليه رونالدو في المركزالثاني وله 62 هدفا في 97 مباراة.

لقد اتهم كثيرون روماريو بعدم المسئولية والمزاجية واثارة المشكلات في شكل مستمر مع مدربيه والمحيطين به، لكن هؤلاء اتفقوا دائما على قيمة النجم البرازيلي الكروية التي جعلت منه اسطورة حقيقية، من انواع الاساطير التي يصعب انتاجها بعيدا عن بلاد «السامبا».

ويمثل روماريو حال شعبية قل نظيرها في البرازيل منذ قيادته منتخب بلاده للفوز بكأس العالم العام 1994 في الولايات المتحدة، مسجلا خمسة اهداف اعادت اللقب الى البرازيليين بعد 24 عاما عجاف، وقال المدرب باريرا وقتذاك ان سر الفوز كان اعتماده على روماريو وعشرة لاعبين آخرين.

وانتفض المشجعون العام 1998 مطالبين المدرب ماريو زاغالو بضمه الى المنتخب المشارك في مونديال فرنسا، بعدما استبعده بحجة انه غير لائق بدنيا.

وجاء رد النجم البرازيلي الذي بكى لقرار زاغالو وزيكو، بتزيين ابواب المراحيض في ناد ليلي يملكه واسمه «قهوة الهدف»، برسوم كاريكاتورية لهما، واجبر العام 2001 على دفع غرامة مالية للثنائي بتهمة التسبب بأذى معنوي.

وبغض النظر عما اذا كان روماريو وصل فعليا الى الرقم ألف ام لا في مسيرته، فإن الحقيقة الناصعة البياض انه احد افضل اللاعبين والهدافين الذين انجبتهم الملاعب في العقود الثلاثة الاخيرة.

العدد 1719 - الإثنين 21 مايو 2007م الموافق 04 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً