اقترح مجموعة من علماء الدين تشكيل لجنة استشارية شرعية من الطائفتين الكريمتين لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وذلك في ورشة عمل نظمتها الجمعية أمس لمجموعة من العلماء في فندق «إليت سويتس».
وأكد العلماء أن هذه اللجنة «ستساهم مع الجمعية في توعية المجتمع مع المحافظة على الضوابط الشرعية في مشروعات وبرامج الجمعية».
من جهته أكد رئيس الجمعية الاستشاري توفيق نصيب أن الجمعية ستسعى لتكوين مثل هذه اللجنة، مضيفا «نحن ننطلق من منطلق الابتعاد عن كل ما يتعارض مع الشرع وخصوصا أن هدفنا الأساسي هو وقاية المجتمع من الأمراض».
جاء ذلك في ورشة العمل التي نظمتها الجمعية بعنوان: «مفاهيم الصحة الإنجابية والأمراض المنقولة جنسيّا» بمشاركة 13 عالم دين من الطائفتين من الجمعية الإسلامية والإصلاح وجمعية التوعية الإسلامية والنبأ الإسلامية.
إلى ذلك قدم طبيب الجراحة بمجمع السلمانية الطبي أحمد العصفور موجزا عن الأمراض الجنسية والإيدز وبعض التوضيحات المتعلقة بأسبابها وطرق انتقالها والوقاية منها، كما تحدث استشاري طب العائلة بوزارة الصحة سلمان غريب عن تعريف الصحة الإنجابية ومكوناتها، تخللت ذلك نقاشات من علماء الدين عن الجمعية وأدوارها ومقترحات ركزوا خلالها على التفاصيل الشرعية في مكونات الصحة الإنجابية.
من جهته، دعا الشيخ محمد جعفر الجمري الجمعية إلى إقامة ورش عمل للممرضات القائمات على تنفيذ فحص ما قبل الزواج حتى يؤدي الفحص إلى النتيجة المطلوبة، مؤكدا أن «الفحوص الطبية الموجودة في المراكز الصحية للمقبلين على الزواج لا تؤثر التأثير الذي نرجوه، ولا بد من تطوير مستوى الوسائل المستخدمة ليتفاعل معها الناس، كما أن الأطباء القائمين على الفحص الطبي يراعون الجانب الإنساني أكثر من العلمي في بعض الأحيان لخوفهم من التفريق بين الراغبين في الزواج، وعايشنا ذلك أكثر من مرة، ففي الوقت الذي يفترض أن ينصح الطبيب أو الطبيبة المتقدمين للفحص بعدم الزواج بسبب عدم توافقهما الصحي الذي قد ينجم منه أبناء مرضى، نجد بعض الأطباء يخبرونهم بأن العلم تطور وهناك مثلا علاج في ألمانيا لمرض السكلر مع أن غالبية المواطنين من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة ممن لا يتمكنون من تحمل كلفة العلاج في الخارج».
وأضاف «مما لا شك فيه أن فحص ما قبل الزواج وسيلة لتحسين مستوى الأسرة، ومن الضروري أن يكون الطبيب واضحا مع المتقدمين إزاء نتائج فحوصهم حفاظا على سلامة وصحة الأجيال المقبلة».
في السياق نفسه، قال الشيخ حمد الفضل: «صدر مرسوم ملكي بإلزامية الفحص ما قبل الزواج، ولكن الفحص مازال قاصرا، فهو بعيد عن تفاصيل مهمة مثل الكشف عن الإعاقات والأمراض الأخرى، إذ يركز فقط على مرض السكلر، وكتوصية مهمة في هذه الورشة يجب أن يركز الفحص على جميع الأمراض الوراثية وفحص الايدز وبعض الفحوص الدقيقة حتى يؤدي الفحص إلى الأهداف التي وضع من أجلها».
إلى ذلك تحدث السيد محمود الموسوي عن ضرورة مراجعة الجمعية لخطابها وبلورته بصورة تلائم المجتمع حتى تتمكن من توعيته، مستفسرا عن كيفية التوفيق بين الأضرار الناجمة عن أمر ما لا يمنعه القانون ولا توجد قدرة على إصدار قانون يمنعه.
من جهة أخرى، تطرق طبيب الجراحة بمجمع السلمانية الطبي أحمد العصفور إلى مرض الايدز بالتفصيل، منوها إلى أن الفحوص التي تكشف مرض الإيدز دقيقة بدرجة معينة إلا أن احتمال الخطأ في تشخيص المرض وارد لأسباب مختلفة من ضمنها أن المرض قد لا يكون في مرحلة تُمكِن من اكتشافه، أو أن تظهر الأعراض غير واضحة على المريض بسبب أن المرض كامن، وذكر العصفور أعراض المرض وطرق انتقال العدوى، لافتا إلى ضرورة الوقاية من الايدز الذي غالبا ما يفتك بضحاياه.
وتناول استشاري طب العائلة بوزارة الصحة سلمان غريب مفاهيم ومكونات الصحة الإنجابية التي تشمل الفحص قبل الزواج وفحص الحوامل والمباعدة بين الولادات والفحص الدوري للنساء ومكافحة ختان الإناث ومكافحة الإجهاض غير الآمن، وتعريف وأهداف كل مكون منها بالإضافة إلى الصحة الإنجابية للشباب.
العدد 1724 - السبت 26 مايو 2007م الموافق 09 جمادى الأولى 1428هـ