تلقى (الوسط الرياضي) رسالة من والد اللاعب عمر عبدالعزيز محمد الأنصاري جاء فيها... (نشرت صحيفة «الوسط» في ملحقها «الوسط الرياضي» الغراء في عددها 1733 الثلثاء 5 يونيو/ حزيران الجاري تساؤلات في العمود «الهدف» تحت عنوان «ماتشالا والسؤال الصعب» بقلم الأستاذ المخضرم وصاحب القلم القديم والقدير عباس العالي.
هنا وجدت نفسي أقدم بعض فصول الرد على ما كتبه الأستاذ، وأرجو أن يتسع صدره له. كنا نتمنى أن تكون رياضة خالصة خالية من القيل والقال، وكنا نتمناها متميزة أيضا بعيدة من الهواجس والمخاوف والألوان. كنا وكنتم وكانوا ومازلنا ومازلتم نعاني وهذه سنة الحياة...
«كل إنسان لديه هدف وقليل من يعلن هدفه، أنت واحد من الذين أتيحت لهم فرصة الإعلان عن هدفك في عمود جميل يزين الصفحة الأخيرة الملونة من صحيفة «الوسط» العريقة والكريمة، وكل يوم تزهو بما تحمله هذه الصحيفة من كتابات خالدة لا يحصل عليها إلا القليل من أصحاب الأقلام الوطنية الحرة التي من شأنها المحافظة على توازن كفتي الميزان الرياضي بما يخدم الجميع.
لقد أشرت في بداية حديثك عن ترحيبكم بالمدرب التشيكي ميلان في عمله تدريب الأحمر والإشراف على الأولمبي الواعد. ودعمت مقولتك بأنه ذو شخصية قوية ويرفض أن يتدخل أحد في عمله أو فرض أسماء لاعبين غير مؤهلين عليه، وأطلقت مثالا عن اللاعب عمر الأنصاري الذي لم يبرز في الملاعب البحرينية بحسب قولك، كما أضفت أنه بقدرة قادر اعتمده المدرب بريغل ووصفته بسيئ الذكر وتعني المدرب الراحل إلى بلاده.
أولا: أنت تعلم أيها الأخ أن الشرع لا يسمح بتجريح الرجال، وحضرتكم أطلقتم جزافا وصف «سيئ الذكر» وهذا غير مقبول حتى إعلاميا، فإن كنت قد لحظت عليه الخطأ فلديك لتكتب عن أخطائه الفنية والإدارية، ثم قيم سلوكه من دون أي تجريح أو غيبة، وأعلم أن الرقابة الصحافية هي رقابة الذات أولا، هذا فيما يخص إنسانا غائبا وهو بريغل.
ثانيا: فيما يخص الحاضر لدينا وهي مسألة اللاعب عمر الأنصاري، وأود أن أذكرك أن اسم اللاعب طرح أو اقترح على المدرب السابق ولم يتخذ أي إجراء إزاء ذلك؛ نظرا إلى تمسك النادي العربي القطري باللاعب، وأن سبب اقتراح اسم اللاعب المذكور لأن عمر الأنصاري شارك في تصفيات بطولة مجلس التعاون الأخيرة التي أقيمت في البحرين ونظمها نادي المحرق، بل وأبلى بلاء حسنا بتسجيل هدف رائع في مرمى الشارقة وهدف آخر في مرمى المحرق. كما أن الدوري القطري ليس بغريب على الجماهير والمتتبعين البحرينيين لذلك فهو من اللاعبين الذين يُسمّون بـ (الورقة الرابحة) فلا يستطيع أن يستغني عنه النادي العربي. في المقابل، نرى أن الكثير من المحترفين في الدوري يتنقلون بين الأندية هناك بخلاف عمر الذي يدخره نادي العربي، كما أن عمر الأنصاري يلعب في دوري الرديف وما أدراك ما دوري الرديف هناك، إذ يضم الكثير من المحترفين الأجانب الواعدين من مختلف أنحاء دول العالم، واللاعب كان قاب قوسين أو أدنى من تصدر هدافي دوري الرديف القطري، وهذه مدعاة فخر لكل البحرينيين. مازلنا في السيناريو نفسه، فاللاعب عمر الأنصاري يملك مواهب وحنكة قتالية وروحا عالية قلما تجدها في اللاعبين، لاعب يمكنه أن يلعب في أي مركز ويلعب بكلتا قدميه ونادرا ما تراه يتمسك بمركز معين، أينما تذهب الكرة تجده، وإلا ما الذي دفع النادي العربي لاعتماده لقيادة الفريق الرديف وكاحتياطي في الفريق الأول للفترات القاتلة وورقة رابحة يستخدمها المدرب في الكثير من الأوقات الحرجة. مازلنا على المحور نفسه، فاللاعب استجاب إلى نداء الوطن من خلال نادي الرفاع، إذ كان عمر يفضل اللعب لأحد الناديين، المحرق الذي نشأ فيه أو الرفاع، فالناديان لهما مكانة خاصة عند اللاعب، وترك وراءه فرصة نيل لقب هداف دوري الرديف القطري وهذا حلم الكثيرين هناك. أما عن سبب العطاء المتواضع في دوري 2007 بحسب ما تقول، ففي اعتقادي أن اللاعب لا يتحمل الحال السيئة التي اعترت مستوى نادي الرفاع في هذا الموسم، وعلى رغم ذلك فقد رحب اللاعب مشكورا باللعب في أي مركز في النادي، على رغم أن مدربي نادي الرفاع لم يوظفوا اللاعب بحسب إمكاناته، فهو مهاجم في العربي القطري بينما في الرفاع أسندت إليه مهمة الدفاع أحيانا وأحيانا ينقل من الجهة اليسرى إلى اليمنى بحسب أهواء المدرب، وعلى رغم ذلك أيضا ساهم اللاعب في تسجيل هدف في مرمى المالكية وصناعة هدف التعادل في مرمى الحالة في الدور قبل النهائي في وقت قاتل. وكيف للاعب أن يبرز في دوري البحرين وهو من متخصصي الدوري القطري؟
ثالثا: أتفق معك أخي العزيز بخصوص اللاعبين جيسي جون وفتاي، ألا تعلم يا أستاذنا الفاضل أن الأخبار مهما تكن هامشية فإنها تصل إلى كل بقاع الأرض في لحظات، وما كتب عن جيسي جون وفتاي يكاد يوازي ما كتب عن الأسطورة بيليه طيلة فترة عطائه، فهل يخفى على مدرب عينه وعقله وجسده مرتبط بدول الخليج منذ سنين طويلة، هل يخفى عليه شخصية هذين النجمين اللذين أصبحا كاللبان الممضوغ في فم الصحافة. وفيما يخص اللاعبين الكرام الذين ذكرتهم بداية براشد جمال الذي تألق في مباريات الكأس بشكل لافت للنظر بأنه أفضل منهما، وكذلك اللاعب النجماوي السوبر صالح عبدالحميد أو المهاجم المحرقاوي عبدالله الدخيل بأفضل منهما. وإنك لو ذكرت جميع لاعبي كرة القدم في المملكة فكلهم جيدون قدموا ما عندهم ولم يبخلوا بعطائهم على وطنهم وأنديتهم لا بالدماء ولا بالدموع ولا بالعرق وكلها زكية طاهرة، كانوا حالة واحدة، أبناء شعب واحد، جعلهم الله على العفو والعافية وحب الوطن والرياضة النظيفة الشفافة فهم شباب الحاضر والمستقبل.
وأخيرا نقول: هل يصفق ماتشالا بيد واحدة؟ ألا يحتاج إلى مساعدين؟ وإذا كنت تقول إنه محصن فإذا لماذا تخافها. أطلقها لأنك في عمود متميز... نعم أطلقها لكي تريح وترتاح!
تعقيب
الأخ الكريم... كم أنا سعيد بردك الذي ينم عن ثقافة الإنسان البحريني وعلو أخلاقه الكريمة، وأقول بصدق إنني -إطلاقا- لم أشكك في مقالي بمستوى اللاعب أو أقلل من شأنه؛ لأنني أساسا لم أشاهده، فكيف أحكم على إنسان لم أتعرف عليه. وهذا ما نوهت إليه في كيفية اختيار اللاعب أيام عهد المدرب بريغل، فإنه لم يشاهد اللاعب ولم يتعرف على مستواه، وهذا لا يجوز فنيا ولا يسمح به إداريا وغير متفق عليه في عالم التدريب! أما وصفي للمدرب بأنه (سيئ الذكر) فبسبب استهتاره بالكرة البحرينية وعدم احترامه لعمله وللثقة التي أولاها له المسئولون في اتحاد الكرة.
عباس العالي
العدد 1735 - الأربعاء 06 يونيو 2007م الموافق 20 جمادى الأولى 1428هـ