قالت شركة رسملة للاستثمار في تقريرها عن البورصات العربية في شهر مايو/ أيار الماضي إن «أسواق الأسهم في الخليج العربي سجلت أداء متصاعدا بعد أن أدرك المستثمرون أخيرا أهمية هذه الأسواق وحجم إمكاناتها إذ لوحظ تغيير إيجابي واضح في توجهات المستثمرين خلال شهر مايو الماضي».
وباستثناء السوق السعودية، فقد أنهت أسواق الأسهم الأخرى في منطقة الخليج تعاملاتها على ارتفاع إذ سجلت بورصتي كل من قطر والإمارات أفضل النتائج لهذا الشهر.
قلق من أداء الأسواق الثانوية
وفي مطلع الشهر، سيطرت موجة من القلق على المستثمرين من أداء الأسواق الثانوية ترقبا لعمليات الاكتتاب العام على شركة كيان في السعودية وشركة ديار في الإمارات. وبعد أن تبددت هذه المخاوف وسط إشارات واضحة على انتعاش السيولة في الأسواق بفضل ضخ المستثمرين المحليين والمؤسسات الاستثمارية الدولية، سارع المضاربون والمستثمرون الأفراد إلى تعزيز استثماراتهم في الأسواق. وتصدرت السوق الإماراتية لائحة الأسواق الأفضل أداء بارتفاع وصل إلى 14.5 في المئة في هذا الشهر وتبعتها السوق القطرية بأرباح وصلت إلى 11.2 في المئة بفضل التقويمات المشجعة لهذه الأسواق مقارنة بالأسواق الإقليمية والأسواق الناشئة.
وبحسب «رسملة»، تفوق أداء الأسواق الخليجية - باستثناء السعودية - على أسواق الأسهم في شمال إفريقيا والأردن خلال هذا الشهر بعد فترة طويلة من تراجع أداء هذه الأسواق مقارنة بنظيراتها في شمال إفريقيا والأردن.
السوق السعودية
وأنهى مؤشر تداول للسوق السعودية شهره الثالث على التوالي على انخفاض بنسبة 1 في المئة وبذلك تكون السوق السعودية السوق الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي سجلت خسائر لهذا العام. ويرجع الفضل إلى سهم سابك، السهم القيادي في السوق، والذي حقق ارتفاعا بنسبة 15 في المئة في الحد من انخفاض السوق لمستويات أدنى. واستحوذت أسهم المضاربة على معظم عمليات التبادل لهذا الشهر.
وكان لإعلان الأمير الوليد بن طلال نيته طرح أسهم شركة المملكة القابضة للاكتتاب العام قبل شهر يوليو/ تموز المقبل والأخبار عن استعداد 55 شركة لطرح أسهمها للاكتتاب العام خلال هذه السنة تأثيرٌ في إبقاء السيولة بعيدة عن الأسواق الثانوية بانتظار اللائحة الطويلة من الطروحات الأولية.
وفي هذا السياق، سجل الاكتتاب العام على شركة كيان، البالغ 6.75 مليارات ريال سعودي، مستويات متدنية من الطلبات حتى اليوم قبل الأخير للاكتتاب إلا أنها تزايدت إلى أن فاقت الكمية المعروضة بخمس مرات مع نهاية الاكتتاب؛ ما يظهر توافر نسبة عالية من السيولة في انتظار تحسن رغبة المستثمرين وثقتهم بالاستثمار.
وفي أخبار أخرى، وافقت «سابك» على شراء قسم البلاستيك من شركة جنرال الكتريك بعد نجاح العرض الذي قدمته بقيمة 11.6 مليار دولار، على حين تسعى «السعودية للاتصالات» إلى شراء إحدى الشركات المشغلة للمحمول في إفريقيا أو جنوب آسيا للتوسع بعملياتها خارج السوق المحلية وتوسيع موارد الإيرادات لديها.
سوق دبي تواصل الارتفاع
وواصلت سوق دبي ارتفاعها الذي بدأته في شهر أبريل/ نيسان الماضي، والذي وصل إلى 2.5 في المئة، بأداء متميز لشهر مايو الماضي بارتفاع بنسبة 17 في المئة، إذ بدأت التعاملات قوية مع مطلع الشهر واستمرت خلاله لتسجل السوق نتائج إيجابية لهذا العام. وتأثرت السوق بالكثير من المؤشرات التي ساعدت على رفع ثقة المستثمرين وارتفاع معدلات التداول إذ كان الطرح الأولي لأسهم شركة ديار، والذي فاقت طلبات الاكتتاب فيه الكمية المعروضة بـ 10 إلى 15 مرة بحسب التقارير الواردة، عاملا أساسيا في انتعاش السوق، على حين تحسن التداول بشكل كبير وسط مؤشرات عن زيادة نسبة مشاركة المؤسسات والصناديق الإقليمية والأجنبية في السوق.
وفي أخبار الشركات، أعلن بنك دبي الوطني ارتفاع أرباحه الصافية بنسبة 17.5 في المئة للربع الأول من 2007 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، على حين سجل بنك المشرق زيادة بنسبة 30 في المئة في الأرباح مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كذلك أعلنت شركة القروض العقارية الإسلامية (تمويل) أرباحا صافية وصلت إلى 50.47 مليون درهم إمارتي في الربع الأول من العام 2007 بزيادة 400 في المئة على الفترة نفسها من العام الماضي.
سوق أبوظبي تستمر في الاتجاه الصعودي
كذلك واصلت سوق أبوظبي اتجاهها التصاعدي الذي بدأته في شهر أبريل الماضي بارتفاع بنسبة 17 في المئة خلال الشهر بدعم من سهم «اتصالات» وأسهم القطاع العقاري. وساهمت عدة عوامل في تشجيع المستثمرين المحليين والأجانب على العودة إلى السوق منها التقويمات المغرية وتحرير قطاع العقارات إضافة إلى نتائج الشركات الإيجابية للربع الأول من العام، والتي ساهمت في تأكيد قدرة الشركات على تسجيل إيرادات قوية من شتى ظروف الأسواق المالية.
ورفعت شركة اتصالات من خلال شرائها 20 في المئة من شركة أتلانتيك تليكوم من حصتها في هذه الشركة الإفريقية لتشكل الحصة الأكبر بنسبة 70 في المئة، على حين أعلنت «الدار» العقارية عن خطة للحصول على 2.1 مليار دولار من خلال تسهيلات مشتركة لتمويل تطوير منتجع شاطئ الراحة في أبوظبي. كذلك أعلنت زيادة أرباحها الصافية بنسبة 79 في المئة في الربع الأول من 2007 مقارنة بالربع الأول من 2006 بفضل إعادة التقويم لموجوداتها من الأراضي.
من ناحية أخرى، أعلنت «طاقة» شراء شركة سي إم إس جنيريشن، وهي شركة تابعة إلى شركة سي إم إس الأميركية للطاقة، على حين أعلن بنك أبوظبي الوطني افتتاح شركة سويسرية تابعة إليه متخصصة في الخدمات المصرفية الخاصة.
تأثير محدود لتغير السياسة النقدية في الكويت
تابعت السوق الكويتية أداءها المتميز لتسجل ارتفاعا بنسبة 6.6 في المئة خلال شهر مايو الماضي، على حين حقق عائد السوق لهذا العام 14.1 في المئة؛ ما يجعلها ثاني أفضل أسواق المنطقة أداء بعد المغرب مدعومة بنتائج الشركات الإيجابية للربع الأول من العام. وفي مسار آخر، ووسط تنبؤات متضاربة بشأن سعر صرف الدينار الكويتي، أعلن البنك المركزي الكويتي فك ارتباط الدينار الكويتي بالدولار لصالح مجموعة من العملات؛ ما أدى إلى ارتفاع قيمة الدينار الكويتي بنسبة 0.4 في المئة. وكان تأثير هذا القرار على السوق محدودا وتراوح بين الحيادي والإيجابي.
وأعلنت شركة المشاريع القابضة (كيبكو) أرباحا صافية في الربع الأول من 2007 وصلت إلى 382 مليون دينار كويتي، بزيادة 25 ضعفا عن 15 مليون دينار كويتي مسجلة في الربع الأول من 2006 بفضل الأرباح الكبيرة التي حققتها الشركة من بيع حصتها في «الوطنية للاتصالات»، على حين سجلت شركة الاتصالات المتنقلة (إم تي سي) زيادة في إيراداتها بنسبة 33 في المئة في الربع الأول من العام بدعم من مضاعفة عدد العملاء خلال عام. هذا وأنهت الشركة صفقة شراء عمليات الهاتف المحمول لشركة سيلتل انترناشونال في إفريقيا إضافة إلى حصول المجموعة التي قادتها «إم تي سي» على الرخصة الثالثة لتشغيل الهاتف المحمول في السعودية بقيمة 6.109 مليارات دولار. وفي أخبار الشركات الأخرى، سجلت «أجيليتي» زيادة طفيفة في نتائجها للربع الأول بنسبة 2 في المئة، على حين أعلنت الشركة شراء شركة الخدمات اللوجستية الصينية «غوانغزو رونتانغ انترناشونال ترانسبورت كومباني ليمتد» (الدولية للنقليات المتحدة) بقيمة لم يتم الإفصاح عنها.
أداء إيجابي في عُمان
وأنهت السوق العمانية شهر مايو الماضي على ارتفاع بنسبة 6.8 في المئة مواصلة أداءها الإيجابي لشهر أبريل الماضي على حين وصل عائد السوق لهذا العام إلى 11.1 في المئة وسط نشاط متزايد للشركات. وأعلنت «عمان تل» نيتها التوسع في السوق الباكستانية من خلال شراء حصة في شركة اتصالات الباكستانية. ومن ناحية أخرى، رفض بنك الإسكان المتحد عرضا لشرائه من قبل بنك مسقط بقيمة 78 مليون ريال عماني ولكنه من المتوقع أن تتم الصفقة من خلال هذا العرض أو عرض أعلى قد يقدمه بنك مسقط أو منافسون آخرون.
11 % ارتفاع في السوق القطرية
تابعت السوق القطرية في شهر مايو الماضي ارتفاعها الذي بدأته في شهر أبريل الماضي لتحقق ارتفاعا بنسبة 11.2 في المئة وسط تحسن ملحوظ في نشاط المستثمرين. وحققت السوق نتائج إيجابية للمرة الأولى للفترة منذ عام. وتتفاوت التقديرات بشأن أسباب ارتفاع السوق ووصلت تقديرات بعض أسهم قطاعي المصارف والصناعة إلى مستويات مغرية للغاية، بعد الخسائر الواسعة في الأشهر الماضية، إضافة إلى تعزيز بعض الصناديق الاستثمارية الإقليمية الكبيرة من استثمارتها في السوق خلال الأسابيع الماضية.
وفي أخبار الشركات، أعلن بنك قطر الإسلامي زيادة بنسبة 4.7 في المئة في أرباحه للربع الأول من العام. وارتفعت أرباح «كيوتل» بنسبة 15.4 في المئة في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي على حين أعلنت الشركة توزيع 20 في المئة كأرباح على المساهمين. وفي منحى مختلف، أتمت «كيوتل» بالتعاون مع مؤسسة أي أي توركي للتجارة والمقاولات شراء حصة أساسية في شركة براق تليكوم الباكستانية؛ ما يعزز من خطط «كيوتل» في التوسع خارج السوق المحلية المحدودة.
استمرار خسائر السوق الأردنية
تابعت السوق المصرية أداءها الإيجابي إذ ارتفعت بنسبة 4.9 في المئة خلال هذا الشهر ليصل بذلك عائد السوق لهذا العام إلى 11.7 في المئة. ويشكل التضخم مصدر قلق كبير إذ من المتوقع أن يبقى على مستوياته العالية لمعظم هذا العام بسبب تزايد الطلب المحلي وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وفي أخبار الشركات، أعلنت «أوراسكم للبناء» زيادة في أرباحها الصافية للربع الأول من العام بنسبة 54 في المئة إذ وصلت إلى 140.2 مليون دولار مقارنة بـ 91.4 مليون دولار للربع الأول من العام الماضي، على حين سجلت «مصر للاتصالات» ارتفاعا بنسبة 22 في المئة في أرباحها الصافية مقارنة بالعام الماضي.
واستمرت خسائر السوق الأردنية خلال هذا الشهر بانخفاص نسبته 2.7 في المئة؛ ما قلص من الأرباح التي حققتها في أول شهرين من العام ووصلت بعوائدها في هذا العام إلى 5.7 في المئة فقط. وتراجع مستوى نشاط السوق وسط تكهنات بعودة الاستثمارات الخليجية للاستثمار في الأسواق الخليجية بعد تزايد النشاط في هذه الأسواق ووصول التقويمات إلى مستويات أكثر جاذبية في أسواق الخليج.
العدد 1737 - الجمعة 08 يونيو 2007م الموافق 22 جمادى الأولى 1428هـ