بينما لا تزال بعض مناطق المملكة تشهد آثار وتبعات ارتفاع منسوب مياه البحر الذي تجاوز السواحل ليمتد إلى الشوارع وخصوصا في مناطق عسكر وجو والمالكية والمعامير، فقد شددت جميع الجهات المعنية في البلاد من اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث وإدارة الأرصاد الجوية على طمأنة المواطنين والمقيمين، موضحة أنه لا دواعي للقلق، من جهته دعا أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين وهيب الناصر الجهات المسئولة في المملكة إلى الاستفادة من هذه التجربة، وردم تلك المناطق التي شهدت تضررا من ارتفاع الأمواج.
وعلى الصعيد ذاته، قامت آليات تابعة لوزارة شئون البلديات والزراعة عصر أمس (السبت) برفع مستوى شواطئ منطقتي عسكر وجو لمساحة تتراوح ما بين 400 و500 متر تقريبا بعدد 200 إلى 250 شحنة رمل.
عدسة وقلم «الوسط» تابعا الأوضاع في تلك المناطق منذ مساء أمس الأول (الجمعة) وحتى مساء يوم أمس (السبت)، إذ لوحظ وجود آثار ارتفاع الأمواج عند سواحل منطقة المالكية وجو وعسكر، فقد غطت المياه بعض الأماكن الساحلية إضافة إلى تغطيتها بعض الساحات والحدائق وخصوصا المالكية، كما كانت بقايا المياه لاتزال موجودة في بعض الأماكن البرية التي وصلت إليها بمناطق عسكر وجو، إضافة إلى تخطيها الشوارع العامة.
الزياني: «الكوارث» تراقب مستوى البحر والوضع مطمئن
أكد رئيس الأمن العام ورئيس اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث اللواء الركن عبداللطيف راشد الزياني أن اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث تقوم بمراقبة مستوى سطح البحر ومستوى المد لأخذ ذلك مؤشرا إلى احتمال وصول المياه لليابسة من جديد من عدمه، مشيرا إلى وجود تنسيق بين اللجنة وبين إدارة الأرصاد الجوية، إضافة إلى التنسيق مع قوات أمن الدول الصديقة، ومع سلاح البحرية الملكي البحريني.
وأضاف الزياني في حديثه إلى «الوسط» أن اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث قامت بتشكيل فرق أمن احتياطية مكونة من إدارة خفر السواحل، وزعتها على مختلف المناطق حسب الوضع الحالي الذي أكد أنه مطمئن جدا.
ولفت الزياني إلى وجود تعاون وتنسيق بين اللجنة وبين وزارة شئون البلديات والزراعة كجزء من اللجنة الوطنية، موضحا أنه تم تحديد بعض المناطق لعمل نوع من الحواجز الرملية بها للمحافظة على الشوارع، وخصوصا في تلك المناطق التي شهدت ارتفاعا في مستوى أمواج البحر.
وأشار الزياني إلى وجود تنسيق ما بين المكتب الفني الخاص باللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث وبين وزارات عدة، منها الكهرباء والماء ووزارة التربية والتعليم، والمؤسسة العامة للشباب والرياضة لحصر بعض الأماكن وتحديدها كملاجئ في حال حدوث أية حالات طارئة لا قدر الله.
وطمأن رئيس الأمن العام ورئيس اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث اللواء الركن عبداللطيف الزياني المواطنين والمقيمين في المملكة بخصوص تأثيرات إعصار «جونو» الذي ضرب أراضي سلطنة عمان وجمهورية إيران الإسلامية، وقال في اتصالٍ هاتفي أجرته معه «الوسط»: نطمئن المواطنين وجميع المقيمين، وخصوصا بعد الارتفاع الذي شهده مستوى مياه البحر مساء أمس الأول (الجمعة) في مناطق عسكر وجو، موضحا أن اللجنة لم تسجل أية حالة طارئة أو وجود أضرار أو إصابات بشرية وخصوصا بين مرتادي البحر.
ونفى الزياني توقعات زيادة ارتفاع نسبة الأمواج خلال الأيام القليلة المقبلة، مرجعا ذلك إلى نفي ذوي الاختصاص من إدارة الأرصاد الجوية، إذ قال الزياني: هذا الأمر ليس من اختصاصنا، إلا أننا لا نعتقد بزيادة أو ارتفاع الحالة، وذلك بحسب توقعات جهات الاختصاص من الأرصاد وغيرها التي قالت التوقعات نفسها، إلا أننا وفي كل الحالات قمنا بأخذ الاحتياطات الأمنية للحفاظ على أمن وسلامة الجميع.
«البلديات» ترفع مستوى سواحل عسكر وجو وتُعِدّ خطة
وعلى الصعيد ذاته، قال رئيس قسم الخدمات والطوارئ في شئون البلديات عادل الحواجي لـ «الوسط»: «تلقينا اتصالا من إدارة الدفاع المدني يوم أمس مفاده طلب رفع مستوى بعض السواحل الواقعة في منطقتي عسكر وجو بمساحة متر إلى 1.5 متر بعد ارتفاع الأمواج، وعلى الفور توجهت آليات الدفان عند تلك السواحل، إذ اتجهت غرافتان آليتان من وزارة شئون البلديات والزراعة لرفع مستوى سواحل جو وعسكر».
وأضاف الحلواجي «قامت الآليات برفع مستوى الشواطئ لمساحة تتراوح ما بين 400 و500 متر تقريبا بعدد 200 إلى 250 شحنة رمل»، مشيرا إلى أن تلك الآليات كانت تعمل منذ عصر يوم أمس في تلك المواقع التي شهدت ارتفاع منسوب المياه.
وعن استعدادات الوزارة للحالات الطارئة، أكد الحلواجي أن «استعدادات الوزارة قوية، ولديها خطة لمواجهة الحالات الطارئة، من ضمنها وجود 4 آليات و8 شاحنات مفتوحة لنقل الرمال، وما لا يقل عن 6 من المفتشين، وجميع أولئك تحت التصرف ونحن مستعدون للعمل في أية ساعة من الزمن عند وجود أية حالة طارئة»، مشيرا إلى عدم تسجيل إدارته أية حالة أضرار أو تلفيات جراء ارتفاع مستوى أمواج البحر.
الناصر يدعو لردم بعض السواحل والاستفادة من التجربة
أما الخبير الفيزيائي وهيب الناصر، فاعتبر ان ما شهدته المملكة من ارتفاع أمواج البحر في مناطق عسكر وجو والمعامير يمثل تبعات وآثار انتهاء إعصار جونو، وذكر أن الأمواج الشديدة للإعصار بدأت تضعف وتصل إلى مناطق الخليج.
وأضاف الناصر «بحسب معلومات الأرصاد الجوية فإن تلك الأمواج ترجع إلى وجود مرتفع جوي في دولة الإمارات العربية أدى إلى خلق نوع من الجذب والشد على سواحل البحرين، ما نتج عنه تدفق المياه على سواحل البحرين أكثر من أية دولة خليجية أخرى، إذ ان دولة قطر لم تسجل تلك الحالات، ولو كان ارتفاع الأمواج بالبحرين نتيجة للإعصار فحسب لشهدت سواحل قطر ما شهدته المملكة».
وتوقع الناصر أن يكون لدرجة حرارة الجو تدخل في الحالات التي شهدتها سواحل المملكة، طالبا الاستفادة من التجربة، لافتا إلى أن المستنتج من الظاهرة أنه في حال حدوث ارتفاع في منسوب مياه البحر فإن بعض المناطق ستغمرها تلك المياه، والمناطق المعنية هي تلك التي شهدت ارتفاعا في مستوى الأمواج وهي الأكثر تضررا، لذلك لابد أن تردم هذه المناطق، وأن تكون هناك عمليات للدفن بداخل البحر لمسافة النصف كيلو متر، كما يجب أن تكون تلك السواحل مرتفعة عن مستوى البحر بمساحة مترين تقريبا.
وشدد الناصر على أهمية الاستفادة من هذه التجربة والأخذ في الاعتبار الحلول المقترحة وخصوصا تلك المتعلقة بالدفن، رادا على من يتباكون على تدمير البيئة البحرية بخصوص ذلك بأن الإنسان وبيئته أهم بكثير من البيئة البحرية التي يمكن أن تعالج بأية طريقة ابتكارية.
العدد 1738 - السبت 09 يونيو 2007م الموافق 23 جمادى الأولى 1428هـ