يشارك منتخب البحرين للشباب لكرة السلة في بطولة حواري مائية تنظمها جمعية سياسية استعدادا لمشاركته في بطولة مجلس التعاون لكرة السلة المقررة في دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر أغسطس/ آب المقبل وذلك في مفارقة غريبة من نوعها!
وتقام بطولة الحواري هذه في بركة مائية صغيرة يوجد داخلها 8 لاعبين في مساحة ضيقة ما يعرض اللاعبين لكثرة الاحتكاكات والإصابات.
وتأتي هذه المشاركة بحسب قول المسئولين عن المنتخب في إطار الاستعدادات التي يقوم بها المنتخب حاليا للمشاركة في البطولة الخليجية بصفته حامل اللقب.
والغريب في الأمر أن هذه البطولة التي تنظم من قبل جمعية سياسية تدخل منتخب الشباب الذي يمثل الاتحاد الوطني في لعبة الدعاية السياسية الداخلية إلى جانب تعريض لاعبيه للإصابات في إطار مواجهتهم للاعبين لا يعرفون شيئا عن كرة السلة وإنما هم يلعبون من أجل التسلية في الفترة الصيفية.
فهل يعقل أن يشارك منتخب وطني مقبل على مشاركة خارجية مهمة في بطولة حواري بهذا المستوى؟ ومن هو المسئول عن هذه المشاركة في إطار موافقة مجلس إدارة الاتحاد عليها؟!
الداخل إلى موقع البطولة يلفت نظره في البداية صور الشخصيات السياسية التي ترعى هذه الدورة الصيفية ما يدلل على أن المنتخب الوطني للشباب واتحاد السلة مشارك في الدعاية السياسية لهذه الشخصيات وهذه بادرة غريبة وجديدة من نوعها!
المعروف أن الاتحادات الوطنية هي الجهة التي تمنع اللاعبين من المشاركة في الدورات الصيفية وفي دورات الحواري فاتحاد كرة القدم مثلا أصدر تعميما يمنع جميع لاعبي المنتخبات وخصوصا لاعبي المنتخب الأولمبي من المشاركة في الدورات الصيفية ومن ضمنها دوري الشركات الذي يكون سببا عادة في حصول الكثير من اللاعبين على الوظائف، ولكن في حال اتحاد السلة فالأخير هو من يشركهم في بطولات ودورات لا يشارك فيها حتى اللاعبون الهواة الذين لا ينتمون إلى الأندية!
الاتحاد يعلل هذه المشاركة بالإعداد البدني للاعبي المنتخب، وكان الأجدى به أن يوفر بركة سباحة للاعبين للقيام بالإعداد البدني فيها وفق أسس علمية بدل المغامرة بهم في مثل هذه الدورات، وهذا ما تفعله المنتخبات والاتحادات المحترمة.
موافقة اتحاد السلة على هذه المشاركة تبعث على التعجب والتندر في الوقت نفسه، لأنها تدلل على المستوى الذي وصل إليه الاتحاد في تقديره للأمور.
بعض الأندية أعلنت رفضها لمشاركة لاعبيها في هذه الدورة واعتراضها على هذه المشاركة وهددت بسحب لاعبيها إلا أن اتحاد السلة رد عليها بالتهديد أيضا بأنه سيستبعد اللاعبين الذين يرفضون المشاركة في هذه الدورة!
«الوسط الرياضي» تلقى يوم أمس الكثير من المكالمات المستهجنة لهذه المشاركة من إداريين ومدربين في الأندية وصفوا خلالها هذه المشاركة بالمسخرة.
وبيّن أحد المدربين الذين حضروا الدورة أن الجو العام هناك ليس له أي علاقة بالرياضة فالمدخنون منتشرون في كل مكان والمشاركون ليس لهم علاقة باللعبة!
العدد 1745 - السبت 16 يونيو 2007م الموافق 30 جمادى الأولى 1428هـ