بعد فوزه بلقب سباق الجائزة الكبرى الكندي لسيارات فورمولا 1 يوم الاحد الماضي، ينتظر سائق فريق مكلارين مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الفرصة حاليا لإضافة لقب سباق الجائزة الكبرى الأميركي بإنديانابوليس إلى قائمته الشرفية القصيرة.

وينتقل هاميلتون من مونتريال في كندا إلى مضمار «موتور سبيدواي» بإنديانابوليس حيث سيجرى سباق الجائزة الكبرى الأميركي ساعيا لاثبات أنه قادر على إحراز لقب آخر بعدما أحرز لقبه الاول بسباقات فورمولا 1 التي ينافس فيها للمرة الأولى بمشواره الرياضي في سباق مونتريال. ويتصدر هاميلتون ترتيب السائقين لهذا العام برصيد 48 نقطة وبفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه وزميله الاسباني بمكلارين فيرناندو ألونسو الذي اشتكى حديثا من تفضيل فريقه ذي المقر البريطاني لهاميلتون (22 عاما) عليه. وكان سوء الحظ الذي لازم ألونسو صاحب المركز السابع بسباق مونتريال في مراحل سيارة الأمان التي ظهرت بالسباق بسبب حوادث التصادم كبيرا بقدر الحظ نفسه الذي حالف هاميلتون في المراحل نفسها. فهاميلتون كان قد أعاد ملء سيارته بالوقود للتو قبل أولى مراحل سيارة الأمان الأربعة التي شهدها السباق. ولكن بعد اعتلائه منصة التتويج في السباقات الستة الأولى لهذا الموسم، فقد أثبتت عروض هاميلتون القوية عموما أنه منافس قوي على لقب بطولة العالم لهذا العام. وإذا نجح هاميلتون في تحقيق أحد المراكز الثمانية الأولى بسباق الغد فسيصبح أول سائق بتاريخ بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 الذي يجمع نقاطا في سباقاته السبعة الأولى بها. وسبق لسائقين اثنين فقط بخلاف هاميلتون خلال تاريخ البطولة الطويل أن نجحا في جمع نقاط في سباقاتهم الستة الأولى بالبطولة وهما بطل العالم 3 مرات البريطاني جاكي ستيوارت في عام 1965 والأميركي ريتشي جينثر الذي فاز في سباقاته الستة الاولى بفورمولا 1 فيما بين عامي 1960 و1961. ولكن هاميلتون هو السائق الوحيد الذي نجح حتى الآن في اعتلاء منصة التتويج في سباقاته الست الأولى.

وأشار السائق البريطاني إلى أنه أقل استعدادا لخوض سباقه الاول على مضمار إنديانابوليس عما كان قبل سباق الجائزة الكبرى الكندي على رغم انه لم يكن قد خاض أي سباقات على مضمار «جيل فيلنوف» الكندي قبل ذلك السباق أيضا. وبخلاف سباق كندا فقد أكد هاميلتون أنه لم يتدرب حتى على جهاز المحاكاة الخاص بمكلارين (حيث يجلس خلف عجلة قيادة سيارة ثابتة ويوفر له الجهاز أجواء السباق) ولكنه أوضح أنه مازال يتطلع قدما للسباق الأميركي. وقال هاميلتون: «أشعر بإثارة كبيرة لأنني سأنافس على مضمار إنديانابوليس، فهو مكان أسطوري. لا يمكنك الهروب من تاريخ هذا المكان. وأتطلع قدما لتجربة هذه الأجواء للمرة الأولى».

وحمل هذا الموسم الكثير من الأجواء السعيدة لفريق مكلارين منذ بدايته، إذ يتصدر الفريق ترتيب السائقين بالموسم برصيد 88 نقطة بفارق كبير عن أقرب منافسيه فيراري الذي يحتل المركز الثاني برصيد 60 نقطة. بينما يحتل بي إم دابليو ساوبر المركز الثالث برصيد 38 نقطة ويليه رينو في المركز الرابع برصيد 21 نقطة.

وكان على رون دينيس رئيس فريق مكلارين أن ينفي ما تردد خلال الأيام القليلة الماضية عن أن ألونسو الذي أحرز لقب بطولة العالم في الموسمين الماضيين مع فريق رينو لا يلقى الدعم الكامل من فريقه. إذ أصر دينيس على أن كلا من هاميلتون وألونسو يتمتعان «بتجهيزات متساوية ودعم متساو وفرص متساوية للفوز بداخل الفريق». وعلى رغم النتيجة المخيبة للآمال التي حققها ألونسو في مونتريال فإنه مازال واثقا من إحرازه لقبه الثالث على التوالي ببطولة العالم. وقال ألونسو: «لقد فزت بسباقين من أصل 6 سباقات واعتليت منصة التتويج 4 مرات. ولدي 40 نقطة ستسمح لي بالمنافسة على اللقب في النهاية». من ناحية أخرى، يجب على فيراري أن يستعيد توازنه سريعا بعد عرض الفريق الهزيل في مونتريال عندما جرد البرازيلي فيليبي ماسا من نتيجته، فيما اكتفى سائق الفريق الآخر الفنلندي كيمي رايكونين بالمركز الخامس. ويحتل ماسا المركز الثالث بترتيب السائقين العام لهذا الموسم برصيد 33 نقطة ويليه رايكونين في المركز الرابع برصيد 27 نقطة بفارق نقطة واحدة عن الألماني نيك هيدفيلد سائق بي إم دابليو ساوبر الذي حل في المركز الثاني خلف هاميلتون في مونتريال.

وحصل فريق بي إم دابليو على دفعة معنوية كبيرة بفضل تواصل عروض هيدفيلد القوية منذ بداية الموسم وبفضل نجاة سائق الفريق البولندي روبرت كوبيكا من حادث التصادم المروع الذي تعرض له بمونتريال، إذ أصيب ببعض الجروح البسيطة. وبعد قرار الجهاز الطبي بالاتحاد الدولي لسباقات السيارات بمنع كوبيكا من المنافسة في إنديانابوليس على رغم إصرار السائق البولندي على استعداده للمشاركة فيه فسيستعين بي إم دابليو بسائق التجارب الألماني الشاب بالفريق سيباستيان فيتل ليحل محل كوبيكا في سباق الغد فيما سيكون سباق فيتل الأول على الاطلاق بفورمولا 1.