أقل ما يمكن أن يقال عن المشاركة الفلسطينية في النسخة الرابعة من منافسات بطولة غرب آسيا لكرة القدم، التي تستضيفها العاصمة الأردنية (عمان) من 16 حتى 24 يونيو/ حزيران الجاري، أنها مشاركة رمزية تأتي في ظروف استثنائية بل وصعبة جدا يمر بها الشعب الفلسطيني بأسره في الداخل وفي الخارج.
وشاءت الأقدار أن تصل بعثة المنتخب الفلسطيني إلى عمّان في وقت تصاعدت فيه حدة الاقتتال الداخلي بين منتسبي فتح وحماس وفي مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال عدد من لاعبي المنتخب الفلسطيني الذين التقتهم «فرانس برس» بعد وصولهم إلى عمّان أنهم لا يعرفون عما إذا كان بإمكانهم العودة إلى غزة في ضوء إغلاق معبر رفح والظروف الراهنة.
ولم يتمكن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أحمد العفيفي من الوصول من غزة إلى عمان للأسباب المذكورة.
يقول مدرب المنتخب الفلسطيني محمد الصباح لـ «فرانس برس» بعد وصوله مباشرة إلى عمان: «وصلنا بمعنويات شبه منهارة، فالاقتتال الداخلي ضاعف ليس فقط من حجم معاناة الشعب الفلسطيني وإنما كذلك من معاناة المنتخب الذي يمر منذ عدة شهور بل وسنوات بظروف لم تمر على أي منتخب في القارات الخمس»، مضيفا «لذلك عقدت العزم بعد وصولي إلى عمان على أن أتوجه والجهاز الإداري لرفع معنويات اللاعبين ومحاولة إبعادهم عن تأثيرات ما يجري من اقتتال داخلي في الشارع الفلسطيني».
مشاركة من أجل المشاركة
عن طبيعة المشاركة الفلسطينية في النسخة الرابعة من بطولة غرب آسيا يقول الصباح: «لا أذيع سرا بالقول إننا جئنا هذه المرة رافعين شعار المشاركة من أجل المشاركة لا أكثر، فهدفنا إثبات وجود الكرة الفلسطينية على الساحة الآسيوية والاحتكاك مع نخبة منتخبات دول غرب آسيا».
ويعترف الصباح أن القرعة كانت قاسية على منتخب فلسطين، إذ أوقعته مع منتخبي إيران (حامل اللقب) والعراق (حامل ذهبية دورة ألعاب غرب آسيا)، وهما المتأهلان معا إلى نهائيات كأس آسيا 2007. نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للعبة جورج غطاس قال بدوره: «لم تغب فلسطين عن النسخ الثلاث السابقة من بطولة غرب آسيا والظروف الراهنة بل والاستثنائية التي يمر بها الشعب الفلسطيني لم تمنعنا من تأكيد المشاركة التي نراها مفيدة في هذا الوقت تحديدا، وأملنا من الاتحادين الدولي والآسيوي مراعاة ظروفنا الكروية والعمل على تخفيف معاناتنا، فنحن نقدر ما قدمه الفيفا والاتحاد الآسيوي لنا، ولا ننسى كذلك ما قدمته بعض الدول العربية من دعم لكرة القدم الفلسطينية».
إعداد متواضع
وتحدث رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد الفلسطيني علاء حالوب «عن أهمية المشاركة الفلسطينية في بطولة غرب آسيا»، معربا عن أمله «في أن تمهد لجيل جديد من اللاعبين وخصوصا أن هذه المشاركة تعتمد على لاعبي أندية الضفة والقطاع وعلى لاعبين محترفين في الملاعب الأردنية».
وتابع «أن الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني لم تمكن المنتخب من الاستعداد أو التجمع على ملاعب فلسطين ما دفعه للتوجه لإقامة معسكر تدريبي في القاهرة خلال الأسبوعين الماضيين خلا من المباريات الودية».
المشاركات السابقة
وكان المنتخب الفلسطيني حرص على المشاركة في النسخ الثلاث السابقة لبطولة غرب آسيا، ففي الأولى في عمّان العام 2000 خسر أمام سورية صفر/1 وتعادل مع إيران 1/1، وفي الثانية في دمشق العام 2002 خسر أمام سورية 1/2 وأمام العراق صفر/2، وفي الثالثة في طهران العام 2004 تعادل مع الأردن 1/1 وخسر أمام العراق 1/2.
وفي النسخة الرابعة، يفتتح المنتخب الفلسطيني مشواره غدا (الاثنين) بلقاء العراق، قبل مواجهة إيران الأربعاء ضمن المجموعة الثانية.
تشكيلة فلسطين
تضم تشكيلة منتخب فلسطين لبطولة غرب آسيا 20 لاعبا، 13 منهم يمثلون أندية قطاع غزة وهم: لحراسة المرمى: رمزي صالح (جباليا) ومحمد شبير (خان يونس)، للدفاع: صائب جندية (الشجاعية) وحمادة شبير (الشاطئ) وعبداللطيف البهداري (خدمات رفح) وعمار أبوسليسل (الهلال غزة) وإسماعيل العمور (المشتل) وفادي دويك (أهلي الخليل) وحميدان بربخ (خان يونس)، للوسط: تيسير عامر (أهلي قلقيلية) ومراد إسماعيل (أهلي قلقيلية) وفادي سليم (مركز طولكرم) وإبراهيم السويركي (الشجاعية) وسليمان العبيد (الشاطئ) ومعن عبيد (مركز طولكرم)، وللهجوم: حسام وادي (الشجاعية) وهاني المصدر (رياضي غزة) وموسى أبوجزر (شباب رفح) وفهد عتال (الجزيرة الأردني) وفادي لافي (محترف في الأردن وفي طريقه للعودة إلى صفوف نادي الوحدات).
العدد 1745 - السبت 16 يونيو 2007م الموافق 30 جمادى الأولى 1428هـ