تبدأ منتخبات مدينة المنامة اليوم مشوارها التنافسي في دورة الألعاب العالمية للأطفال التي افتتحت مساء أمس في العاصمة الأيسلندية (ريكيافيك) بمشاركة عالمية واسعة، كانت فيها المنامة الممثل الوحيد للمدن العربية، في خطوة حظيت بتقدير واحترام أوساط الدورة. ويخوض منتخب كرة اليد مباراتين ضمن المجموعة الحديدية، فيما يستهل الثنائي حسن علي يعقوب ومحمد جلال مشوارهما في منافسات الجولف، على أن تظهر لاعبتنا مريم الأنصاري في الدورة غدا (السبت) بخوض منافسات الوثب العالي في ألعاب القوى.
وتسود أجواء من الارتياح الرياضيين البحرينيين المشاركين في الدورة والذين بلغوا مرحلة جيدة من الجاهزية الفنية والمعنوية للمشاركة في فعاليات الدورة، وبإمكان الجميع هنا في ريكيافيك أن يلمس مدى العزيمة الدافقة والحماس الكبير الذي يتسلح به ممثلو البحرين في «أولمبياد الأطفال»، الذين ارتفعت معنوياتهم كثيرا بعد الثقة الغالية التي نالتها مملكة البحرين من الأسرة الدولية بمنحها شرف استضافة دورة الألعاب العالمية للأطفال للعام 2010، في إنجاز لافت ترك أطيب الأثر في نفوس الرياضيين، الذي أيقنوا تماما معنى أن يكون المرء سفيرا ناجحا لوطنه في المحافل الدولية.
ويبدأ منتخب كرة اليد مشواره في الدورة بمواجهة فريق سيليش السلوفيني عند الساعة 9.50 صباحا بتوقيت ريكيافيك (12.50 بتوقيت البحرين) وذلك في أولى مبارياته في المجموعة الأولى التي تضم أيضا فريق ريكيافيك الأيسلندي (صاحب الأرض والجمهور)، وبيرغن النرويجي وبراتيسلافا السلوفاكي. فيما يخوض منتخبنا مباراته الثانية عند الساعة 5.50 مساء دقيقة بالتوقيت المحلي أمام ريكيافيك، على أن يستكمل مبارياته بالدور الأول يوم غد بمواجهة بيرغن صباحا وبراتيسلافا في الفترة المسائية، ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي للمسابقة التي تقام بطريقة التقاطع.
وأجرى منتخبنا مباراتين وديتين خلال اليومين الماضيين أمام فريق ماريبور السلوفيني وانتهت نتيجة المباراتين بفوز منتخبنا، إذ ظهر لاعبونا بصورة طيبة عبرت عن جهوزيتهم للدخول في أجواء المنافسات، وتجلت الفائدة الحقيقية من المباراتين في تعزيز عنصر الانسجام في تشكيلة المنتخب قبيل خوض المنافسات الرسمية.
وأكد مدرب فريق كرة اليد الكابتن السيدعباس التوبلاني أن قرعة البطولة أوقعت فريقنا في مجموعة صعبة تضم مدارس متفوقة في لعبة كرة اليد أمثال أيسلندا والنرويج وسلوفاكيا، ما يحمل الفريق مسئولية كبيرة من أجل محاولة الظهور بصورة طيبة في هذه المنافسات العالمية، مشيرا إلى أن توجيهاته للاعبيه تركزت على أهمية خلع رداء الرهبة والخوف وتقديم كل ما لديهم من مستويات فنية ومحاولة ترك بصمة ايجابية على لوحة الدورة.
وأوضح التوبلاني أن جدول المجموعة يفرض على منتخبنا خوض مباراتين في يوم واحد، ما يفتح الباب واسعا أمام إشراك جميع اللاعبين العشرة أفراد التشكيلة في المباراتين، لافتا إلى أن التشكيلة الأساسية للمنتخب في مباراتي اليوم تضم كلا من محمد جاسم لحراسة المرمى، وثلاثي الخط الخلفي عواد رجب (صانع الألعاب)، أحمد جعفر، ومحمد مدن، والجناحين عبدالعزيز عبدالغني في الميمنة وحسن القطان في الميسرة إلى جانب لاعب الدائرة حسن محمد عبدالرحمن، فيما ستكون الفرصة مؤاتية لإشراك الثلاثي حسن عبدالامير وعلي عبدالقادر وعبدالله ماهر بحسب مقتضيات الأمور، علما أنهم يجيدون اللعب في أكثر من مركز ما يوسع من الخيارات البديلة في تشكيلة المنتخب.
ويستهل اللاعبان حسن علي يعقوب ومحمد جلال رحلة البحث عن اكتساب الخبرة والاحتكاك في الدورة صباح اليوم بالمشاركة في منافسات الجولف التي يشارك فيها 50 لاعبا يمثلون 20 مدينة.
واعتبر مدرب منتخبنا الكابتن عبدالله سلطان الحكم أن لاعبينا قادرون على تقديم مستويات متميزة إذا ما تخلصوا من رهبة المشاركات الخارجية، مشيرا إلى أن التدريبات التي أجراها اللاعبان على ملعب المسابقة أسهمت في تعزيز جاهزيتهما للمنافسات التي سيحاولان من خلالها تأكيد أحقيتهما بتمثيل المملكة في هذا المحفل العالمي باعتبارهما يشكلان عناصر الجيل الواعد للجولف البحرينية.
وأشار الحكم إلى أن أرضية الملعب ليست بالمستوى المطلوب من ناحية تكاثر التعرجات فيها وعدم استواء العشب، مبينا أن ذلك الأمر قد يشكل عائقا أمام لاعبينا لتحقيق نتيجة إيجابية، مستدركا بالقول إن ذلك لا يشكل عذرا مسبقا للاعبينا؛ لأن سوء الأرضية سيؤثر على جميع اللاعبين المشاركين وليس فقط لاعبينا.
وواصلت يوم أمس نجمتنا الواعدة مريم الأنصاري تدريباتها بإشراف المدربة التركمانية ماجدلينا استعدادا للمشاركة صباح يوم غد (السبت) في منافسات الوثب العالي ضمن مسابقات «أم الألعاب».
وتحاول الأنصاري بلوغ أقصى درجات الجاهزية تمهيدا للمشاركة في المسابقة التي تسعى من خلالها إلى تحطيم رقمها الشخصي البالغ 160 سنتيمترا، الذي سجلته في إحدى البطولات المحلية، علما أنها كانت أحرزت الميدالية الذهبية في بطولة الخليج للناشئات في البحرين خلال شهر مارس/ آذار الماضي.
في تلك الأثناء مازالت أصداء منح البحرين شرف تنظيم دورة الألعاب العالمية للأطفال للعام 2010 تتردد في أوساط الدورة، التي أجمعت على أحقية البحرين في تنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير، عطفا على السمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة على ساحة الرياضة العالمية في أعقاب تنظيمها الناجح للكثير من الفعاليات الرياضية الكبرى وأبرزها سباق الفورمولا 1 الذي أدخل البحرين العالمية من الباب الواسع. وأكد الأمين العام للمنظمة العالمية لألعاب الأطفال ريتشارد سميث أن مملكة البحرين حصدت ثمار جهودها المضنية على مدار أكثر من عام كامل في إعداد ملف استضافة البطولة من خلال نيل ثقة المنظمة العالمية والتي اعتبرها تتويجا للاحترافية العالية في إعداد ملف الاستضافة وشموله كل العناصر الضرورية لإنجاح إقامة الدورة.
وقال سميث: «لقد لمست خلال زياراتي إلى مملكة البحرين ما هو أكبر من مجرد ملف على الورق، وذلك من خلال كرم الضيافة والأخلاق الكريمة التي يتمتع بها الشعب البحريني، والتي ستكون باعتقادي أحد أهم أسباب نجاح الدورة»، مضيفا «إن إقامة الدورة في البحرين ستؤدي حتما إلى حفز بقية الدول العربية على المشاركة في الدورة التي ظلت البحرين خلال السنوات الأخيرة هي الممثل الوحيد للدول العربية».
وأكد رئيس وفد مملكة البحرين إلى دورة الألعاب العالمية للأطفال وحيد الدوي أن الثقة الدولية بمملكة البحرين تفرض علينا التحرك بسرعة من اجل المباشرة بترجمة الأفكار المتميزة في ملف الاستضافة على أرض الواقع، من خلال العمل على تشكيل اللجان العاملة في البطولة في وقت مبكر، مبينا أن إنجاح الدورة تعتبر مسئولية كل مواطن بحريني غيور لأن نجاح الدورة سيسجل باسم المملكة.
وأوضح الدوي أن الدورة ستقام في نهاية شهر مايو/ أيار من العام 2010 وذلك قبيل الدخول في فصل الصيف، مبينا أن المنظمة العالمية لألعاب الأطفال تفهمت هذه النقطة تحديدا ولم تتحفظ على موعد الدورة، مشيرا إلى أن الموعد يراعي انتهاء الموسم الدراسي في بلدان العالم على اعتبار أن الفئة العمرية المشاركة في الدورة هي بين 13 حتى 15 عاما، أي من طلبة المدارس.
العدد 1750 - الخميس 21 يونيو 2007م الموافق 05 جمادى الآخرة 1428هـ