العدد 1751 - الجمعة 22 يونيو 2007م الموافق 06 جمادى الآخرة 1428هـ

الغريفي: البحرين تدين بالكثير للشيخ محمد أمين زين الدين

في الإطلالة الأولى لأسبوعه الثقافي في كرزكان

عادت الذاكرة منذ يوم أمس الأول بأهالي قرية كرزكان إلى اللحظات الأخيرة التي قضاها الشيخ محمد أمين زين الدين في قريتهم، واستعاد كبار السن في القرية الذكريات التي لاتزال راسخة في أذهانهم عن مكامن شخصية هذا العالم الجليل، وذلك مع انطلاق فعاليات أسبوع زين الدين الثقافي الذي يقام في مأتم كرزكان الشمالي في الفترة من 21 حتى 27 من الشهر الجاري.

وأكد نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد عبدالله الغريفي في كلمته التي ألقاها على هامش الفعالية أن «البحرين تدين بالكثير إلى المرجع الديني الشيخ محمد أمين زين الدين، فالذاكرة لاتزال تزخر باللحظات المليئة بالعطاء، وحينما نقرأ زين الدين فإننا نقرأ فيه الفقيه الكبير، والمفكر الإسلامي والمثقف الكبير والداعية الكبير».

وقال الغريفي: «لقد كان فقيها كبيرا، فمن المعروف أنه وصل إلى مرحلة الفقاهة والاجتهاد، ما أهله إلى التصدي لموقع المرجعية والتقليد، ومن المعروف أيضا أن البحرين شهدت توجها كبيرا في الرجوع إلى تقليده واعتماد فتاواه».

وأضاف أن من أهم ما يميز رسالته العملية (كلمة التقوى) اللغة الميسرة الواضحة، والاستيعاب والشمول، ما يدفعنا للقول إن رسالته العملية أوسع رسالة عملية بين جميع الرسائل. وأوضح أن «زين الدين كان مفكرا كبيرا بكل ما تحمله الكلمة من أبعاد، ونستطيع أن نستشف ذلك من خلال كتاباته التي تبين لنا أننا نلتقي بفكر من الطراز الأول عبر أطروحاته التي اشتملت على العمق، وجاءت نتاجاته الفكرية في وقت اشتدت فيه ضراوة التغريب الفكري الثقافي، وهناك من يرى أن زين الدين كان من رواد الثورة الثقافية في النجف الأشرف».

وقال الغريفي: «لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان زين الدين مثقفا كبيرا، إذ كان أستاذا كبيرا أنتج أجيالا من المثقفين الإسلاميين... وفي أعقاب ثورة تموز في العام 1958 تشكلت جماعة العلماء التي دافعت عن فكر الإسلام ضد الفكر التغريبي، وكان على رأس العلماء الذي حملوا صوت الجماعة ونقلوا هذا الصوت إلى الأم».

وأوضح الغريفي أن زين الدين كان بالإضافة إلى ما حمله من صفات أديبا كبيرا وداعية حمل هم الدعوة إلى الله بكل صدق وتجسد ذلك من خلال كتاباته التي حصنت الأمة وعلى رأسها كتابه «إلى الطليعة المؤمنة»، ومن خلال إقامة صلاة الجمعة التي كانت منبرا إلى الدعوة ومن خلال لقاءاته المفتوحة مع الناس.

وأشار الغريفي إلى الدور الريادي الذي قام به زين الدين باعتباره مربيا كبيرا أحاط الناس وساهم في دفعهم نحو خط الدعوة «وكانت مواعظه مؤثرة في النفوس وأخلاقه ظلالا وافرا، وكان عالما ربانيا لم يحمل هم الدنيا، ولم يبحث عن جاه أو شهرة أو موقع أو مال، وما أيسر ذلك عليه، فقد امتلك من الكفاءات ما يؤهله للظهور ولكنه أراد غير ذلك».

ودعا السيد الغريفي إلى تبني مشروعات علمية لدراسة سيرة العلماء وعلى رأسهم الشيخ محمد أمين زين الدين، وأشار إلى أهمية أن يتولى المجلس الإسلامي العلمائي المبادرة إلى ذلك.

وعرض على هامش الفعالية فيلم وثائقي عن حياة الشيخ محمد أمين زين الدين بين أهالي قرية كرزكان. وأعلن القائمون على المهرجان أنه بإمكان الحضور زيارة معرض كتاب أسبوع زين الدين الثقافي قبل انطلاق الفعاليات المسائية أو بعدها.

العدد 1751 - الجمعة 22 يونيو 2007م الموافق 06 جمادى الآخرة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً