قال خبير اقتصادي إن الازدهار الاقتصادي الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المعروفة باسم مينا) ساهم في نمو حجم الإعلانات بنسبة 28 في المئة في العام 2006 مقابل العام 2005 إذ بلغت 960 مليون دولار، وإن الوصفات الطبية وأدوات التجميل تحتل المرتبة الأولى بحصة تبلغ أكثر من 14 في المئة.
ونسب المدير التنفيذي في الدائرة الاقتصادية لبنك نومورا الياباني طارق فضل الله إلى دراسة عربية قولها: «إن قيمة الإعلانات في العام 2006 بلغت 3.6 مليارات ريال سعودي (960 مليون دولار) مقابل 2.8 مليار ريال (750 مليون دولار).
وأوضح جدول أن الأطعمة نالت حصة تبلغ نحو 12 في المئة في العام 2006 في حين جاء قطاع الاتصالات في المركز الثالث بحصة سوقية تبلغ أكثر من 9 في المئة في حين احتلت شركات الخدمات ذيل القائمة بحصة تبلغ 5.5 في المئة.
وبين «أن فترة النمو الاقتصادي الحالية تؤدي إلى فرص كبيرة لأصحاب الإعلانات وكذلك شركات الإعلام في منطقة مينا وأن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق تحتل مركزا يمكنها من الاستفادة من هذه الطفرة, وأن الإنفاق الإعلاني في دول المنطقة لايزال دون المستوى العالمي «ومن المؤكد أنه سينمو نتيجة الزيادة الهيكلية في الاستهلاك».
كما ذكر أن القطاع الإعلامي في المملكة العربية السعودية هو الأكبر في المنطقة العربية ومهم جدا للمعلنين بسبب عدد سكان المملكة البالغ نحو 23 مليون نسمة, وأن الإعلانات ترتفع بسبب دخول السعودية منظمة التجارة العالمية التي ستكون رد فعل كبير على القطاع الاقتصادي وستؤدي إلى تحرير واسع.
كما أن الزيادة في المنافسة التي تسببها عملية تحرير القطاعات تحتم على الشركات التي تسعى إلى أن تتميز من بين الحشد الكبير من شركات الإعلان رفع مصروفاتها للإعلانات, وأنه وفقا لتقديرات قامت بها شركات أبحاث، فإن الصرف على الإعلانات في المنطقة ارتفع بنسبة 28 في المئة العام الماضي إلى نحو 3.6 مليارات ريال سعودي. وقال فضل الله: «النمو في بعض القطاعات مثل الاتصالات ارتفع بنسبة 80 في المئة بعد أن استخدم اتحاد الاتصالات طريقة ذكية للإعلان بدلا من تسعيرة كبيرة بهدف زيادة الحصة السوقية لموبيلي (mobily brand)».
وتحدث عن شركات الاتصالات في السعودية، فقال: «إن الزيادة في المصروفات الإعلانية من قبل شركة الاتصالات السعودية (STC) ودخول مشغل ثالث للهاتف النقال وكذلك نحو ثلاثة مشغلين للخطوط الأرضية العام المقبل سيزيد من إنفاق هذه الصناعة».
وأضاف «فتح بقية القطاعات الأخرى مثل الخدمات المالية يؤدي كذلك إلى إنفاق أعلى من قبل اللاعبين الكبار مثل الشركة الوطنية للتأمين التعاوني والبنك الأهلي التجاري في وقت تسعى فيه هذه الشركات إلى الاحتفاظ بحصصها في السوق. كما أن الشركات الأجنبية ترفع كذلك من كلف الإعلانات مثل الاعلانات التجارية لمتورولا وبيبسي وتويوتا وشيفروليت التي تتقدم الطفرة في الصرف على الإعلانات».
وأوضح فضل الله أن «قطاع العقارات هو الآخر يعِد بارتفاع مصادر الدخل لصناعة الإعلانات بحيث ينتظر أن تنمو العقارات بشدة في السنوات القليلة المقبلة, «وأن إعلان تطوير مدن اقتصادية ضخمة وتحرير سوق الرهن العقاري من مطلع العام المقبل سيؤدي إلى خلق موجة عارمة من المشروعات التي تحتاج إلى أن يتم تسويقها». واعتبر مستثمرون ومصرفيون أن القطاع العقاري يعد من أفضل القطاعات من حيث الأمن والدخل، لذلك فقد توجهت الشركات والمؤسسات ليس للاستثمار فيه فقط وإنما التوسع إقليميا وخصوصا بعد نمو الأسعار إلى أكثر من 500 في المئة في المنطقة في السنوات الثلاث الماضية. وتحدث فضل الله عن دراسات عربية كشفت عن أن الشرق الأوسط يمثل فقط نحو 3 في المئة من الصرف العالمي على الإعلانات وأن معدل الصرف لايزال ضئيلا جدا بالمقارنة مع المستويات الأوروبية. وذكر فضل الله «يبدو أن النمو الواعد يتركز في أعمال الطباعة إذ زادت حصة الدخل من نحو 9.5 في المئة في العام 2005 إلى نحو 13.3 في المئة العام 2006. التمويل المطلوب لتشغيل المطابع يرتفع وأن الناشرين الصغار يلجأون إلى تعهيد العمليات ما يرفع الطلب على ما يسمى الطرف الثالث للطباعة».
وأضاف أن قيام الشركة السعودية للأبحاث بشراء «المتحدة للطباعة والنشر» يهدف إلى بناء هذه الصناعة وهي خطوة مهمة لتطوير هذه الإستراتيجية أكثر.
كما ذكر فضل الله أنه بالنسبة إلى المستوى العالمي؛ فإن شركات الإعلام كانت تواجه تحديات في السنوات القليلة الماضية في ظل العصر الرقمي وخيارات أخرى للإعلان. لكن هناك إشارات عن نشاط للمؤسسات في هذا القطاع واندماجات بعد بيع مجموعة تربيون التي تملك تربيون في شيكاغو وLA times.
وأكثر الأمور دراماتيكية هو العرض الأخير من «نيوز كورب» لـ «داو جونز» وإشاعات عن عروض من قبل مجموعات أخرى, وأن هذه الصفقات والصفقة المقترحة بشراء الوكالة العالمية «رويترز» من قبل طومسون الكندية في صفقة قيمتها 17 مليار دولار ساعدت على تنشيط قطاع الأعلام و»يبدو أن موجودات وسائل الإعلام في ارتفاع عالميا وهذه الحال هي نفسها في المملكة العربية السعودية».
العدد 1768 - الإثنين 09 يوليو 2007م الموافق 23 جمادى الآخرة 1428هـ