قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بحرين اكزيكوتيف أير سيرفيسز، منصور إبراهيم الطاسان إن لدى الشركة تقارير تشير إلى أن حجم سوق الطيران الخاص (تأجير الطائرات فقط) قد تجاوز 500 مليون دولار مع توقع أن يصل حجمها إلى أكثر من 800 مليون دولار خلال السنتين المقبلتين.
وأضاف ان قطاع شركات الطيران الخاصة نما بصورة متزايدة في منطقة الشرق الاوسط عموما ومنطقة الخليج خصوصا؛ بما يعكس التطور والنمو اللذين تشهدهما البلدان الخليجية؛ ما يعطي قطاع الطيران دفعة اكبر في الانتعاش والنمو وخصوصا ان مواطني الدول الخليجية يعشقون السفر الى مناطق العالم.
وأضاف ان قطاع الطيران الخاص في المنطقة على رغم كونه قطاعا مميزا وذا استثمارات كبيرة فإنه تنقصه الإحصاءات الموثقة.
انطلاقة الشركة
وأشار الطاسان إلى أن الخبرة الطويلة التي يتمتع بها في مجال خدمات الطيران الخاص ساعدته على التعرف إلى مميزات هذه الصناعة، اذ لمس عن كثب حاجة السوق إلى شركة متخصصة في المنطقة العربية عموما ودول مجلس التعاون خصوصا؛ ما جعله يتوجه في ذلك إلى دراسة تلك الاحتياجات والبحث عن أفضل السبل لإنشاء شركة متخصصة ومتكاملة في قطاع الطيران الخاص، اذ كانت انطلاقتها من مملكة البحرين وذلك في شهر أبريل/ نيسان 2002، موكدا أن شركة بكس أير هي شركة خاصة ومملوكة له شخصيا.
وقال: «دخلت السوق الإقليمية في منتصف العام 2002 اذ شكل ما حققتة الشركة من نجاح في غضون هذه المدة القصيرة نسبيا حافزا لها للتوسع النوعي والجغرافي أيضا. فقد زادت مبيعات الشركة في النصف الأول من العام 2007 بأكثر من 260 في المئة قياسا على مبيعاتها عن الفترة نفسها من العام الماضي وحققت أيضا أرقاما قياسية تجاوزت المعدل العالمي في عدد ساعات الطيران الشهرية إذ بلغت أكثر من 120 ساعة شهريا لكل طائرة من طائرات الاسطول الذي يتألف في الوقت الراهن من 10 طائرات خاصة مجهزة بأرقى ما تنتجه تكنولوجيا صناعة الطائرات في العالم. أما بالنسبة إلى حصة (بكس أير) فهي 23 - 25 في المئة من حجم سوق الطيران الخاص في الشرق الأوسط».
الساعة إلى لندن بـ 6200 دولار
وقال إن «الخدمات التي تقدمها الشركة هي خدمة تأجير الطائرات الخاصة وخدمة إدارة وتشغيل وصيانة الطائرات الخاصة، وخدمات المناولة الأرضية وخدمات المساندة من خلال صالة الطيران الخاصة بها في مطار البحرين الدولي اضافة الى تقديم الاستشارات في مجال الطيران وشراء وبيع الطائرات وتمويلها».
وأشار إلى أن صناعة الطيران الخاص هي صناعة فريدة من نوعها ومميزة ولكن للاسف غير معروفة نظرا الى ان مستخدمي هذه الخدمة محدودون وغالبيتهم رجال أعمال مهمون، وشخصيات «VIP».
وأشار إلى أن استخدام هذا النوع من الطيران مكلف الا ان الطلب على استخدامه من قبل زبائنه في تزايد مستمر.
وأوضح الطاسان قائلا: «على سبيل المثال، الطائرة الخاصة من النوع (تشالنغر 6O4) قيمتها 28 مليون دولار في رحلة لها من البحرين الى لندن تبلغ قيمة تأجيرها للساعة الواحدة 6200 دولار».
وذكر ان كلفة تشغيل وإدارة هذا النوع من الطائرات للسفر والتنقل يعتبر مكلفا نظرا الى ان ذلك يعتمد في تنفيذه على شركات متخصصة في الصيانة وتقديم خدماتها.
وذكر الطاسان ان الشركة تسعى إلى زيادة اسطولها الحالي بشراء طائرتين أخريين من نوع «تشالنغر 6O5» بقيمة 55 مليون دولار المخصصة لرجال الأعمال، من شركة بومباردييه الكندية، منوها إلى أن المشكلة الحالية تتمثل في ان المدة الطويلة لتسلم الطائرات عقب تقديم الطلب لشرائها اذ يستغرق وقتا طويلا نظرا إلى وجود طلب عالمي متزايد على هذه الطائرات.
وذكر ان شركة بكس أير بدأت برأس مال قدره 85 مليون دولار وطائرة واحدة سيتاشين إكس إل في حين اصبح اسطول الشركة يتكون حاليا من 10 طائرات من طراز شالنغر - 604، سايتيشن إكس إل إس وطائرة ليغاسي - 600 تقوم بتشغيلها بشكل منتظم وفعّال بحسب خطط تطويرية مدروسة الأمر الذي جعل منها الشركة الأكثر نموا في المنطقة والأكبر أسطولا.
وأضاف «تخذنا هذه الخطوة لمقابلة ومواكبة طلبات الزبائن المتزايدة على الخدمات التي تقدمها الشركة، وزيادة نصيب الشركة في السوق الإقليمية والعالمية في خضم التطور المتسارع في صناعة الطيران ومتطلباته المستمرة».
خطط للتوسع
وأوضح أن «بكس أير» تعتبر من أكبر الشركات التي تستخدم طائرات الشالنغر - 604 وسايتيشن في الشرق الأوسط حاليا. بالإضافة الى ذلك فقد حصلت الشركة على الكثير من عقود إدارة وتشغيل وصيانة الطائرات في المنطقة إضافة إلى تقديمها مختلف خدمات الاستشارة في شراء وتجهيز وفرش وتمويل الطائرات الخاصة وذلك منذ بداية التصنيع حتى تسليم الطائرة لمالكها. منوها الى وجود خطط للتوسع على نطاق بناء صالات الوصول والمغادرة لتكون حاضرة في الدول الشرق أوسطية.
إن الرغبة في تشييد المزيد من صالات الوصول والمغادرة للطيران الخاص في ازدياد ملحوظ في المنطقة، لذلك فنحن نخطو بخطى ثابتة لتشييد الكثير منها في الكثير من دول الشرق الأوسط وقد تم رصد مبلغ مبدئي يقدر بعشرة ملايين دولار للشروع في التوسع في بناء الصالات في الكثير من الدول.
مضيفا في هذا الصدد «تلقينا دعوات من عدة حكومات بالشرق الأوسط للمشاركة في تطوير وتشييد وتشغيل صالات الوصول والمغادرة للطيران الخاص داخل المطارات الكبيرة في تلك الدول». وفي هذا الخصوص، إن مباحثات حثيثة تجرى حاليا بين شركة بكس أير وأحد المصممين المعماريين العالميين لتطوير صالة وصول ومغادرة تكون فريدة من نوعها وخصوصا أن تشييد وتشغيل مثل هذه الصالات أصبح من الاتجاهات الناجحة بامتياز في الشركة.
وصنفت صالة الوصول والمغادرة الخاصة بالشركة في البحرين بأنها الأكثر كفاءة وجاذبية في منطقة الشرق الأوسط من قبل الكثير من شركات الطيران العالمية.
وأبان الطاسان ان التسهيلات المقدمة من قبل الطيران المدني جيدة وخصوصا أن البحرين لديها انظمة وتشريعات منظمة لسوق الطيران الخاص، منوها الى ان اختيار الشركة للبحرين مركزا رئيسيا لاعمالها في المنطقة يعود الى المناخ الاستثماري الممتاز فيها. وهو مناخ جذاب للاستثمارات. وقد جاء اختيار البحرين بعد دراسة تمت من قبل الشركة، ودراسات قدمتها شركات استشارية اكدت ان البحرين هي المكان الامن والافضل ليكون للشركة مركز رئيسي لها في مطار البحرين.
95% زبائن خليجيون
وقال إن «95 في المئة من مستخدمي الطيران الخاص هم من الخليجيين ويأتي في المقدمة السعوديون يليهم الامارتيون ثم تتوزع النسبة الباقية لدول الخليج الاخرى».
وتابع «لدينا نقص في الطائرات نتيجة وجود طلب اكثر من العرض، وبقية شركات الطيران الخاصة لديها المشكلة نفسها. وهذا يعود الى النمو والانتعاش الذي تعيشه المنطقة وعلى رأسه ارتفاع اسعار النفط».
الطائرة الخاصة اصبحت اداة مهمة لرجل الاعمال. وارتفاع الاسعار أو انخفاضها لن يقلل من ضرورة استخدامها؛ اذ ان رجل الاعمال عندما يريد في لحظة ما السفر الى منطقة ما فلابد ان يلجأ للطيران الخاص؛ اذ ان الطيران العام لن يلبي طموح رجال الاعمال في التنقل لمتابعة اعمالهم بالسرعة الممكنة.
شركة متكاملة
وأضاف: «لدينا اسطول من 10 طائرات متطورة، وصالة طيران وفريق صيانة متطور. كما تقدم الشركة خدمة فريدة من نوعها وغير موجودة في المنطقة وهي مساعدة الزبون على اختيار الطائرة المناسبة، وشرائها وتمويلها حتى تشغيلها».
وإردف: «لدينا خطة مستقبلية لادخال شركاء جدد، وطرح اسهم الشركة في اكتتاب خاص وقد حصلنا على عروض في هذا الشان سواء من البحرين او بقية دول المجلس؛ ما سيساعد على نمو الشركة بصورة اسرع، ويساهم في توسعتها وتطويرها».
وعن المنافسة في سوق الطيران الخاص بالمنطقة، أشار الطاسان قائلا: «لاشك في أن المنافسة الشريفة ستساعد إيجابا على صناعة الطيران الخاص في المنطقة، فكما هو معروف أن هذه الصناعة لاتزال في بدايتها وتتطور بنسب متواضعة مقارنة بالسوق الأميركية والأوروبية ولكن كل المؤشرات الاقتصادية الإقليمية تبشر بأن هذه الصناعة في طريقها إلى النمو والازدهار لمواكبة التنمية التي تشهدها المنطقة حاليا ولسنوات قادمة. ونتطلع إلى دخول شركات جديدة في هذه الصناعة؛ ما يحفزنا إلى تطوير خدماتنا وتقديم خدمات جديدة ورفع حصتنا في هذه السوق».
وذكر أن «بكس أير» حققت نجاحات كبيرة منذ تأسيسها اذ تجاوزت حصة الشركة في سوق الطيران الخاص نسبة 23 في المئة تقريبا من هذه السوق الواعدة.
وأشار الى ان الشركة تمتاز من غيرها من الشركات الأخرى بقدرتها على تقديم حزمة متكاملة من خدمات الطيران فمن خدمات التأجير المباشر إلى عقود التأجير السنوية للعملاء إضافة إلى تقديم خدمات الاستشارة في مساعدة العميل على اختيار الطائرة الخاصة الأكثر ملاءمة لمتطلبات سفره وشرائها وتمويلها بما في ذلك الإشراف الفني الكامل على مراحل تصنيع الطائرة ومن ثم متابعة تنفيذ تصاميمها وتجهيزاتها الداخلية من خلال مختصين على قدر عالٍ من الكفاءة والخبرة.
كل ذلك بالإضافة إلى إدارة وتشغيل وصيانة الطائرات الخاصة إذ تمت إضافة عدد من الطائرات المملوكة للغير أخيرا نظرا إلى ما تتميز به شركتنا من خبرة في هذا المجال.
وبهذا تكون شركتنا (بكس أير) من خلال عمرها وبدايتها المتواضعة قد تجاوزت التوقعات المرسومة في خطة العمل الأساسية اذ ان للكوادر الموجودة فيها الفضل اضافة الى الخبرات الإدارية والفنية القائمة على إدارة الشركة.
العدد 1781 - الأحد 22 يوليو 2007م الموافق 07 رجب 1428هـ