واجه المدير الفني لمنتخبنا الأول لكرة القدم التشيكي ميلان ماتشالا الصحافة الرياضية المحلية في جلسة مكاشفة بشأن اخفاق المنتخب بخروجه المبكر من كأس أمم آسيا وذلك على مدار ساعة ونصف الساعة بمقر الاتحاد البحريني لكرة القدم.
وكان العنوان الأبرز للمؤتمر الصحافي وما دار فيه هو «تبريرات ماتشالا» لكل ما حدث للمنتخب في البطولة، ووضح أن المؤتمر عقد برغبة ماتشالا الذي أراد امتصاص غضب الشارع الرياضي واحتواء الصدمة وخصوصا أن عقده مازال طويلا ومن الصعب أن تتبعثر تصوراته وطموحاته مع الكرة البحرينية مبكرا.
واستهل نائب رئيس اتحاد الكرة الشيخ علي بن خليفة المؤتمر الصحافي بكلمة مقتضبة أكد فيها أن أهداف المشاركة في البطولة الآسيوية لم تتحقق والجميع يتحمل مسئولية ما حدث للمنتخب في هذه البطولة وعلينا العمل بروح واحدة.
وقال الشيخ علي: «يجب أن نقيس الأمور بمنطقية وفق واقعنا الكروي ونحن نمر بمرحلة صعبة سنحاول العمل الجاد لتطوير جيل جديد للكرة البحرينية وهو ما سنعلن عنه في الأيام القليلة المقبلة».
من جانبه بدأ ماتشالا المؤتمر بتأكيده أن الهدف المرسوم للمنتخب في كأس آسيا لم يتحقق لعدة أسباب لكن يجب عدم التوقف عن هذه النقطة والتعاون بين الجميع لتحقيق الطموح المنشود.
واستعرض ماتشالا مشوار مباريات منتخبنا في البطولة الآسيوية قائلا: «مباراتنا الأولى أمام اندونيسيا قدم الفريق مباراة جيدة وخصوصا في الشوط الأول الذي أهدر فيه فرصا كثيرة كانت كفيلة بحسم الفوز لصالحنا فطارت النقاط الثلاث إلى الفريق الاندونيسي، وفي المباراة الثانية أمام كوريا الجنوبية لعبنا بانضباط تكتيكي التزم به اللاعبون واستثمرنا فرصتين سجلنا منهما هدفي الفوز، أما مباراة السعودية فكانت بداية الفريق جيدة في اول ثلث ساعة وأهدرنا عدة فرص كانت من شأنها تغيير واقع المباراة وعانينا في المباراة مشكلة الأخطاء الدفاعية القاتلة وسوء التغطية التي أدت إلى تسجيل الأهداف السعودية».
وأشار ماتشالا إلى مرحلة الاعداد وظروفها قائلا انها لم تكن كافية وواجهتنا عقبة عدم انتظام جميع اللاعبين المحترفين في الكويت في معسكر النمسا، وحاولنا سباق الزمن في معسكر ماليزيا لوضع الأفكار الخططية المناسبة للفريق قبل البطولة لكن الوقت لم يكن كافيا.
وأضاف «من المشكلات التي واجهتنا تفاوت جاهزية اللاعبين البدنية واللياقية عند بدء الاعداد لأنهم قادمون من أندية محلية وخليجية مختلفة لذلك حاولنا التوصل إلى مرحلة متقاربة من جاهزية جميع اللاعبين».
لم أغير مراكز اللاعبين
وبعد انتهاء ماتشالا من حديثه عن ظروف الاعداد والبطولة خلال ثلث ساعة، وبدأ ماتشالا الرد على سيل الأسئلة التي تركزت على الأمور الفنية.
وبداية رد ماتشالا على تغيير مراكز بعض اللاعبين خلال مباراة السعودية قائلا: «لم أقم بتغيير مراكز اللاعبين عدا انني حاولت ايجاد بديل لعبدالله عمر المصاب في مركز الوسط الأيمن فعرضت الأمر على اللاعب راشد الدوسري من خلال معرفتي بامكانات وخبرة اللاعب وسبق لي مشاهدته يلعب في هذا المركز، وفعلا أبدى الدوسري ترحيبه باللعب في هذا المركز الذي واجهنا فيه مشكلة وخصوصا بعد ترك أحمد حسان المنتخب في فترة الاعداد لظروف خاصة ولو كان موجودا لأشركته ضمن التشكيلة الأساسية لاجادته هذا المركز».
وأضاف ماتشالا «بالنسبة الى الخسارة أمام السعودية فهناك أمور عدة وأخطاء وقعت خلال المباراة وحتى حراس المرمى اتضح أن مستوى الحارسين عبدالرحمن عبدالكريم وعلي حسن تراجع لتقدمهما في العمر فيما كان من الصعب اشراك الحارس الشاب عباس أحمد الذي لم يسبق له المشاركة الدولية».
ورد ماتشالا على سؤال بشأن تغيير خطة اللعب من 5/3/2 التي تميز بها ابان تدريبه المنتخبات الخليجية إلى 4/4/2 مع البحرين فأكد أن تغيير طريقة لعب أي فريق يعتمد على امكانات وقدرات لاعبي الفريق، وبالنسبة الى منتخب البحرين هناك مشكلة عدم وجود صانع لعب عدا طلال يوسف الذي قرر الاعتزال الدولي ويجب ايجاد حل لهذه المشكلة.
مشاركة بابا وحبيل
وعن اشراكه اللاعب حسين بابا في مباراة اندونيسيا على رغم عدم جاهزيته قال ماتشالا: «بصراحة لم تكن الصورة واضحة تماما عن بابا لكونه التحق بالمنتخب في الأيام الأخيرة من الاعداد في ماليزيا بسبب احترافه في الكويت واشراكه كان اضطراريا نظرا لإيقاف محمد حسين».
أما بالنسبة لاصراره على اشراك المهاجم علاء حبيل في المباريات الثلاث وهو بعيد عن مستواه قال: «علاء مهاجم وهداف خطير وعندما كنت مدربا لعمان كنت أحذر اللاعبين من علاء، وخلال البطولة كنت اتفاءل بظهور اللاعب بمستواه المعهود وتسجيله الأهداف قبل كل مباراة لكن يبدو أن علاء لم يكن موفقا في هذه البطولة».
ابعاد بيليه
وردا على سؤال عن عدم اشراكه المهاجم حسين علي «بيليه» وعما إذا كان ذلك يأتي ضمن سياسته محاربة أحد النجوم في كل منتخب دربه مثل عبيد الشمري (الكويت) وعبيد الدوسري (السعودية) وزهير بخيت (الإمارات) قال ماتشالا: «بالنسبة الى عدم مشاركة حسين بيليه فأعتقد أن ذلك يرجع إلى قناعتي وقراءتي للاعب في فترة الاعداد إذ وضح حاجته إلى مضاعفة جهده في التدريبات ليثبت جدارته في المشاركة، ولا اعتقد انني لدي سياسة محاربة النجوم وعدم اشراك لاعب معين يندرج ضمن الأمور الفنية الخاصة بالمدرب وأنا أعلم أن كل لاعب يطمح إلى اللعب في المباريات لكن هناك أمورا يجب مراعاتها».
ورد ماتشالا على عدم ثباته على تشكيلة اساسية سواء خلال المعسكر أو البطولة قائلا: «قبل بداية الاعداد شاهدت أشرطة لعدد من مباريات المنتخب وتبين لي أن هناك عددا من اللاعبين يجيدون اللعب في أكثر من مركز وذلك لا يعتبر مشكلة وأحيانا التغيير يكون في نطاق محدود لظروف مختلفة وكذلك وفق ظروف المباراة وخطة اللعب».
جون وفتاي
ورد ماتشالا على عدم أعطائه فرصة المشاركة للاعب فتاي ليكون صانع لعب قائلا: «فتاي لاعب مهاراته جيدة لكنه مازال صغيرا ولم يلعب مباريات دولية كثيرة ويفتقد إلى الخبرة الكافية وخشيت الزج به في بطولة قارية كبيرة، وهو ما ينطبق أيضا على المهاجم جون الذي يتمتع بالقوة والامكانات البدنية الجيدة لكن المشكلة قلة الخبرة الدولية علاوة على عدم مشاركته أساسيا مع ناديه المحرق في الكثير من المباريات».
تصريح لقاء السعودية
ورد ماتشالا على ما أثير بشأن تصريحه عقب الخسارة أمام السعودية بأن البحرين بلد صغير فقال: «لم أقصد المقارنة من حيث المساحة والسكان بين البحرين والسعودية بل ما قصدته هو فارق المستوى بين المسابقات المحلية في البحرين والسعودية ووجود دوري سعودي للمحترفين يشارك فيه نحو سبعة أندية قوية وهو ما نفتقده في البحرين وينعكس ذلك على مستوى المنتخب».
مرحلة ما بعد آسيا
وتطرق ماتشالا الى الحديث عن مرحلة ما بعد كأس آسيا إذ أكد أن عمله لم يقتصر على بطولة بحد ذاتها بل هناك أفكار وخطة عمل تم وضعها بالاتفاق مع المسئولين عن الرياضة والكرة البحرينية تهدف إلى بناء هيكلة المنتخب وتطويره وعدم الاعتماد فقط على المحترفين في الخارج فهناك خامات جيدة في المنتخب الأولمبي سيعمل على استثمارها بالإضافة إلى اللاعبين البارزين في الدوري وأعطائهم الفرصة في برنامج تدريبي ومباريات ودية مكثفة بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات وامكانات اللاعبين المحترفين في تعزيز صفوف المنتخب في المرحلة المقبلة. وقال ماتشالا: «وجود مجموعة كبيرة من المحترفين في الخارج يعتبر مشكلة في عملية تجميع اللاعبين ووضع خطط الاعداد ويصعب علي كمدرب متابعة أوضاع جميع هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم في الخارج». وأضاف «فوجئت باحتراف اسماعيل عبداللطيف في العربي الكويتي بعد عودتي من جاكرتا لأنه مهاجم موهوب ومؤثر في المنتخب الأولمبي وتمنيت وجوده طوال فترة الاعداد للتصفيات».
هذه قصة حادثة علاء والمرزوقي
نفى نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة ما أشيع عن اشتباك اللاعبين علاء حبيل وعبدالله المرزوقي وان ما قيل كان تفخيما لأمر عادي حدث بين اللاعبين في أحد التدريبات.
وأوضح الشيخ علي «قبل يوم واحد من سفري إلى رئاسة وفد المنتخب فوجئت بخبر في احدى الصحف يتحدث عن اشتباك بين حبيل والمرزوقي، وعندما ذهبت إلى هناك لم أجد وأسمع عن هذا الاشتباك وحين استسفرت تبين ان ما حدث كان أمرا عاديا إذ حدث احتكاك بين اللاعبين في تقيسمة جادة وكان هناك كلام بينهما لم يصل إلى حد الاشتباك».
ماتشالا: لم تصلني طلبات الاعتزال وانظروا إلى رونالدينهو وكاكا
علق ماتشالا على رغبة بعض لاعبي المنتخب في الاعتزال الدولي بعد البطولة قائلا: «سمعت ذلك من خلال الصحافة فقط عدا طلال يوسف الذي أبدى رغبته في الاعتزال لظروف خاصة وتحدثت معه في هذا الشأن، أما بقية اللاعبين فلم تكن هناك أسباب واضحة وربما كانت مجرد رد فعل لنتائج الفريق في البطولة».
وأضاف «أنا أقول ان على كل لاعب يثبت نفسه داخل الملعب وهذا يحدث حتى على مستوى البرازيل عندما غاب نجوم كبار مثل رونالدينهو وكاكا ضمن تشكيلة كوبا أميركا الأخيرة، وعموما أقول ان البطولة الآسيوية كانت مرآت للتعرف على مستويات وقدرات اللاعبين».
وتسائل ماتشالا: هل كل لاعب لم يحصل على فرصة المشاركة في المباريات عليه أن يعتزل فمعنى ذلك أن هناك 12 لاعبا كانو احتياطيين وبالتالي عليهم أن يعتزلوا؟
مسئول التطوير عن آسيا في «الفيفا» يزور البحرين
يقوم مسئول مكتب التطوير عن قارة آسيا في الاتحاد الدولي لكرة القدم ويندسور جون بزيارة إلى البحرين خلال الفترة من 1- 3 أغسطس/ آب المقبل وذلك للالتقاء بعدد من المسئولين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة والاتحاد البحريني لكرة القدم ووسائل الإعلام المختلفة والشركات الراعية لمسابقات الاتحاد.
وسيتم خلال لقاء ويندسور جون مع المسئولين في المؤسسة العامّة للشباب والرياضة والاتحاد البحريني لكرة القدم بحث تطوير كرة القدم البحرينية والمتمثلة في تطوير الهيكل الإداري والتنفيذي في الاتحاد البحريني وتطوير المسابقات الكروية المحلية وإقامة ورش العمل المتخصصة عن الارتقاء بقطاع المدربين والحكام والنواحي التسويقية والإعلامية من خلال الاستفادة من الخبراء المتخصصين لدى الفيفا.
سر غياب الأشراف عن المؤتمر؟!
كان لافتا غياب رئيس جهاز المنتخب الأول عبدالعزيز الأشراف عن حضور المؤتمر الصحافي الذي يعتبر ضمن اختصاصاته الإدارية وخصوصا أن هناك الكثير من التساؤلات عن الأمور الإدارية ظلت معلقة ولم تثر بسبب غياب الأشراف. وأوضح اتحاد الكرة أن غياب الأشراف يرجع إلى سفره إلى الكويت منذ أيام لظروف خاصة.
عيون ماتشالا على الأولمبي
تصفيات بكين تعيق استفادتنا من «أيام الفيفا»
أكد ماتشالا أن اهتمامه وتركيزه بدأ ينصب على المنتخب الأولمبي الذي يستعد للمشاركة في التصفيات النهائية لأولمبياد بكين التي ستبدأ الشهر المقبل والمنتخب الأول الذي سيخوض تصفيات مونديال 2010 اعتبارا من فبراير/ شباط 2008.
وقال ماتشالا: «بدأنا اعداد المنتخب الأولمبي وهناك نية للتوجه إلى الدوحة لإقامة معسكر نلعب خلاله مباريات دولية ودية قبل مباراتنا الأولى في التصفيات أمام سورية في حلب في 22 أغسطس/ آب، وبعدها أمام كوريا الجنوبية وأوزبكستان ذهابا وإيابا وسنحاول رفع جاهزية المنتخب لمواجهة هذه المنتخبات التي تعتبر من أبرز المنتخبات الآسيوية.
وأشار إلى أن هناك مشكلة تكمن في اقامة مباريات التصفيات الأولمبية في مواعيد «أيام الفيفا» ما يحول دون القدرة على ترتيب مباريات دولية ودية للمنتخب الأول خلال فترة التصفيات من أغسطس لغاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 وخصوصا أن هناك مجموعة كبيرة من المنتخب الأولمبي تضمها قائمة المنتخب الأول. وأضاف ماتشالا أنه ينتظر اجراء قرعة تصفيات المونديال المقرره في نوفمبر المقبل ومواعيد المباريات ليضع في ضوئها برنامج الاعداد للمنتخب الأول.
العدد 1783 - الثلثاء 24 يوليو 2007م الموافق 09 رجب 1428هـ