انطلقت فعاليات أسبوع رواد الأعمال العالمي صباح أمس (الإثنين)، بتنظيم من شركة «O2 للاتصالات التسويقية»، وتستضيفه جامعة «AMA».
ويشارك في الفعالية - التي تقام لأول مرة في الشرق الأوسط وتحديدا في البحرين - طلبة في أكثر من 70 دولة في العالم، يناقشون من خلالها التحديات التي تقف أمام إنشاء المشروعات الجديدة، ويبتكرون أفكارا للتخلص من تلك التحديات.
سلماباد - علي الموسوي
انطلقت صباح أمس (الإثنين) فعاليات أسبوع رواد الأعمال العالمي الذي تنظمه شركة «O2 للاتصالات التسويقية» وتستضيفه جامعة «AMA» فرع البحرين، إذ يعقد لأول مرة في الشرق الأوسط وتحديدا في البحرين، في الفترة من 17 إلى 23 من الشهر الجاري. يجتمع في فعاليات الأسبوع مئات الآلاف من الطلاب في جميع أنحاء العالم لتقديم أفكارهم ومبادراتهم، وإطلاق العنان لخيالهم للإبداع والابتكار، وإجراء نقاشات فعّالة ومفيدة حول أفكارهم.
ويشارك في النقاش عدد من المختصين من قادة الأعمال وأصحاب الرأي، ونخبة من رجال الأعمال البارزين. كما يتضمن الأسبوع إقامة 11 ألف فعالية أخرى حول العالم، إذ يشارك في هذا الحدث 70 دولة من دول العالم، من بينها دولتين عربيتين فقط، هما البحرين والمغرب.
هذا ومن المقرر أن تتواصل الفعاليات في دعم رواد الأعمال من فئة الشباب، وسيعقد لهذه الفعاليات اجتماع في أميركا خلال شهر مارس/ آذار المقبل لتقييم نتائج فعاليات أسبوع رواد الأعمال العالمي واتخاذ القرار المناسبة لمواصلة مشوار الدعم المطلوب.
إلى ذلك أكد المدير التنفيذي لشركة O2 للاتصالات التسويقية محمد جهماني خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات الأسبوع أمس أن «هذا التجمع يهدف إلى تبني الأفكار الخلاقة لدى الشباب من الجنسين ومن الفئة العمرية تحت 30 عاما، الذين لم تتح لهم الفرصة لتجسيد أفكارهم وتحويلها إلى واقع، ويتيح الفرصة أمام الشباب من جميع دول العالم للقاء وتبادل الأفكار والتعرف على الثقافات المختلفة».
وأضاف جهماني «أن توفير الفرص للشباب لتأسيس أعمالهم والدخول في قطاع الأعمال يحتاج لتضافر كل الجهود الحكومية وغير الحكومية من المؤسسات التعليمية والتجارية، إضافة إلى وسائل الإعلام»، وتابع «ذلك من أجل خلق الفرص وفتح الأبواب أمام الأجيال المقبلة، وتوفير كل الدعم والتشجيع للشباب ليظهروا إبداعاتهم ويشقوا طريقهم في عالم المال والأعمال»، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يسهم في نهضة بلادهم ورفعتها.
وأفاد جهماني أن «هذا الحدث جاء بمبادرة من مؤسسة كوفمان العالمية الرائدة التي تعنى برواد الأعمال، وتقوم بتنظيمه شركة O2 للاتصالات التسويقية إيمانا منها بأهميته، وبأهمية الشباب ودورهم في تغيير الواقع»، موضحا أن الواقع العربي يضع الكثير من العقبات أمام الشباب وانطلاقتهم ويخلق جيلا من اليائسين ويقتل الطموح لديهم.
وبيّن المدير التنفيذي لشركة O2 للاتصالات التسويقية أن «هذا الحدث يأتي في وقت مهم للغاية، وأكثر ما تكون الحاجة ماسة لمثله من أجل إعادة الأمل وبعث الهمة في نفوس الشباب العربي ليأخذ المبادرة ويقوم بدور إيجابي».
وأشار جهماني «الدعم القوي الذي يلقاه هذا الحدث من قبل منظمة القيادات العربية الشابة، كونه أحد الأحداث المبتكرة التي تسهم في خلق قيادات عربية جديدة، عمادها الشباب الذي يعد الأمل في النهوض والعودة إلى أخذ الطريق الصحيح(...)».
ودعا محمد الجهماني جميع المؤسسات الحكومية والأهلية للقيام بدورها من أجل الاهتمام بالشباب وإتاحة الفرصة لهم للقيام بدورهم المحوري في بناء ونهضة أوطانهم وأن تحرص على تبني أفكارهم الخلاقة، وتعطيهم الفرصة لتحقيق ذاتهم.
وأكد جهماني أنّ تنظيم هذا الحدث أظهر قصورا كبيرا من قبل مؤسسات رسمية وأهلية في توفير الدعم اللازم له، والمساهمة فيه، حيث عزفت بعض الجهات حتى عن تقديم المشورة والنصح فضلا عن تقديم الدعم المادي، وأشار إلى أن ما يدعو للأسف أن دولتين عربيتين تشاركان في هذا الحدث العالمي.
وذكر جهماني أن عالمنا العربي يعاني من مشكلات عدة، وأساسها تفشي الأمية التي وصلت نسبها إلى أرقام مخيفة، إذ تشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود قرابة 70 مليون إنسان عربي لا يقرأ ولا يكتب، فضلا عن وجود أعداد كبيرة من الجيل العربي الناشئ لا تجيد حتى التحدث بالعربية، موضحا أنّ ما يدعو لمزيد من القلق هو استمرار زيادة هذا العدد عاما بعد عام، فبدلا من وجود خطط ومشروعات حقيقية للحد من هذه الظاهرة والعمل للقضاء عليها نجد أنها تزداد، وسأل عن دور المؤسسات الحكومية والأهلية وما الذي عملته من أجل الحد من هذه الظاهرة.
وطالب وسائل الإعلام خاصة العربية منها المقروءة والمسموعة والمرئية القيام بدورها الصحيح وتسليط الضوء على مشاكل الشباب وإبراز إبداعاتهم والاهتمام بالمشاريع التي يقدمونها، وإعطائهم الفرصة ليقوموا بدورهم الحقيقي في خدمة مجتمعاتهم، وسأل عن إمكانية أن تعطي بعض وسائل الإعلام حيزا من برامجها لجانب الشباب مثلما هو الحال للبرامج غير النافعة والتي تزخر بها العديد من الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى التي تصرف مليارات الدولارات على برامج أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لا تسمن ولا تغني من جوع إذا لم نقل أنها ضارة بالمجتمعات في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى تضافر كل الجهود من أجل تغيير واقعنا إلى الأفضل وخلق فرص حقيقية أمام الشباب من أجل بناء مستقبلهم ومستقبل أوطانهم.
واستشهد محمد جهماني بتجربتهم لتأسيس شركة O2 للاتصالات التسويقية، فقال «نحن كشباب واجهتنا مصاعب عديدة وكبيرة من أجل شق طريقنا وتأسيس عمل نافع لنا ولأمتنا، وكافحنا كفاحا قاسيا حتى تمكنا من تأسيس هذا المشروع وبفضل الله سبحانه وتعالى وتصميمنا على أن يرى هذا المشروع النور واصلنا الليل مع النهار نعمل ونجد حتى استطعنا أن نرسخ أقدامنا ويصبح مشروعنا واقعا، يسهم مساهمة فعالة في تقديم كل الدعم للمجتمع».
وأوضح أن «هناك أعدادا كبيرة من الشباب العربي من الجنسين لديهم الأفكار المبتكرة ولديهم الطموح ويسعون لتأسيس مشاريعهم والإسهام في خدمة مجتمعهم لكنهم لا يتمكنون من ذلك نتيجة العوائق المادية وعدم توافر أي نوع من الدعم لهم، لذلك تبقى أفكارهم ومشاريعهم حبيسة الأدراج وتتبخر مع مرور الزمن»، مضيفا «لكن ماذا لو وجدت هذه الأفكار طريقها إلى أرض الواقع؟ بالطبع لأسهمت إسهاما فعالا في خدمة المجتمع العربي في كل المجالات ولأسهمت في حل العديد من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات العربية، وخاصة الأمية والبطالة وهما من المشاكل الخطيرة التي تهدد كيان المجتمعات».
وأفاد جهماني أن فكرة إقامة هذا الأسبوع بدأت قبل 5 سنوات تقريبا، وذلك بعد أن أسس مجموعة من رجال الأعمال في أميركا مؤسسة خيرية تدير المشروعات التجارية وتحث عليها، لافتا إلى أن الحدث الأكبر في هذا العام شهدته لندن، إذ تحدث في فعاليات الأسبوع هناك رئيس الوزراء البريطاني.
قال الرئيس الأعلى لمؤسسة كوفمان الأميركية جوناثان أرتمانز صاحبة المبادرة في إطلاق أسبوع رواد الأعمال العالمي، قال: «إن لدى المؤسسات الخاصة فرصة استثنائية لتسهم في رفاهية الإنسانية من خلال دعم وتشجيع الشباب على دخول عالم الأعمال وتجسيد أفكارهم المبدعة»، مشيرا إلى الدور الرائد الذي تقوم به مؤسسةَ كوفمان التي تستند إلى تجربة عميقة ممتدة لأكثر من اثنتي عشر عاما في مجال دعم ورعاية رواد الأعمال على مستوى العالم.
وأكد أرتمانز على أهمية الدور الكبير والمحوري الذي قامت به O2 للاتصالات التسويقية لتنظيم وإنجاح هذا الحدث العالمي البارز في البحرين ومشاركتها في الرأي والمشورة في فعاليات هذا الحدث على المستوى العالمي حيث ينطلق في 70 دولة في نفس الوقت.
عرض المدير العام لشركة ايه أي جيه البحرينية (AIG) أيمن العجمي التحديات التي تواجه رواد الأعمال العرب وكيفية مواجهتها، وأكد على ضرورة تضافر جهود كل المؤسسات الحكومية والأهلية من أجل توفير الدعم الكافي لرواد الأعمال العرب من أجل ترسيخ أقدامهم وإثبات جدارتهم في مجتمعاتهم العربية ومن ثم الانطلاق نحو العالمية ليكونوا سفراء لبلدانهم على الساحة الدولية.
وقدم العجمي خلاصة تجاربه في عالم الأعمال إلى الشباب عن كيفية الوصول إلى القمة، وتحقيق طموحاتهم قبل أن يصلوا إلى عمر الثلاثين، مؤكدا على أهمية العمل والمثابرة وبذل الجهد، وعدم انتظار الآخرين ليقدموا لهم المعونة وعليهم أن يبادروا بأنفسهم ويخوضوا الصعاب من أجل تحقيق طموحاتهم وأحلامهم.
بدأ المشاركون في أسبوع رواد الأعمال العالمي بمناقشة التحديات التي تواجههم عند البدء في أعمال جديدة، إذ تم ذلك من خلال توزعهم على أربعة فرق، إذ يحدد كل فريق تحديا يجده أمام إنشاء مشروع جديد، ويتناقش أعضاء الفريق في كيفية مواجهة هذا التحدي، إذ يتم ذلك خلال 5 أيام، على أن يتم عرض الأفكار المناسبة لمواجهة التحدي يوم الأحد، إذ سيعلن عن أفضل فكرة مقدمة وتكريم الفريق الفائز بها.
وكانت الفعاليات على هيئة ورشة عمل أدارها المدير التنفيذي لشركة O2 للاتصالات التسويقية محمد جهماني، اطلعوا من خلالها على تجارب الآخرين في إنشاء أعمالهم، وكلّف جهماني خمسة أشخاص بمشروع يقتضي كيفية تقليل نسبة الإناث الذين لا يستطيعون الكتابة باللغة العربية، وذلك من خلال موقع فيس بوك.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات ورش العمل لغاية يوم الأحد المقبل 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري
العدد 2265 - الإثنين 17 نوفمبر 2008م الموافق 18 ذي القعدة 1429هـ
